مقالات

الأزمة الإنسانية في اليمن إلى أين؟

مارس 20, 2018
عدد المشاهدات 961
عدد التعليقات 0
سالم سالمين النعيمي

كشفت خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2018، التي أطلقتها الأمم المتحدة بأن اليمن في العام الجاري يتجه نحو أوضاع إنسانية أكثر مأساوية، ما دفع إلى إطلاق أكبر نداء استغاثة بهدف توفير 3 مليارات دولار لإنقاذ أكثر من 13 مليون يمني من أصل حوالي 28 مليوناً من مجاعة محتملة، في ظل النزاع القائم، فالصراعات المسلحة من جهة والمجاعة والكوليرا ومرض الدفتيريا والأوضاع الإنسانية والاقتصادية والخدمية المتدهورة والكساد الاقتصادي الذي قد أحدق بخزينة البلاد، وما نجم عنه من انقطاعٍ لمرتبات الموظفين في القطاع العام وانقطاع الخدمات، والكهرباء، ونقص حاد في مياه الشرب، وارتفاع أسعار المشتقات النفطية إلى مستويات خيالية، وما ترتب عليه من زيادة طردية في أسعار السلع الغذائية الأساسية التي صارت بعيدة عن متناول السواد الأعظم من اليمنيين المسحوقين تحت خط الفقر والحاجة.

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يعاني سكان 20 من أصل 22 محافظة يمنية انعدام الأمن الغذائي الشديد. وبدورها تقول منظمة الصحة العالمية إن 45% من المرافق الصحية في اليمن، لا تعمل سوى بنصف طاقتها المحددة، بسبب شح المستلزمات الطبية، وتضرر نحو 275 مرفقاً صحياً، وهو ما تسبب بحرمان حوالي 16.4 مليون شخص من خدمات الرعاية الصحية الأساسية، كما تصرح منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» إن 2.2 مليون طفل يمني من إجمالي الأطفال البالغ عددهم 9.6 مليون يعانون من سوء التغذية، ويموت طفل يمني على الأقل كل 10 دقائق نتيجة أمراض كان يمكن الوقاية منها، بحسب المنظمة ذاتها والتي ذكرت أيضاً، أن 10 ملايين طفل يمني أصبحوا يواجهون خطر الإصابة بسوء التغذية، منهم نصف مليون طفل يواجهون سوء التغذية الأكثر خطورة، ونحو مليوني طفل في سن الدراسة مشردين خارج مقاعد التعليم.

فاليمن أفقر دولة في العالم العربي قبل أن يبدأ الصراع العربي الفارسي لتحرير هذا البلد من التدخل الأجنبي، الذي يهدف إلى التحكم في باب المندب وحصار المملكة العربية السعودية من حدودها الجنوبية الغربية، ومنع شق قناة مائية تربط دول الخليج بالبحر العربي مباشرة من دون العودة إلى مضيق وفق خطة إيرانية مسبقة أعدت منذ سنوات طويلة، والتي تهدف إلى إدخال اليمن في كهف مظلم، والوصول بالوضع ليكون أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وضمان بقائها في السيطرة لاكتمال مثلث سوريا العراق اليمن.

ومن جهة أخرى تشير إحصائيات صدرت من الأمم المتحدة عام 2017 إلى قتل أكثر من 10 آلاف شخص و 50 ألف جريح، وتشريد مليونين بسبب الحرب، وبالمقابل يُعتقد أن أكثر من 50.000 طفل قد ماتوا في اليمن عام 2017 وفقاً لمنظمة إنقاذ الطفولة. ووفقا لما ذكرته الأمم المتحدة يعاني 17.8 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي، وهذا يعني أنهم لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، ووفقاً لتقرير الأمم المتحدة يعاني أكثر من 400.000 طفل من سوء التغذية الحاد، كما أوضح «برنامج الغذاء العالمي» بأن هناك حوالي 15.7 مليون يمني يفتقرون إلى مياه الشرب المأمونة، وذلك حسب ما ذكرته تقارير الأمم المتحدة، ناهيك عن افتقار 24.3 مليون شخص إلى الكهرباء الكافية، وأغلبيتهم يفتقدون خدمات الكهرباء الأساسية، وما يخفف ولو قليلاً من حجم الأوضاع الإنسانية الشائكة في اليمن المساعدات التي تأتيهم من الدول الشقيقة كتسليم 180 ألف لتر من الوقود إلى اليمن في يناير 2018 من المملكة العربية السعودية، وقرار السعودية والإمارات بتخصيص مليار دولار، وجمع 500 مليون دولار أخرى للاحتياجات الإنسانية لليمن مع دعم عسكري منقطع النظير لقوات الشرعية للقضاء على التمرد «الحوثي».

 

وفي سياق مختلف، يُعد وجود الميليشيات «الحوثية» الإيرانية أكبر تحدٍ يواجه استقرار البلاد، ولا يكفي «الحوثيين» استعدادهم لتقديم تنازلات بشأن الترتيبات الأمنية في البلاد قبل قبولهم غير المشروط بفرض هدنة دولية لنزع السلاح والمشاركة السلمية في منظومة سياسية وطنية لا تفرض واقع الاتحاد أو الانفصال، وإنما تُلبي رغبة سكان المنطقة ككل في حلول توافقية تحترم حق تقرير المصير السياسي بالعودة إلى ما قبل 1990، أو تحقيق وحده توافق عليها كل الأطراف ضمن إطار الحوار الوطني السياسي المفتوح بمشاركة الجميع، وليس بحلول تُفرض عنوة تحت ضغط السلاح والتهديد والتخريب.

الاتحاد

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى