شؤون محلية

خالد بحاح : لقاء جنيف تشاوري وليس تفاوضي ويهدف الى بحث تطبيق قرار مجلس الامن رقم 2216

يونيو 08, 2015
عدد المشاهدات 1185
عدد التعليقات 0
عقد دولة المهندس خالد محفوظ بحاح نائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء مؤتمرا صحفيا  ظهر اليوم  الاثنين الموافق 8 /6 في قصر المؤتمرات بالرياض ، تناول فيه عدد من القضايا الهامة المتعلقة بالتطورات المتصلة بالعدوان  وما تقوم به مليشيات صالح والحوثي من اعمال قتل وتدمير في  عدد من المدن والمحافظات اليمنية ، واكد في المؤتمر ان الحكومة اليمنية لن تذهب الى جنيف  للتفاوض مع المتمردين  ولكن استجابة لدعوة الامين العام للامم المتحدة  من اجل البحث في تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 2216  وبأن الذهاب الى جنيف من اجل البحث عن طرق لاحلال السلام لا يعني التخلي عن المقاومة الشعبية لكون المقاومة وجدت نفسها  وستتمر ولم تخلقها الحكومة . ويسر الموقع نشر البيان الافتتاحي الذي لقاه السيد بحاح في  المؤتمر الصحفي.

بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة .. ممثلوا وسائل الإعلام 

 
الحاضرون جميعا 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها نحن نلتقي بكم مجددا في هذا المؤتمر الصحفي والذي يُـعقد في ظل ظروف صعبة يمر بها شعبنا اليمني الصابر، والذي سنتحدث إليه عبركم بكل صدق ومسؤلية وشفافية.
إن حكومتنا التي قررت العودة لممارسة مهامها في ظل ظروف معقدة وإستثنائية إستجابة وإستشعارا منها للواجب الوطني، تواجه في الواقع تحديات كبيرة ..
ولا يَـخفى على شعبنا ولا عليكم .. جسامة وصعوبة المسؤولية القائمة أمامها، وهي تُـدرك أن إدارة الصراع والانتصار للحق وإرادة الشعب .. هي مسؤولية مشتركة، يجب على جميع أبناء اليمن الشرفاء والمخلصين أن يُـسهموا فيها، وأن تسخر كل الجهود لإيقاف القتل والدمار، بعيدا عن أي حسابات أو مكاسب فئوية أو جهوية، فبالوحدة الوطنية وحدها والإرادة والعزيمة والثبات على الحق .. سيتحقق النصر بإذن الله.
إن ما يجري في بلادنا هو إختلال في موازين القوى .. مكّن طرف من الاعتداء على الآخر، غير أن هولاء الذين استبدلوا الولاء للوطن بالولاء للأفراد.. باتوا مع كل خطوة يخطونها يرفعون مستوى الكراهية عليهم، ومع كل طلقةٍ نارية .. يستنزفون ما لـَهُم من رصيد في قلوب أبناء الشعب، فهم الآن في ثوب المعتدي الغاشم الخائن لشعبه ودينه المفارق للجماعة.
لن يرحمهم التأريخ وسيضعهم في ركام مزبلته ..
وإننا إذ نترحم بكل حزن وأسى على جميع الشهداء الذين لـقوا رَبَهم دفاعا عن الأرض والعِـرض والكرامة الإنسانية .. ، فإننا نتمنى الشفاء العاجل لكل الجرحى ونحيي أبطال المقاومة الشعبية الذين سطّروا ببطولاتهم صفحات من نور ستتذكر الأجيال القادمة تضحياتهم واستبسالهم في عدن والضالع وتعز وأبين وشبوة ومأرب والبيضاء وغيرها من المحافظات الأخرى، ونطالب بالحرية وإطلاق صراح الوزير محمود الصبيحي وكافة الأسرى والمعتقلين السياسيين، كما نتوجه بالنداء إلى المخلصين من أبناء قواتنا المسلحة بأنَه آن لكم أن تكونوا إلى جانب إرادة الشعب، وتُـثبتوا بأنكم بالفعل حماة الوطن .. تحديدا في هذه الأيام الفارقة من تأريخ البلاد.
إن تحسين الوضع الصحي الذي وصلت إليه عدد من محافظات الجمهورية .. هو أولوية لدينا في مجال الإغاثة .. وإننا نناشد كل المنظمات الصحية الإقليمية والعالمية إعارة الجانب الصحي اهتماما بالغ .. لوجود شحه في عدد من الأدوية وانتشار عدد من الأمراض المعدية.. ونطالبهم بسرعة توفير أدوية الأمراض المزمنة والأوبئة والأمراض النفسية والطوارئ، كما نناشد المجتمع الدولي بالضغط على مليشيا الحوثي صالح بعدم استهداف المنشاءات الصحية، وأن يكفوا عن الوقوف في طريق الأدوية التي تم توفيرها، والتي تسعى لجنة الإغاثة لتوزيعها على المناطق الأكثر حاجة، ونؤكد بأن كل لحظة تمر دون تدخل إغاثي سريع سنخسر فيها أروحا من الأبرياء.
الإخوة والأخوات ..
إننا في الحكومة الحالية أمام عدد من الملفات المهمة والعاجلة في نفس الوقت ولعل في مقدمتها ملف الإغاثة .. حيث عملنا خلال ثلاثة أسابيع على نقل أكثر من 90% من العالقين اليمنيين في الخارج من مصر والأردن والهند .. فقد بلغ إجمالي العالقين الذين تم نقلهم حتى هذه اللحظة 8450 يمني، وقد كان لمركز الملك سلمان دورا كبيرا ومشكورا في توفير التكاليف المالية لعملية نقلهم .
وجهودنا مستمرة بشكل حثيث في هذا الملف فمن المقرر خلال الاسبوع القادم نقل بقية العالقين من ماليزيا, اندونيسيا , تركيا , المغرب ـ تونس , اثيوبيا، جيبوتي والمانيا وغيرها .. واللذين يبلغون حوالي 1500 يمني.
كما تجدر الاشارة الى إستجابة المملكة العربية السعودية للنداء الإنساني والأخوي والمتمثل في انشائهم لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وكذلك ما أسفرت عنه المساعي المشتركة بين البلدين الشقيقين بإنشاء عدد من مراكز إعادة الأمل والتي تُـقدم فرصة لعدد من أبناء اليمن لتصحيح أوضاع إقامتهم بالمملكة .. حيث تم إنشاء مجموعة من تلك المراكز في مدينتي الرياض وجدة وعدد من المناطق الأخرى ..
أما فيما يخص جانب الإغاثة فقد بلغت سفن الإغاثة الغذائية عبر الأمم المتحدة 21 سفينة، نسعى جاهدين أن توزع هذه الجهود الإغاثية بشكل عادل على مختلف المحافظات .. على أن تُـعطى الأولوية للمناطق الاكثر حاجة، ونناشد كل المنظمات الإغاثية أن تعمل وفق هذه القاعدة المنصفة.
كما عملت الحكومة على تسهيل اجراءات الترخيص للسفن والقاطرات التجارية المحملة بالمواد الغذائية حيث تم دخول 23 سفينة غذائية و 63 قاطرة محملة بالمواد الغذائية .. في الوقت الذي لاتغطي الحد الأدنى من الاحتياجات .
وقد سعت الحكومة الى توفير المشتقات النفطية .. والتي للأسف لم يصل منها الى موانئ المخا وعدن والمكلا الا اليسير جدا .. بسب سطو مليشيات الحوثي صالح على بعضها واستخدامها للاغراض الحربية، .. وترويجهم الكاذب بخطورة المناطق التي لا تخضع لهم .
وإنني اجدها فرصة لدعوة كافة المنظمات الدولية لتوزيع المساعدات الإنسانية عبر الموانئ والمطارات الآمنة مثل ميناء مصافي عدن , وميناء المكلا ومطارها وميناء المخاء وميناء نشطون ومطار الغيظة ومطار سيئون ومنفذ الوديعة بحضرموت ومنفذ شحن و صرفيت بمحافظة المهرة 
السيدات والسادة ..
خلال أقل من شهرين من أداء اليمين الدستورية واستلام مهامنا كنائب للرئيس وعودتنا للحكومة قمنا بزيارة لجميع دول الخليج العربية .. تم التطرق من خلال هذه الزيارات الى وضع اليمن اليوم وغدا ومكانها الطبيعي بين دول المجلس وقد لمسنا من اصحاب الجلالة والسمو تفهّم كبير لوضع اليمن في المرحلة الحالية والقادمة 
ولايسعني هنا إلا أن أقدم الشكر للمملكة العربية السعودية على حزمها وعزمها من أجل اليمن وشعبه ، كما نثمّن دور دولة الإمارات العربية المتحدة الداعم والمساند، وأحيي دولة الكويت على استمرار اعمالها الإغاثية والانسانية في المناطق المنكوبة ، وخالص الوفاء للجارة عمان على دعمها لإشقائها في اليمن، وإجلال لدولة قطر على ما تقدمه لوطننا الحبيب وشعبنا الصامد، كذلك شكر لمملكة البحرين على دعمها وحرصها على استقرار اليمن ولكل الأشقاء.. فإننا نتطلع بأن يكون اليمن جزء من منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لكي نساهم معا في حماية إقليمنا وشبة الجزيرة العربية .
كما لا يفوتني ونحن في هذا الإطار أن أتقدم بعظيم الامتنان للدولة العربية التي تفصلنا عنها أميال بحرية قصيرة جمهورية جيبوتي الشقيقة التي وقفت إلى جانبنا وفتحت أبوابها لاستقبال الجرحى ومن نزحوا من مناطق الصراع الدائر في عدد من المدن اليمنية.
وفي إطار المساعي الحثيثة التي نبذلها لوضع نهاية للحرب وتعزيز التحالفات الوطنية فقد بُـذلت جهودا كثيرة على المستوى السياسي لعل أبرزها انعقاد مؤتمر الرياض الذي مثل وبالمشاركة الواسعة للمكونات السياسية والحزبية خُـطوة متقدمه لتعزيز خارطة التحالفات الوطنية وتوحيد القوى المؤيدة للشرعية ، وإذ تقدر الحكومة النتائج التي تمخض عنها المؤتمر وإعلان الرياض وما تحمّله المشاركون من معاناة ومخاطر حتى وصولهم فإننا نثمّن عاليا دور الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على تنظيمه ..
ودور حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على استضافتهم للمؤتمر وموقفهم إلى جانب أشقائهم في اليمن..
إن الحكومة اليمنية مع الحوار السلمي دائما وأبدا، لأنها جاءت على أساس توافقي أرست صيغته الأولى في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، 
إلا أن الانقلاب الغاشم قد عطل كل مسارات التغيير السلمي التي توافقت عليها جميع شرائح وأطياف المجتمع اليمني، وفرض الانقلابيين بطيشهم وعدوانهم على شعبنا هذه الظروف التي نعيشها.
وفيما يتصل بالذهاب الى جنيف فالحكومة وبعد ان صُغنا جميعاً ميثاق شرف للقوى الوطنية في مؤتمر الرياض وسبق لنا كيمنيين أن صُغنا خارطة طريق لمستقبل اليمن في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، نؤكد بأننا جاهزين ككتلة وطنية موحدة رئاسة وحكومة وأحزاب وقوى اجتماعية، مدعومة من كل الأشقاء والأصدقاء للذهاب إلى أي مشاورات أو مفاوضات لإجهاض المشروع الانقلابي وإستعادة سلطات الدولة وإيقاف هذه المليشيات المسلحة عبر تنفيذ قرار مجلس الأمن ٢٢١٦، سنذهب لأي تشاور لأننا مسئولين عن كل أبناء شعبنا من صعده إلى المهرة، وإننا معنيين بكل ما يخفف من معاناتهم ، ويوفر لهم فرص العيش الكريم 
كما لا يفوتني أن أتوجه بالشكر للأمين العام للأمم التحدة السيد بان كي مون ومبعوثه لدى اليمن السيد أسماعيل ولد الشيخ وكذلك دول مجلس الأمن على موقفهم الواضح تجاة الوضع الراهن في اليمن.
رحبنا بكل جهود المبعوث الاممي وتعهدنا بدعمه ، ونؤمن بان هناك طريق وحيد لنجاح اي مشاورات في جنيف أو غيرها، وذلك الطريق يمر عبر تنفيذ القرار ٢٢١٦ وإحترام الشرعية الدولية وقبل ذلك إحترام إرادة اليمنيين التي لا يمكن اختطافها باستخدام القوة.
أؤكد بأننا ملتزمون بكل مرجعيات الشعب اليمني التي شكلت مخرجات الحوار الوطني خارطة طريقه لبناء دولة اتحادية ديمقراطية ، دولة الشراكة الحقيقية .. دولة الحكم العادل الرشيد.
الإخوة في الهيئات الإغاثية والمؤسسات الخيرية .. إخواننا رجال المال والأعمال من أبناء اليمن وغيرهم في الداخل والخارج .. إن المرحلة تقتضي تكثيف نشاطكم في الجانب الإغاثي .. أهلكم في أمس الحاجة إليكم في هذه الأيام الفارقة من تأريخ اليمن المعاصر، كونوا إلى جوارهم، مدوا أيديكم معنا لنسهم جميعا في عملية البناء ..
أبنائي شباب اليمن كافة، أنتم أمل هذا البلد، وجيلها الطاهر.. تكاتفوا وتناصحوا وضعوا الساعد على الساعد وكونوا جزءً أصيلا لتضميد الجراح، أخلصوا للوطن ولأرضكم ولأهلكم، فنحن نراهن عليكم لأنكم الورقة الرابحة بدون جدل، أمامكم الكثير في محافظاتكم ومدنكم وحاراتكم أيضا، الآن نحتاجكم ونتطلع إلى مبادراتكم البنّاءة، لا تنتظروا أحد وخذوا أنتم زمام المبادرة في العطاء والبناء، أنتم الحاضر والمستقبل وأنتم الأمل، وأنتم اليمن الجديد الذي نتطلع إليه، ونتطلع من خلاله أيضا.
أبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج ثقوا بأن هذه الغمة إلى زوال لاسيما ونحن مقبلون على شهر الخير .. شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
كل عام وأنتم بخير مقدما .. و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى