بقلم؛ الدكتور، عيدروس نصر النقيب
من نسق الحمد لله الذي لا يُحْمد على مكروهٍ سواه🏹
قصيدة عامية فيها خلاصة الحكمة الشعبية في معارضة الفساد السياسي للشاعر الشعبي الكبير المرحوم شايف محمد الخالدي رحمة الله عليه في مثواه.
لك الحمد يا ساتر بسترك على السرق
ويا من تبدلهم
بدل خوفهم أمان
ويا من رفعت الفسل
لا عالي الطبق
ونزلت أحسن ناس
من أفضل المكان
ويا باسط النعمة
لعاصي ومرتزق
وكم من عزيز النفس
مخلص تعب وهان
وسهلت رزق المرتشي
من قفا العلق
بيسرح خلي جيبه
وروَّح وهو ملان
وحققت للخاين
مرامه بدون حق
وسلطت ذرّة
تفترس حير يعزفان
وسويت صوره
طيبة لاشوع الخلق
وشوهت سبحانك
بجملة صور حسان
لك الحمد ما يرعد
وما بارقك برق
على ما منحت النذل
من فخر وامتنان
وغليت ذي بارخص
ثمن كان ما نفق
ورخصت أشيا غاليه
سعرها زبان
ويسرت للعصفور
أموره وما بلغ
وقارنت بين الضان
والجُبَّر السمان
لك الحمد يا من سيت
للعضربة ورق
وخليت عيدان
السمر يابسه طنان
ويامن هديت أحمق
غبي شغله الحمق
وسويت له بعد
الخلل عقل من قران
وأنقذت من قد كان
مشرف على الغرق
وذلِّيت فارس كان
راكب على الحصان
ويا من نصرت الفسل
خليته التحق
بصف الفروسية
وماله بها مكان
وصلحت للعميان
بعد العما شفق
وطلعتهم لا قاب
قوسين في ثمان
وحكمتهم فينا
بلا حق مستحق
وكننتهم من دون
لا شي لهم كنان
خلقت الجشع يرتاح
راحه بلا قلق
وسخرت رزقه من
فلانه ومن فلان
جعلته يمد اليد
لا حيث ما تسق
ويبطش بها ذي له
بالاظفار والبنان
ويخبق بها مسموح
من حيث ما خبق
ويصبح بها الجاني
بذاته وانا المدان
تجارة قضايا
بالبيس قال خذ تلق
وكم هي قضايا ذي
بتخفى ولا تبان
كذا طبع من يحرج
على الصيني المرق
مع الفسل يُهزَم
قالها صاحب الزمان
يضيّع بها فرضه
وصلي مع الفسق
صلاة أغبيا من دون
خطبه ولا إذان
تشم العفن كله
نتانه وأن صدق
بخوره وعطره
لا نفح تروحه لبان
وطبع الزمن ذا به
غلابه وذا حنق
وكم يا بواطل
يحمل الحر من جبان
وبالصمت قد يدخل
مع الفاسق السمق
ويصبح هو الجاني
بذاته وانا المدان
وهل فادنا مثله
في الوقت ذي سبق؟
بلا والنبي ما اسقى
من الما قلص ضمان
شهدنا بما شفنا
وما كان متفق
وقلنا الحقيقة
مثلما شاهد العيان
كم الفرق يا نشوان
كن شاهد الفرق
من العام لا هذا
سنه من قوي ولان
وميز من المنحاز
أو من جزع بشق
وبين الصفا والود
والعطف والحنان
لان لعبة الأطفال
ما شي بها حزق
متى قال ابوهم
للعيال العبوا وكان
ولا تنتقد جاهل
بما قال أو نطق
فما هل سوى هروى
ودعوى من اللسان
إلا ليت شعري كان
حبرا على ورق
لما قد بذلته كيف
به حين يستهان
ومثلي كمن ضحى
في الدم والعرق
له الويل ثم الويل
إذا فاته الأوان
____________
من الملاحظ أن الشاعر المرحوم أبو لوزه اتبع السخرية في تناول ما أراد التعرض له/ فكما نقول في العادة إننا نحمد الله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه
فقد عمد الشاعر إلى التوجه بالحمد لله لكن هذه المرة على المكاره العديدة المتصله بمفارقات الحياة، من الستر على السرق إلى رفع الأنذال وخفض الأحرار، وتسهيل رزق المرتشي وحرمان المستحق، وإدانة الشرفاء وتبرئة المذنبين، وهي قضايا كثيرا ما نشاهدها في حياتنا اليومية، انتقد فيها الشاعر سلوكياتٍ وممارساتٍ جليةً طوال التاريخ البشري.
يستخدم الشاعر الكثير من المفردات العامية (الموغلة في عاميتها) باللهجة اليافعية، وبعضها يحتاج إلى تفسير للبعيدين عن اليافعية ومنها
الفسل: الجبان.
من قفا العَلق: من وراء النزاعات والخلافات بين الناس.
ذره تفترس حير يعزفان: النملة التي تفترس الثعبان المجروح.
أشوع الخلق: أكثر المخلوقات تشوهاً وبشاعة.
ما نفق: لم يشترى في السوق لرداءة نوعيته.
سعرها زبان: عالية الثمن.
الجُبَّر السمان: هي التيوس من الماعز ذات القرون الملتوية وتكون رمزا من رموز الفخر والمباهاة.
العضربة: نبات له ورق مملوء ءبالماء لكنه لين العيدان لا يتحمل الجفاف، وهنا مقارنة بين العضرب الذي يبدو رطبا لينا جميلا لكنه عديم الفائدة مقارنة مع أعواد السمر قليل الرشاقة، لكنه قوي متين رغم جفاف أعواده وقسوتها.
القران: الجنون.
حيثما تسق: إلى حيثما تصل.
يخبق: يمدها مستهترا كيفما أراد.
يَحرَج: يتهافت ويتحمل المهانة
السمق: الطمع والتهور
من جزع بشق: من أنحاز إلى أحد الجانبين.
ما شي بها حزق: ليس فيها صرامة وحزم.
هروى: هراء، كلام بلا حجة.