مقالات

استجلاب الرزق ” مقالة مختصة بسلوك الكلاب المنزلية “

وئام البدعيش \ سوريا

استجلاب الرزق

مقالة مختصة بسلوك الكلاب المنزلية ”

 

الاستفسارات:

  • لماذا الكلاب الصغيرة حلوة ومحببة وكربوجة وتعمل حركات لطيفها تجعلك تفرح وتغير لك مزاجك؟
  • ولماذا الكلاب الكبيرة، كلاب شرسة متيقظة جاهزة لحمايتك دائماً وتحرس لك بيتك، وتحميك وتحمي أسرتك؟
  • ولماذا كلاب السلوقي: لديها تركيز عالٍ وقدرة عالية على الركض، وجسم انسيابي، وهدفها أن تجلب لك الطريدة بكل تفانٍ؟

 

 

 

السؤال إذاً: لماذا الكلاب تقوم بمهامها؟

 

لنستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة في البداية يحب علينا تحليل الأسئلة، ولنقسم الاستفسارات الى شقين:

 الأول: لماذا أجساد وأشكال الكلاب مناسبة لمهامها؟

الثاني: لماذا الكلاب تقوم بمهامها؟

أجساد الكلاب واشكالها:

الكلاب هي من الحيوانات القليلة جداً الذي يتغير شكلها وحجمها وكامل مواصفاتها الجسدية بشكل ملحوظ عند تزاوج أنواع مختلفة منها، ولاشكّ أننا نحن البشر، أحد الأسباب الرئيسية في أشكال الكلاب الحالية من خلال الانتخاب الصناعي، وقراراتنا من سوف يتزوج من، ولماذا يجب أن يتزوجوا.

فكنا نرى كلباً حجمه جيد وشرس وهو أمين في الحراسة، ونزوجه لكلب حجمه كبير وشرس أيضاً، ويولد لدينا كلاب ذات حجم أكبر، وشرسة أكثر، ولديها حسّ الحراسة بشكل أكبر.

وكنا نزوج كلباً منزلياً جميلاً ولطيفاً وصغيراً وكربوجاً بكلب منزلي جميل وصغير ولطيف، فيولد لدينا كلاب أصغر وأكثر لطافة.

وكنا نزوِّج كلاباً سريعة في الجري مع كلاب ذات قدرة شمٍّ عالية فيولد لدينا كلاب سريعة وذات قدرة شمٍّ عالية.

وعلى هذا القياس باقي الكلاب، فتدخلنا بشكل مباشر في أشكال الكلاب وسلالتها من أجل رغباتنا ولكي يساعدونا في مهامنا اليومية.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا؟

الكلاب الصغيرة غيرة الجميلة، وغير المتناسقة، وليست سريعة، وتتعب بسرعة، وليس لها بنية جسدية جيدة.

أين ذهبتْ أثناء هذا الانتخاب الصناعي؟

هي قد ذهبت بالفعل. لأنها ولمواصفتها السيئة لم تكن محببة للتزاوج، فلم تتكاثر بشكل كبير، وخصوصاً بأن البشر المسؤولين عن تكاثرها. وبقي منها الكلاب التي تسمى بالكلاب البلدية التي تكاثرت بشكل طبيعي من دون تدخل الإنسان فيها، والتي تراها في كل مكان، وليس لها مواصفات جسدية محددة. وهي خليط بين الكلاب الجميلة والقبيحة، طبعاً هذه معايير بشرية بحتة، ولها علاقة بالتسويق التجاري. ومن هنا يجب الإشارة أنه لا يجب تقييم الكلاب وفق نوعها وجمالها، وتذكَّر بأن الكلاب من روح ودم، عاملها بإنسانية دون التفرقة بين أنواعها.”

فنرى الفارق الواضح من حيث الشكل بين الكلاب التي لم يتدخل في تكاثرها الإنسان، والتي هي الكلاب البلدية وتحوي أشكالاً مختلفة وقياسات مختلفة ونسب غير متناسقة، وبين الكلاب التي تدخل في تكاثرها الانسان، أصبحت سلالات مختلفة الشكل بشكل جذري، ومنظمة ومحددة ومنسقة ومتناسقة، وأصبحت تتزاوج وفق المهام التي تتقنها وعلى أسس جمالية.

فوجدت لدينا كلاب سريعة انسيابية خفيفة الوزن ممشوقة القامة ذات تركيز عالٍ، وقدرة على الشم عالية، لتساعد الانسان في عملية الصيد.

ووجدت أيضاً كلاب صغيرة لطيفة وكربوجة. فقط لتغير مزاج والإنسان وتجعله يلعب معها.

ووجدت كلاب متينة البنية وشرسة ومتيقظة لتحمي الانسان أو تستخدم للجر في بعض المناطق.

ووجدت الكلاب المنزلية الصغيرة لتسلية الإنسان.

فتغيرت أشكال الكلاب بحسب مهامها الوظيفة، وحسب استفادة البشر منها بشكل مباشر من قبل البشر أنفسهم.

لماذا تقوم الكلاب بمهامها؟

مثلما لكل شخص في هذه الحياة له مهنة محددة اختارها هو، أو اختارتها الحياة له لكي يحصل على المال فيستطيع أن يعيش به. كذلك الكلاب لها مهام محدده.

بما أن الكلاب لها قدرة كبيرة جداً على قراءة ملامح وجه صاحبها، وقراءة لغة جسده، وقراءة إحساسه، فهي تعرف بالضبط متى يكون صاحبها في حالة رضا عنها أم في حالة غضب منها.

لذلك عندما جرَّب الكلب الكبير بالحجم أن يكون شرساً وحذراً من الغريب أمام صاحبه، ورأى بأن صاحبه راضٍ عن هذا الفعل أو قد يحفزه بالكلام أو يعطيه مكافأة من الطعام. هذا يجعله في المرة المقبلة أكثر شراسة، وأكثر حذراً من الغريب. لأنه ربط مهمته التي قام بها برضى صاحبه عنه مع الطعام التي قدم له.

فتكون المعادلة التالية:

إنجاز المهمة بشكل أمثل = رضى صاحب الكلب = الحصول على الطعام

  لذلك الكلاب تقوم بمهامها لسببين أساسيين،

الأول: هو رضى صاحب الكلب عنها وحصولها على التقدير.

الثاني: الحصول على الطعام.

فأصبحت كلما قامت بمهامها أكثر حصلت على الرضى والطعام، وهذه هو عمل الكلاب التي تسترزق منه.

فعندما يهز الكلب الصغير بذنبه، ويبدو لطيفا أكثر ويقفز هنا وهناك. يحصل على الرضى ويحصل على الطعام، فربط بين حركات جسمه اللطيفة وبين الطعام، طبعاً من دون وعي منه أنه يقوم بحركات لطيفة.

وكذلك كلب الصيد عندما حصل على الطريدة بشكل أسرع، وكان عنده تركيز عالٍ، كان محبب لدى صاحبه وحصل على الطعام.

لذلك يعتبر قيام الكلب بمهامه هي مهنته التي يحصل بها على الطعام.

لذلك شكل الكلاب وسلوكها الكامل كله يندرج تحت رغبات البشر، لأنها استأنست وقبلت بأن يكونوا البشر أصحابها.

 

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى