مقالات

رسالة إلى مقتدى الصدر، لا بد من قرائها

يونيو 17, 2018
عدد المشاهدات 10999
عدد التعليقات 0
عزة كاظم
بدءاً لابد ان اذكركم يا سماحة السيد مقتدى ان حظوتك ومكانتك الدينية والسياسية لم  تكتسبها من ثقافة دينية، ولا من سفر جهادي، ولا من كاريزما شخصية، ولا من نتاج فقهي، ولا خصال نادرة اجتمعت في شخصكم، انما ورثتها من رمزية آل صدر، بدءاً من محمد حسن الصدر، مرورا بالمفكر والفيلسوف محمد باقر الصدر، وصولا الى والدكم الشهيد محمد محمد صادق الصدر !
لو لم تكن سليل آل صدر لبقيت واحدا من سدنة الروضة العلوية، او طالبا خاملا وكسولا  في مدارس النجف الدينية في احسن الاحوال!
ليس في تكوينكم الفكري ولا الفسلجي ما يجعل منكم شخصا له ميزة على اقرانه بل العكس  هو الصحيح فأنتم، يا سماحة السيد، أقل أقرانك ثقافة والماما في شؤون الدين، واكثرهم جهلا في شؤون الدنيا، تطلق الكلام على عواهنه من غير ان تدرك معانيه وتداعياته، اما لغتكم في الحديث فلا تشير الى انكم قد تلقيتم ولو درسا واحدا في المنطق او الفقه او اللغة العربية وهي من اساسيات واركان التعليم في المدارس الحوزوية!
 ربما يكون لصدام حسين فضل عليك ولو بنحو غير مباشر ، فلو لم يرتكب جريمته البشعة بقتل والدك وشقيقيك لبقيت مجهولا تعمل في الصف الثالث من خطوط المدرسة الصدرية، او تتفرغ تماما لشؤون المنزل بعيدا عن الدين والتفقه، خاصة وان المعلومات الموثقة تشير الى ان والدكم كان يتحاشى اسناد اي دور لكم، ويتعامل معكم كأبن تنقصه الكثير من مقومات الاهلية العلمية والاجتماعية !
على مدى 155 عاما اعقبت التغيير الدراماتيكي الذي حدث في العراق لم نسمعك ولا مرة واحدة تتحدث بعمق وتدفق، ولم نرك تترجم نفسك برؤية واضحة لما يدور حولك، ولم تترك لدى العراقيين انطباعا بانك سليل عائلة دينية أغنت المعرفة الانسانية بنتاجات غزيرة في الفقه والفلسفة والاقتصاد واللغة والتاريخ، كل ما سمعناه منك لا يتعدى عبارات سطحية تعكس ضحالة مريعة، وتؤكد سذاجة لا تتناسب ومكانتك الدينية والعائلية!
 المؤكد يا سماحة السيد ان رمزية آل صدر الكرام وفرت لك قاعدة عريضة من المؤيدين الذين تحركهم العواطف الدينية وحبهم لآل صدر بنحو يجعلهم يتحدون المستحيل لأثبات ولائهم لكم، والدفاع عنكم باعتباركم نجل (الولي المقدس) وبضعته وامتداده، لكنكم، بكل اسف، لم تستثمروا هذه القاعدة العريضة من اجل احداث تغييرات ايجابية في المجتع العراقي، على العكس وظفتم قاعدة الاتباع والمؤيدين هذه لأغراض سياسية رخيصة، وجعلتم منها هراوة لتخويف الخصوم، وانتزاع اكبر قدر من المغانم والمكاسب!
 هل كنت تعلم يا سماحة السيد ان وزراءك في الحكومات التي اعقبت الاحتلال كانوا اكثر الوزراء فشلا وفسادا؟ وهل تعلم ان العراقيين يدركون حد اليقين انك تفرض على اولئك الوزراء اتاوات بملاين الدولارات تذهب الى مكتبك كشرط اساس لتعيينهم في مناصبهم؟ وهل تعلم ان الكثير ممن ينتمون الى تيارك، بل ويشغلون مواقع متقدمة فيه هم فاسدون ولصوص وقتلة؟ هل تناهى الى سمعكم يا سماحة السيد ما فعله ابو درع باهل السنة وكم قتل منهم؟ وهل رأيتموه وقد ظهر في الانتخابات الاخيرة وهو يجبر الناخبين للتصويت لصالح ائتلافكم بما يؤكد انه مازال بين صفوفكم ويحظى بدعمكم ورعايتكم؟ هل حدثوك يا سماحة السيد عن حسينية اسمها (تنور الزهرة) حولها اتباعك الى مسلخ لأهل السنة في منطقة حي اور في العاصمة بغداد في سنوات الذبح على الهوية؟ هل لديك جردة حساب بعدد العراقيين الذين قتلوا على ايدي (محبيك) وانصارك في اعوام العنف الطائفي وما تلاها؟ هل اخبروك يا سماحة السيد عن الابتزاز المريع الذي مارسه جيش المهدي ثم سرايا السلام ومازالوا بحق الدولة والمواطنين؟
الامثلة كثيرة ولو اردنا المرور عليها جميعا لاحتجنا الى مجلدات من الشرح والتفصيل!
 اما في العمل السياسي فلم تنجح انت وتيارك في رسم ستراتيجية واضحة لما تخططون وتهدفون، كل ما لمسناه وسمعناه منكم لا يعدو سوى عنتريات وهتافات واهازيج وشعارات تعلو ثم سرعان ما تخفت مثل مسحوق المعدة الفوار!
 سماحة السيد الجليل: وانا اكتب اليكم هذه الرسالة وقعت بين يدي وثيقة تحمل ختمكم وتوقيعكم تنتقدون فيها بقسوة الدكتور حيدر العبادي بسبب مشروع تحالف لم يستمر اكثر من 24 ساعة بينه وبين السيد هادي العامري انفرط بسبب شروط فرضها العبادي على العامري من اهمها نبذ الطائفية والمحاصصة!
كنتم قد اخذتم على العبادي تحالفه مع(المليشيات الوقحة)، وعبرتم عن اسفكم على ما وصفتموه بـ(انحراف العبادي عن منهجه ) لكنكم وبعد اسابيع قليلة على تلك الوثيقة أعلنتم تحالفكم مع العامري تحالفا ستراتيجيا لتشكيل الكتلة الاكبر التي تضمن لكم ولاتباعكم مواقع مهمة في الحكومة القادمة التي تريدونها (حكومة ابوية)!
هل لديكم تفسير يقنع العقلاء من الناس بمواقفكم المتناقضة ، وسياستكم المتخبطة؟
هل انت حليف لإيران يا سماحة السيد ام صديق للسعودية ام خصم لأمريكا؟
هل انت ضد المليشيات الوقحة و داعم للمليشيات (الحبابة والمسالمة)؟
هل انت زاهد بالمناصب ام متهافت عليها؟
هل انت اسلامي ام شيوعي؟
هل انت مع السكوت على تزوير الانتخابات ام ضده؟
هل تريد حصة معلومة من المناصب في الحكومة القادمة ام انك ضد المحاصصة؟
هل انت رجل دين ام سياسي؟
هل انت رجل دولة ام رجل دين؟
 الاسئلة كثيرة ياسماحة السيد الجليل سليل آل صدر الكرام ولكنني على يقين انك غير قادر ان تقدم اجابات واضحة على اي منها!
في الختام اتمنى لك الموفقية وانت تحث الخطى للتحالف مع من كنت تصفهم بأشنع الاوصاف  من اجل تشكيل حكومة (ابوية) تتقاسم انت و( الآباء) الكبار فيها المناصب وتتركون الابناء الصغار في الجحيم يحترقون !
تدرون مقتدى شسوه البارحة؟
 اعلن عيد يوم الجمعة لكن تضامن مع السستاني مااعلن واحتفل بالعيد شنو هاللواكة

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى