أخبار عدن

بيان تاج بمناسبة عيد الإستقلال 30 نوفمبر 2018 م

نوفمبر 30, 2018
عدد المشاهدات 651
عدد التعليقات 0
عدن اوبزيرفر-خاص
بسم الله الرحمن الرحيم. 
أيها الشعب الجنوبي العربي المكافح , 
تحل اليوم علينا الذكرى الواحدة والخمسون لعيد الإستقلال الوطني – الثلاثون من نوفمبر- المجيد وسط أوضاع مأساوية مقلقة يعيشها شعبنا في الجنوب العربي , نتذكر في هذا اليوم, أولئك الشهداء من الرعيل الأول الذين قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن , وأولئك الأبطال الذين مازال البعض منهم بين أوساطنا, ممن ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل تحرير بلدنا من الإستعمار البريطاني , الذي جثم على صدورنا لمائة وتسعة وعشرين عاما. نحيي في هذا اليوم المشرق , كل الذين ساهموا في بناء الدولة الجنوبية , وبنوا مؤسساتها بالعرق والدماء في فترة ما بعد الإستقلال , وحتى يوم النكبة التاريخية في مايو 1990م.
يا جماهير شعبنا العربي الأبي ,
ونحن نحتفل بعيد الاستقلال الوطني وسط كوم من المآسي والمؤامرات والانهيارات لكل منجزات الدولة الجنوبية , التي بنيت في فترة ما قبل الإستقلال وما بعد الإستقلال المجيد , جراء السياسات الخاطئة التي قادت بلدنا الى تضييع سيادته , و الوقوع في براثن العبودية لقبائل اليمن , وتبديد منجزات شعبه بالمشاريع الوهمية … فأننا قد خسرنا الاستقلال وتعرضت هويتنا الجنوبية التاريخية للتشويه أيضا , مما جعل بلدنا اليوم فريسة لكل الطامعين بها , والتي يسعون اليوم الى تمزيقها وبيعها في سوق النخاسة.
ولما لم يقبل شعبنا المكافح بهذه المخططات , وانتفض من تحت الرماد التي خلفتها محارق 1994م وعبر عن رفضه لكل اشكال التآمر على الجنوب ومكتسباته وثقافته ودينه الوسطي المعتدل ومرجعيته التاريخية لمدرسة تريم حضرموت الغراء , التي قدمت فيه للعالم الوجه المشرق والمضيء للإسلام. وعلى مدار عشرون عاما ظل شعبنا يقاوم شتى صنوف الويل للإحتلال القبلي والهمجي العسكري اليمني وأحزاب اليمن وقبائله التي تكالبت جميعا عليه واثخنت فيه الجراح , وغرست فيه خنجر الحقد الذي لم يزد شعبنا الا عنفوانا ومقاومة , ووحدة مكنته من نفض الغبار الذي علق فيه واستئناف المعركة الكبرى , ثم الحاق الهزيمة النكراء بجحافل الإحتلال في معارك الشرف والبطولة في 2015م.
أيها المناضلون الشرفاء يا من تكابدون كل هذه المآسي, أننا نذكر بها لنستقي منها الدروس والعبر ومعرفة الأسباب الحقيقة التي أدت الى هذا الإنكسار دون حرب , ونشير باعتقاد جازم إلى أن محاولة طمس الهوية الجنوبية وتزوير تاريخه , كان اهم وأبرز الأسباب التي قادت شعبنا للسير برجليه الى هذه الهاوية السحيقة.
إن الإستقلال الوطني, ليس مجرد علم نرفعه وشعار نردده , بل يجب ان يكون إرادة سياسية مقرونة بالتنمية , التي تحقق لشعبنا حياة حرة كريمة , يحافظ فيها المواطن على كبريائه وعزته وولائه لوطن , يحميه ويمنحه حاجته , وهو ما نفتقر إليه اليوم , حيث تحول الوطن إلى سجن كبير يمارس فيه العبث بكرامتنا ووجودنا , نبحث فيه عن منافذ لمغادرته والتسول في بلدان العالم الأخرى.
أيها الصابرون.. يا أبناء الجنوب العربي الأحرار 
يحز في نفوسنا اليوم بعد كل هذه الإنتصارات العسكرية المعمّدة بالتضحيات الجسيمة , و نحن نرى النصر يسرق منا , والثورة تباع , ويمارس ضدنا كل أشكال الضيم والإذلال والمهانة, جراء تمكين وتسليط أساطين الفساد والعمالة , لينهبوا خيرات بلدنا ويمارسون فيها كل أشكال التخريب , لما ابقاه لصوص الاحتلال اليمني من مؤسسات. إنهم يعملون اليوم , أعمال التخريب والتعطيل لأداء المؤسسات و نشاطها , و إغتيال النشطاء السياسيين , ورجال الدين المعتدلين , ممن يرفضون هذا العبث ويجاهرون بالحق , وكذلك يقومون بنشر أعمال الإرهاب والتجويع الجماعي من اجل فرض الهيمنة على شعبنا وإنهاك مقاومته.
إن المؤامرة اليوم لم تعد تستهدف هوية شعبنا ودولته المغدورة فقط , بل إن ذلك تعداه , إلى رسم المخططات التي ستؤدي الى تجزئة الجنوب وتقسيمه كغنيمة لدول التحالف, التي تقف وراء كل هذا العبث في دعم امراء الحرب وفرض السياسيات الظالمة والاجرامية على شعبنا. لقد جاء هؤلاء في غفلة من الزمن فبدلا من أن يقوموا بواجب الاخوة والعروبة و الإسلام , في مساعدة شعبنا في محنته دأبوا على ممارسات السياسات اللاأخلاقية , من اجل تحقيق مطامعهم القديمة والمتجددة. فأراضينا يتم البسط عليها بآلاف الكيلومترات ويتم تغيير الوضع الطوبوغرافي في المناطق الشرقية للجنوب , بشكل لا يمكن السكوت عنه ويبنون القواعد العسكرية والمعسكرات خارج مناطق النزاع , دون مبرر ودون اذن من أي سلطة جنوبية او حتى يمنية , كما يتم قمع أهالينا في محافظة المهرة , الذين يرفضون هذا التدخل السافر في شؤون الجنوب. ونحن إذ نعري هذه المخططات , نود أن نذكرهم بأن شعبنا قد قاوم الامبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس , والحق الهزيمة والمذلة بحشود القبائل والقوات اليمنية الغازية , ولن يقبل أي محاولات لمصادرة إرادته اليوم , و أن الجنوب ليس مجموعة الفاسدين وعتاة الإرهابيين , الذين تمولوهم دون وجه حق , فلن نقبل بهم ولن تنطلي على شعبنا الجنوبي العظيم شعارات إعادة الشرعية الزائفة , فلا شرعية سوى لشعبنا صاحب الأرض والحق والقول الفصل , وقد كشفت الثلاث السنوات الماضية كنه المخطط و أبعاد الحقيقة للقاصي والداني عدى من به درن أو هوس للمال.
أيها الجنوبيون الأبطال..
إن وطننا اليوم يمر بخطر جسيم , ويتعرض لعبث وأعمال اجرامية مخطط لها , وتقف ورائها دول التحالف ومعهم عملائهم من بقايا نظام الإحتلال, و إن علينا أن نشد الهمم لمواجهة هذا المخطط , كما واجهنا قوات الإحتلال اليمني الغاشم بوحدتنا الوطنية وبيقظتنا, وهو الأمر الذي نستطيع به وحده تجاوز كل الصعاب للوصول إلى غايتنا في إستعادة الدولة الجنوبية العربية المستقلة. إن الوطنية ليست مجرد شعار , و وحدة قوى الثورة الجنوبية لن تتحقق بالخطابات والزوامل والاستعراضات, بل إنها عمل شاق وملموس يجب أن نعبّر فيه فعلا بأننا نسعى للوحدة الوطنية , فالجنوب لن يتحرر ولن يصل الى مرامينا بدونها.
إن التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج وهو يخوض معكم بأعضائه وأنصاره في الداخل والخارج هذه المعركة المصيرية , يجدد عهده لكم بمواصلة النضال التحرري والعمل الشفاف والتمسك بمبادئ الثورة , والثوابت الوطنية , ويدعو ويكرر الدعوة مجددا للحوار الجاد والشفاف بين مختلف القوى الوطنية الجنوبية والفعاليات المختلفة , للوصول إلى توافقات وطنية كبرى وعقد مؤتمر وطني فهو الطريق الوحيد لتوحيد الصف الجنوبي , و يلزم من يتصدى لمهمة قيادة العمل النضالي الجنوبي وتمثيل شعبنا في الجنوب العربي , أن يضع برنامج عملي يسير عليه بثبات ووضوح يجسّد فيه أهداف الثورة وتطلعات شعبنا التي عبر عنها في كل مراحل المقاومة الممتدة لربع قرن , والتمسك بها وتنفيذها وهو ما نفتقر له اليوم , ويعد سببا لما نحن فيها من تخبط ومعاناة واقصاء.
و في هذه المناسبة العظيمة نذكر كل المناضلين أينما كانوا, بأن الوطن يواجه مخاطر جمة , و أن مخطط تمزيق الجنوب وسلب شعبنا إرادته وإعادة بناء دولة الإحتلال, يسير على قدم وساق , و أن علينا مغادرة مربع الصمت والانبطاح , والتحلي بالشجاعة في مصارحة الجماهير والكف عن تظليل الشعب وبيع الوهم لهم , فالتحالفات السياسية لا تقوم كما هو عليه الحال اليوم وندعوهم للعودة بقاطرة الثورة , إلى مسيرتها التحررية التي عمدها شعبنا , ومقاومته الجنوبية , بالدماء الزكية و العناء والكد , لربع قرن لا من أجل ان نصل بها إلى هذه الهاوية , بل إلى بر الأمان , حيث يتحقق حلمنا في استعادة الدولة الجنوبية الحرة والمستقلة.
عاشت الذكرى الخالدة للاستقلال الوطني المجيد
المجد والخلود لشهداء الثورة الجنوبية الظافرة…
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ..
صادر عن التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج)
الجنوب العربي المنكوب
30 نوفمبر 2018 م

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى