مقالات

في الظلام لا تمييز للمقام

 

في الظلام لا تمييز للمقام

فاس : مصطفى منيغ

ننساقُ خلفُ جاذبيةِ العواطفِ ولا نفطن إلاَّ والواقع المُعاش يصدمنا بما لا نَرْضَى أن يكون ، ربما تغشانا مشاهدات الخيال المُحَمَّل بما يقارب الكمال إلى أن تردنا ما نلمسه من رُؤَى الجفون ، بالتأكيد ننسحب في لحظات للابتعاد عن وقائع يخيفنا عدم التيقُّن من صِدْقِيَةِ ما ترمي إليه كجديد فنون ، تميِّز المتطوّر عن الهائم خلف الضاحكين على الذقون ، بسلسة آليات تصطاد من استفاق من سبات فوجد نفسه طريح زنزانة في أوحش السجون ، الموجودة في الهواء الطلق بلا حراس ولا أوامر فقط تقوده الظنون ، للانعزال رغم أنفه كالضعفاء عن اختيار ديمقراطي كل يوم معه يلعنون ، كأنهم بما سموه نضالا على أنفسهم يضحكون ، بلا شعور تسرقهم الأيام لتقذف بهم آخر المطاف حيث ما كانوا بزيارته يحلمون ، التفكير في التخلص منه يعدُّ من صفة جنون ، لا تكفي للتداوي منه تعاطي جرعات الندامة بل بتنقية الأجواء عن طريق صبرٍ لأقل مقوماته لا يتقنون .

الكثير من اللبنانيين على مختلف مستويات المسؤولية في تسيير الشأن العام بما تقوم له إسرائيل ضد حزب إيران في جنوب لبنان فرحون ، في السر يتمنون إزالة ما جثم على أنفاسهم من مدة وما استطاعوا التخلص منه وهم عاجزون ، ترعرعوا على ثقافة تجعلهم للعنف يكرهون ، ليسوا بالضعفاء ولكن مع الظروف القاسية كل مرة يؤجلون ، إلى أن حاصرهم سلاح العمائم السود لكل الحمائم التواقة لحرية الطيران بغير قيود يغتالون ، فلا المحاكم الوطنية أوقفتهم عما كانوا بحقوق الأهالي المسالمين يعبثون ، ولا القوانين الدولية أقامت عليهم الحد ليتوقفوا عن طاعة من جعلتهم فوق ضمائرهم يرقصون ، على الجنوب شكلا من الهندام المطلي بلون القار يفرضون ، ولطاعة المقيم في “قم”بما يتأتى عن حفظ شروط أقلها الإخلاص للفرس كما لمضامينها يلقنون . 

… لبنان دُوَيْلَة غدت يُقاس بها عجز العرب وتشردم كيانهم وانعزالهم عن جادة التماسك عبر الأحقاب لتحقيق صلابة وحدة بها لوجود الناطقين بلغة الضاد في كل مكان ينقدون ، مدخل للشام مُرخَّص من مدة لتمر إسرائيل مطوِّقة حناجر طوائف عاشت في صراخها ملاحم عنترة بن شداد العبسي من أجل عشق امرأة لا كما ينشرون ، عكس إسرائيل عاشقة إذلال العرب واختلال أرضهم وأصحاب الطرابيش الحُمر على وقع “الدَّبكة” يتقافزون ، يكفي أن تصدح فيروز ليطلع عليهم الصباح وهم بشذى ألحان الهوى الضائع مع السراب يترنحون ، غير ملتفتين لتسلل إيران طاردة السيطرة السعودية بإسكات ممثلهم “الحريري” للأبد ومن في الجنوب للعملاء بعد العملاء يولّدون ، حتى أدركوا مقومات جيش ظاهره حصر زحف إسرائيل وباطنة سيطرة إيران القصوى بالقسوة والاستفزاز يخططون في صمت وعلناً ينفذون . لقد ضاعت لبنان مادام برلمانها لا زال على رأسه نفس المتحالف مع أجانب و حزب تابع تأييداً مُطلقاً وإخلاصاً أعمى لدولة الفرس ليس من أجل المذهب الشيعي لدلك يفعلون ، بل لنفوذ ممدود غبر ثغرات للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لساعة إسرائيلية آتية لينسلوا مما صنعته أيديهم وهم لا يعبؤون ، وقد نسوا أن الظلام يخفى مؤقتا المقام بعد ذلك كلهم وعلى حقيقتهم يظهرون .

  مصطفى منيغ

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى