سياسيون: مبادرة ولد الشيخ فشلت والمليشيات لن تسلم الحديدة إلا بالحسم العسكري
سبتمبر 24, 2017
عدد المشاهدات 408
عدد التعليقات 0
عدن اوبزيرفر الأنباء الكويتية:
أكد سياسيون يمنيون أن مبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ فشلت بعد رفضها من قبل مليشيات الحوثي وصالح وعدم قدرة الأمم المتحدة على إقناعها أو إجبارها بالخضوع للسلم، ووصفوا مساعي ولد الشيخ الحالية لإحياء المبادرة من جديد بأنها لن تضيف جديدا بقدر ما تؤجل الحسم العسكري وتمنح المليشيات وقتا إضافيا لممارسة مزيدا من الجرائم والانتهاكات ونهب ما تبقى من دولة.
وقال المحلل السياسي اليمني محمد علي محسن في تصريح لصحيفة «الأنباء» الكويتية: أن الحديث الآن عن مبادرة “جديدة قديمة” يحملها ممثل الأمم المتحدة إلى اليمن السيد إسماعيل ولد الشيخ ومحورها انسحاب القوى الانقلابية من مدينة وميناء الحديدة ليست إلا محاولة مكررة هدفها تحريك الجمود الذي أصاب الجهد الدبلوماسي وكذا تعذر الحسم العسكري”.
وأضاف “مقترح ولد الشيخ القاضي بانسحاب ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ التابعة للحوثي وصالح من الحديدة، هو استمرار لمشاورات ماراثونية انتهت برفض قوى الانقلاب لكل ما تم الاتفاق عليه، والواقع يشير إلى أن الحوثيين لن ينسحبوا من الحديدة إلا في حالة واحدة وهي أنهم باتوا منهكين عسكريا واقتصاديا، ما يجعلهم يقبلون مقترحا ندرك جميعا انه بمثابة بداية النهاية لهذه القوى، إذ يعد ميناء الحديدة المنفذ البحري الوحيد الذي تتنفس من خلاله”.
وقال محسن “الأمر الآخر الذي يدفع المليشيات لقبول فكرة الانسحاب من ميناء استراتيجي حيوي يمثل الشريان الوحيد لقوى الانقلاب هو أن يتم إدارته من قبل طرف ثالث وهذا لن يتحقق في واقع الممارسة، ما يعني أن ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ستقوم بإدارته عبر طرف ثالث، وكلنا نعلم خطورة انسحاب شكلي من هذا القبيل والحوثي وصالح عرفا تاريخيا بقدراتهما على تضليل الداخل والخارج”.
وأكد محسن لـ”الأنباء”: أن ولد شيخ لن ينجح في مبادرته بما توافر لديه من عوامل ضغط وتأثير خارجي وإقليمي وإنما سينجح ف يحالة واحدة، في حالة أن الحوثيين تحديدا صاروا يبحثون عن مخرج سياسي لهم ولجماعتهم وهذا أمر مستبعد خاصة إذا ما علمنا أن الجماعة الحوثية تدرك أنها الخاسر الأكبر في أي تسوية سياسية مستقبلية، ولذلك ستظل متمسكة بخيار القوة بكونه المنطق الوحيد الذي تجيده وكان له أن أوصلها إلى السلطة والقرار، لذلك الجماعة الحوثية لا ترى في أي تسوية سياسية غير أنها نازعة لسلاحها ومهددة لوجودها كأقلية ليس لها قبول سوى في جغرافية ضيقة”، ووجه تساؤلا إلى ممثل الأمم المتحدة قائلا “ما الجديد في المقترحات المطروحة؟ وكيف يمكن أن تستأنف المشاورات في ظل مناخات غير مشجعة وفي ظل أجواء من فقدان الثقة؟.
وعلق المحلل السياسي محمد علي محسن على إعلان دولة الكويت الخميس في كلمة الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء الكويتي، أمام الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عن استعدادها لاستضافة الأطراف اليمنية مجددا للتوقيع على اتفاق سلام نهائي حالما يتم التوصل إليه بينهم، والتزامها الكامل بوحدة اليمن ودعم الشرعية ـ وقال “هذا ليس بغريب ولا جديد على دولة الكويت التي عرفناها طوال حقبة تاريخية طويلة كداعمة للشعب اليمني ودونما أي اعتبارات أو حسابات سياسية ضيقة، بل وعلى عكس ذلك تعد الكويت الدولة الوحيدة التي تحظي بقبول كافة الفرقاء السياسيين في اليمن، فضلا على أن اليمنيين جميعا يحملون لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا مشاعر جميلة نبيلة كريمة، وهذا الشعور لم يكن وليدا للحظة وإنما هو نتيجة لتاريخ حافل بالعطاء والمسعى الأخوي النبيل لمساعدة اليمنيين وفي مختلف الظروف التي مرت بها بلادهم”.
من جانبه قال المحلل السياسي ورئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام بالعاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن باسم الشعبي لـ”الأنباء”: أن جماعة الحوثي وصالح لن تستسلم وقد تحولت الحرب بالنسبة لهم إلى تجارة واقتصاد تدر عليهم العوائد المالية الطائلة حتى وان لم يبقى معهم سوى صنعا وحدها”… مؤكدا أنه لن يجبرهم علي الرضوخ والاستسلام إلا العمل العسكري وليس غيره..
وأكد الشعبي أن ولد الشيخ فشل في مهمته وما يقوم به حاليا هو نوع من تأجيل الحسم العسكري ومحاولة لإضفاء نوع من الشرعية على ممارسات الانقلابين في تعذيب الناس ونهب ما تبقى من دولة، مشيرا إلى أن تسليم ميناء الحديدة يعني مقدمة لسقوط الانقلاب ولا اعتقد أنهم “المليشيات” سيوافقون على ذلك.. مؤكدا أن الحل العسكري هو الخيار الأخير في استعادة الحديدة..
وعبر عن شكره وتقديره لما تقدمه دولة الكويت الشقيقة لليمن سياسيا وتنمويا وإنسانيا وقال “نقدر لإخواننا في الكويت جهودهم الجبارة في مساعدة اليمنيين للخروج من الأزمة وهذا موقف ثابت منذ عقود من قبل الأشقاء في الكويت وليس من اليوم.. الكويت لها بصمات كبيرة في دعم التنمية في اليمن واليوم تعمل على حل الأزمة وإعادة الاستقرار.. في مواقف عروبية وإنسانية يشكرون عليها”.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد كشف أمس الجمعة عن مشاورات مستمرة مع وفد الحكومة اليمنية الموجود حاليا في نيويورك، بشأن مقترح للحل في محافظة الحديدة على البحر الأحمر غرب البلاد، وعقد ولد الشيخ لقاء مطولا مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في مسعى لإنعاش مشاورات السلام المتعثرة منذ أكثر من عام.
وجدد ولد الشيخ حديثه أمس في تصريحات صحفية “بأنه لا يمكن حل الأزمة في اليمن إلا من خلال الحل السياسي؛ وليس هناك حل عسكري”، داعيا الأطراف اليمنية إلى أنَّ تراجع الحل السياسي الذي عرضته الأمم المتحدة والذي ينص على أربع نقاط “تسليم ميناء الحديدة، وفتح مطار صنعاء، ودفع الرواتب للموظفين، والعودة إلى لجنة التهدئة والتنسيق، من أجل الوصول إلى الحل الشامل والكامل في البلاد”.