انتصارات الشرعية تفتح باب السلام العادل في اليمن
يناير 10, 2017
عدد المشاهدات 443
عدد التعليقات 0
الرياض -عدن اوبزيرفر
بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مرحلة جديدة من حراكه الهادف لتحريك مسار السلام اليمني الراكد بلقائه عبداللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الاثنين، بمقر الأمانة العامّة بالعاصمة السعودية الرياض.
ويأتي هذا الحراك في ظلّ متغيرات ميدانية هامّة في مسار الحرب بين الشرعية اليمنية المدعومة من قبل التحالف العربي، والمتمرّدين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، تتمثّل بتقّدم القوات اليمنية على حساب قوات التمرّد في عدّة جبهات أبرزها جبهة باب المندب على الساحل الغربي للبلاد، وجبهة شرق العاصمة صنعاء، وجبهة صعدة معقل الحوثيين بالشمال اليمني.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات ستكون مؤثرة على جهود السلام، باتجاهين؛ اتجاه تليين موقف المتمرّدين المتصلّب تجاه مبادرات السلام لتجنّب هزيمة عسكرية مدوية، من جهة، وفرض منظور الشرعية اليمنية للعملية السلمية الذي يقوم على الالتزام بالثوابت وعدم القفز عليها بدءا بما نصت عليه المبادرة الخليجية التي أطّرت انتقال السلطة في اليمن، ومخرجات الحوار الوطني، والقرار الأممي بشأن الأوضاع اليمنية.
وقال مصدر رسمي، إن الزياني ناقش مع ولد الشيخ تطورات الأوضاع في الجمهورية اليمنية وجهود استكمال مشاورات السلام ودفع العملية السياسية فيها وفق المبادرة الخليجية. كما ناقش الطرفان، وفق المصدر ذاته، مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
أبريل آلي: تصميم على استعادة أراض إضافية قبل إعطاء فرصة جديدة للمفاوضات
وأطلقت الحكومة اليمنية مدعومة بالتحالف العربي حملة كبرى لطرد المتمردين الحوثيين من المناطق الساحلية على البحر الأحمر تحت مسمّى السهم الذهبي.
وخلال أيامها الأولى حقّقت العملية تقدما كبيرا في محافظة تعز على مستوى منطقة باب المندب التي تضمّ مضيقا بحريا استراتيجيا، حيث تمكّنت قوات الشرعية والمقاومة المساندة لها من استعادة عدّة مواقع هامة هناك من أيدي قوات الحوثي وصالح.
غير أنّ العملية جاءت بالتزامن مع تواصل زحف قوات الشرعية على قوات الحوثيين في معقلهم بمحافظة صعدة في الشمال البلاد، ومع معارك عند منطقة نهم، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة المتمرّدين.
وقالت مصادر عسكرية إن تشتيت جهود المتمّردين الذين يشكون أصلا نقصا في الذخائر وصعوبة في تجنيد المقاتلين، وشحّا في الأموال اللازمة لتمويل الجهد الحربي، على جبهات متعدّدة كان ضمن التخطيط الأصلي لهذه المرحلة من التحرير.
وأضافت ذات المصادر أنّ تقدّم قوات الشرعية في عدّة مواقع يعتبر من الثمار الأولى لنجاح ذلك التكتيك.
ومن جهتهم يرى محلّلون سياسيون أنّ الشرعية اليمنية، تسعى في المحصّلة النهائية إلى جني ثمار سياسية لما تحقّقه في ميادين القتال وجبهاته.
ومن الأهداف المنشودة التوصّل في أقرب وقت إلى “سلام عادل” وفق الأسس والمرجعيات المتفق عليها والمعترف بها إقليميا ودوليا، إذ كثيرا ما نظرت حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى مبادرات المبعوث الأممي ولد الشيخ باعتبارها مجحفة، خصوصا وأنّ خارطة الطريق التي اقترحها منذ أشهر تتضمن قفزا واضحا على دور عبدربه منصور، من خلال تعيين نائب له يتسلّم صلاحياته بشكل كامل خلال فترة انتقالية.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أبريل آلي، الخبيرة في شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية قولها، إن القوات الحكومية التي أطلقت عمليتها العسكرية الأخيرة لديها “فرص أفضل على الساحل الغربي من جبال صنعاء”، مضيفة أن التحالف العربي الذي يدعم الشرعية في اليمن يبدو “مصمّما على استعادة أراض إضافية قبل إعطاء فرصة جديدة للمفاوضات”.
وكانت القوات الحكومية مدعومة بطائرات وسفن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قد أطلقت السبت عملية “السهم الذهبي” في منطقة ذباب على بعد نحو 30 كلم من مضيق باب المندب الاستراتيجي.
ووفقا لمصادر عسكرية، فإن الهدف الرئيسي للعملية هو طرد المتمردين الحوثيين من المناطق المطلة على البحر الأحمر على ساحل يمتد بطول نحو 450 كلم، وذلك عبر استعادة ذباب ثم مدينة المخا قبل التقدم نحو الحديدة ومنطقة ميدي القريبة من الحدود السعودية.
وقتل في المعارك بين القوات الحكومية اليمنية والمتمردين الحوثيين المتحالفين مع مؤيدي الرئيس السابق علي عبدالله صالح 55 متمردا و13 جنديا، السبت والأحد.
وقال عبدالملك المخلافي، وزير الخارجية اليمنية في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي لوكالة فرانس برس، إن “تحريك العملية العسكرية أمر حتمي من أجل إعادة إحياء المسار السياسي” المجمد رغم مبادرات السلام التي أطلقتها الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ورأى المخلافي أن “الحوثيين أساسا لا يقبلون بمنطق الحوار، إلا إذا تغير الوضع العسكري في الميدان”.العرب