احتدام القتال في جنوب غزة وقصف إسرائيلي على مناطق وسط القطاع
اشتبكت القوات الإسرائيلية يوم الأحد مع مقاتلين فلسطينيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وقصفت مناطق في وسط القطاع الساحلي حيث يلوذ آلاف الفلسطينيين النازحين من منازلهم بحثا عن مأوى.
وقال سكان في مدينة رفح القريبة من الحدود مع مصر إن معارك ضارية اندلعت بين مقاتلين بقيادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وقوات إسرائيلية، ولا سيما في المناطق الواقعة في وسط القطاع وغربه التي تقدمت فيها الدبابات الإسرائيلية في اليومين الماضيين.
وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي إن مقاتليهما واجهوا القوات الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده قتلوا مجموعة من المقاتلين كانت تتجه نحوهم، ودمروا ذخيرة وممرات أنفاق وبنية تحتية في تل السلطان في الجزء الشرقي من المدينة.
ولم تفلح حتى الآن جهود وقف إطلاق النار التي تقودها قطر ومصر وتدعمها الولايات المتحدة بسبب الخلافات بين حماس وإسرائيل اللتين تتبادلان الاتهام بالتسبب في هذا الجمود.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد إن نتنياهو أمر بإرسال وفد مكلف بالتفاوض على اتفاق بخصوص الرهائن يوم الخميس، دون أن يحدد وجهة هذا الوفد.
وأضاف في بيان أن نتنياهو عقد اجتماعا يوم الأحد مع الوفد وكبار قادة الجيش الإسرائيلي.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أدت إلى مقتل 64 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 100.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في غزة إن ما لا يقل عن 22 شخصا قتلوا في غارات يوم الأحد.
وتركزت الغارات، التي شنتها إسرائيل على مناطق وسط غزة الأسبوع الماضي، على مخيم النصيرات، حيث قتل العشرات.
وقال تامر أبو راكان أحد سكان النصيرات ومن النازحين حاليا في دير البلح “إحنا بنسمع صوت الانفجارات اللي بتصير في النصيرات وبنشوف أعمدة الدخان من هنا من دير البلح، اللي ممكن تقول عنها آخر ملاذ وملجأ، ومرعوبين من فكرة إنه الدبابات ممكن تقوم باجتياح المنطقة”.
وأضاف عبر تطبيق للتراسل “وين بدنا نروح والقطاع كله تحت القصف، وبيتصايدونا وكإننا غزلان في غابة، وقتيش راح يكون كفاية؟ هل الحرب ممكن في يوم تنتهي؟”.
* توتر شديد
توعدت إسرائيل بالقضاء على حماس بعد أن شنت الحركة هجوما في السابع من أكتوبر تشرين الأول على بلدات إسرائيلية أشارت إحصاءات إسرائيلية إلى أنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن ما لا يقل عن 38983 فلسطينيا قتلوا حتى الآن في العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل عقب هذا الهجوم.
وتشهد المنطقة توترا شديدا مع استمرار المخاوف من احتمال اتساع رقعة العنف.
فقد قصفت طائرات إسرائيلية أهدافا عسكرية للحوثيين بالقرب من ميناء الحديدة اليمني يوم السبت، وذلك غداة هجوم بطائرة مسيرة شنته الجماعة المتحالفة مع إيران على تل أبيب.
وقالت مصادر أمنية إن غارات إسرائيلية استهدفت أيضا مستودعا للذخيرة لجماعة حزب الله في جنوب لبنان.
وقالت إسرائيل يوم الثلاثاء إنها قضت على نصف قيادات الجناح المسلح لحركة حماس وقتلت أو أسرت نحو 14 ألف مقاتل منذ بداية الحرب. وتقول إسرائيل إن 326 من جنودها قتلوا في غزة.
ولا تكشف حماس عن أعداد القتلى وتقول إن إسرائيل تبالغ في تقاريرها لإعطاء الانطباع بتحقيق “نصر زائف”.