مقالات

طلال أبوغزاله يكتب في عالم اللامعقول

 

طلال أبوغزاله يكتب في عالم اللامعقول

في عالم اللامعقول تخرج علينا سلطة الاحتلال الصهيوني بمشروع جديد يدرسه ويخطط له عباقرة العصابات الصهيونية، وأقصد بهؤلاء .. المستعمرين، ليس سلطة الاحتلال بل سلطة المستوطنيين الصهاينة، والذين يتولون دور التخريب والتدمير في المناطق غير التابعة لسلطة العدو في غزة وفي الضفة الغربية ويواصلون بناء مستعمرات يسمونها مستوطنات، ويعتمد العالم كله تلك التسمية المضللة .

وبذلك يبدو ان هدف الإصرار على التوسع في إنشاء هذه المستعمرات أنها ليست فقط لتعطيل وتخريب حياة سكان البلاد الأصليين بل لتقطيعها إلى مناطق معزولة عن بعضها البعض لكي تلغي سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية عليها، ولكي تسعى لتقسيم المقسم إلى مناطق يحكمها هؤلاء المستعمرون. وقد ظهر ذلك جليًا في محاولاتهم في الضفة الغربية وفي قطاع غزة مما جعلهم يستحقون الإسم الذي أطلق عليهم بأنهم كالسرطان .

لقد أصبحت الصورة واضحة إذ أعلن هؤلاء المستعمرون والذين يسمون خطأ بالمستوطنين مسؤوليات رسمية في وضع الخطط كخبراء في نشر هذا السرطان لينهش ما تبقى من فلسطين ومن الدول العربية الأخرى المستهدفة،بمواصلة التدمير والتهجير والابادة والتنظيف العرقي المتواصل والممنهج .

ومن الغريب ان نسمع تصريحا واضحا من الرئيس ترامب يقول فيه ان أمريكا تؤيد تأييدا كاملا كل ما تقوم به إسرائيل وكأنه لا يبدي أي اعتبار للبحث الذي تقوم به حاليا محكمة العدل الدولية التي اتهمت إسرائيل بالإبادة الجماعية، مما يجعل أمريكا شريكا حسب نظام المحكمة في هذه الجرائم الموصوفة .

كنت قد توقعت قبل عام حربا أهلية في سلطة الاحتلال، ونسمح الآن نقاشا واضحا وعلى المستوى السياسي الصهيوني بأن سلطة الاحتلال قد تكون دخلت هذه الحرب. وما نفي رئيس الوزراء نتنياهو حرفيا بأنه ليس هنالك حرب أهلية متوقعة الا تأكيدا على صحة إمكانية ذلك .

واليوم أتوقع مرحلة ما بعد الحرب الأهلية ومن خلالها اتجاه سلطة الاحتلال الى ما يسمى حربا دستورية لأن خلاف الأطراف أساسه خلاف على ما يسمونه دستور وعلى صلاحيات الأجهزة المختلفة بموجب هذا الدستور. وذلك الخلاف الذي جر أيضا المستشارة القانونية للدولة والمحكمة العليا لبحث الخلاف الدستوري، يمثل مرحلة ما قبل انحلال الكيان كليا لأن الخلاف الآن هو على الأسس الزائفة التي أنشىء بموجبها هذا الكيان المصطنع .

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى