عالم الفن

عمرو واكد: العرب يتناحرون يوميا كي يسود الآخر

نوفمبر 09, 2017
عدد المشاهدات 918
عدد التعليقات 0
تونس – عمرو واكد، ممثل مصري، ولد في عام 1973، وتخرج من الجامعة الأميركية بالقاهرة، وعمل في الفترة من عام 1992 وحتى عام 2002 في المسرح، ثم جاءت انطلاقته السينمائية من خلال فيلم “جنة الشياطين”، والفيلم القصير “لي لي” المقتبس عن قصة قصيرة للكاتب الراحل يوسف إدريس، لكن دوره في فيلم “أصحاب ولا بيزنس” ساهم في صنع شهرته على نطاق كبير بالرغم من صغر دوره في الفيلم، بعدها قدم عدة أفلام هامة منها “ديل السمكة” و“من نظرة عين” و“أحلى الأوقات” و“تيتو”.

وفي العام 2005 انطلق عمرو واكد للعمل في السينما العالمية، عندما قام بدور محمد الشيخ عجيزة في فيلم Syriana (سيريانا) أمام جورج كلوني، وبعدها شارك في أفلام أميركية أخرى، منها Contagion (مرض معد)، Salmon Fishing in the Yemen (صيد سمك السلمون في اليمن)، Lucy (لوسي) أمام الممثلة الأميركية سكارليت جوهانسون والنجم مورغان فريمان، كما شارك في عدة مسلسلات داخل وخارج مصر، والتي تشمل “لحظات حرجة، ريش نعام” وHouse of Saddam (بيت صدام) أيضا المسلسل البوليسي الفرنسي Riviera (ريفييرا).

وربما تتمة لاستراتيجية واكد التي شرع فيها منذ سنة 2005، لينطلق من المحلية المصرية، فالعربية، فالعالمية، وافق النجم المصري أن يكون أحد أبطال الفيلم الجديد للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي “كتابة على الثلج”، الذي افتتح النسخة الـ28 من أيام قرطاج السينمائية لهذا العام، والذي جمع ثلة من نجوم التمثيل العرب.

وعن تجربة العمل وتعاونه مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي يقول الممثل عمرو واكد لـ“العرب” “هي البداية ولن تكـون النهاية، لأني أحببت الطريقة التي يعمل بها المخرج، والتي تعتبر تجربة جديدة ومعاصرة بالنسبة لي، لم أعشها سابقا إلاّ أثناء عملي في المسرح، وهذه الطريقة تعجبني كثيرا لأنهـا تستطيع أن تخـرج أفضـل ما في الممثـل”.

ويؤكد واكد على أن مشهراوي ترك له ولجميع الممثلين حرية التصرف بشكل كبير في الدور وأحيانا في النص، ولا يقوم إلاّ بحذف أو تعديل بعض النقاط التي يراها غير مناسبة للعمل/الفيلم، كل ذلك دون أن يؤثر ذلك على إبداعه كمخرج.

النجم المصري يؤكد أنه محظوظ بالعمل أمام قامة تمثيلية كبرى اسمها غسان مسعود، والتي يضاهيها في العطاء في مصر جميل راتب
وشدّد النجم المصري على أنه ومنذ اللحظة الأولى التي قرأ فيها سيناريو الفيلم أعجب به كثيرا وتمنى أن يكون جزءا منه، ورغم أنه فيلم يحكي قصة فلسطينية كما هو ظاهر في السيناريو، إلاّ أنه فيلم عربي، جمع ممثلين عرب من كل من سوريا ولبنان وفلسطين، بالإضافة إليه كمصري، وهو إنتاج فلسطيني تونسي مشترك، من إنتاج شركة “سيتي تيلي فيلمز” وشركة “سينيبال فيلمز” وأفلام مشهراوي”، بدعم من تلفزيون فلسطين.

ويقول عمرو “الصراع القائم في الفيلم يمثّل أو يعكس أيضا الصراع العربي، فنحن نتناحر لكي يسود الآخر، ولا نتوقف عن التناحر إلاّ في حال تم ضربنا من الخارج، وفي حال توقف ضربنا من الخارج نكمل تناحرنا كما لو أن هذا الأمر مكتوب علينا إلى أبد الدهر”.

وعن العمل ضمن ظروف المكان الواحد طيلة فترة تصوير الفيلم، يقول عمرو واكد “تلك الطريقة أو التصوير في “اللوكشن” الواحد يشعرني بالراحة بشكل أكبر”، وشبّه مكان التصوير بخشبة المسرح التي يعود لها الممثل يوميا، وبالتالي يحصل التأقلم معها، وهذا التأقلم يقدم دفعة للإبداع بشكل مثير، ويضيف “لأن أساس الإبداع ناشئ من الملل، فشعورنا بالممل يؤدي للإبداع، الفراغ ممكن أن يولّد أو يضطرنا للإبداع، وبالتالي العودة إلى نفس المكان بشكل متكرّر والتعوّد عليه دون وجود أي جديد فيه، سيشكّل مساحة أكبر للخلق والإبداع والبحث عمّا هو جديد وخارج المكان، وكأنها طريقة للعودة إلى داخل الإنسان، وهذا شيء يجب أن نحيي المخرج عليه”.

واختار المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي أن يقوم بتصوير مشاهد فيلم “كتابة على الثلج” في تونس، وتحديدا في ربوع منطقة الخذايريّة بطبرقة (شمال غرب تونس العاصمة)، وهي منطقة ساحلية على الحدود التونسية الجزائرية، حيث بدأ التحضير له في مارس 2016، وبدأ التصوير في أول مايو من نفس العام واستمر لمدة شهر كامل، والطبيعة في مدينة طبرقة لا تشبه غزة، ولكن التصوير في طبرقة مكّن مشهراوي من بناء مواقع تصوير لتنفيذ مشاهد تتعلق بالاعتداء على غزة وهدم بيوت وتدمير أحياء كاملة.

وعن ثيمة الفيلم وما شدّه فيه يقول واكد “الفيلم يلقي الضوء على الانقسام الأيديولوجي الفكري والسياسي والجغرافي في فلسطين والعالم العربي، من خلال الرافضين لفكرة التعايش رغم الاختلاف، مستندين إلى ذرائع مختلفة للتعبئة وللحصول على أتباع عبر ذريعة الدين، وهو أيضا لإعطاء نموذج لما يحدث في عالمنا العربي، حيث المستفيد الأول من كل ذلك هو الاحتلال المباشر بالنسبة لفلسطين وغير المباشر بالنسبة للعالم العربي”.

ويكمل النجم المصري العالمي “والفيلم يبحث عن تجسيد هذه الأفكار عبر الشخصيات المحصورة في مكان وزمان واحد وفي ظروف وأحداث غير عادية، لا سيما أن مجتمعاتنا تعاني من التطرف الذي يؤدي إلى العنف والترهيب والتكفير والتخوين، وكل ذلك يمارس باسم الدين من قبل أفراد أو مجموعات أساؤوا فهم الدين ووظفوه لمصالحهم، لذلك لا بد من فتح قنوات مباشرة للحوار الديني والأيديولوجي مع الآخر المختلف عنّا، وبما أنَّ السينما هي من أهم القنوات المؤثرة، والتي بإمكانها أن تستعرض الحالة وتناقشها وتغنيها وتحاول إحداث تغيّر من خلال تصحيح مفاهيم إنسانية مبنية على احترام الآخر، رغم الاختلاف، اخترت المشاركة في هذا الفيلم، أنا سعيد جدا أن أكون من بين من مروا بمدرسة رشيد مشهراوي السينمائية”.

وسبق لواكد أن جسّد شخصية الفلسطيني ضمن أحداث فيلم “أصحاب ولا بيزنس” للمخرج علي إدريس (إنتاج 2001)، لكنه يؤكد لـ“العرب” أن دوره في “كتابة على الثلج” مختلف تماما عمّا قدمه منذ نحو 15 عاما خلت.

ويختم عمرو واكد حواره مع “العرب” بالتأكيد على أنه سعيد، بل محظوظ بالعمل أمام قامة تمثيلية كبرى اسمها غسان مسعود الذي منحه راحة كبرى في مقاسمة الأداء والمشاركة في الانفعالات، وهذا الأمر لم يحصل له من قبل، إلاّ مرة واحدة مع الفنان المصري جميل راتب.العرب

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى