طائرات إسرائيلية تقصف أهدافا للحوثيين في اليمن بعد هجوم على تل أبيب
قصفت طائرات إسرائيلية أهدافا عسكرية تابعة للحوثيين قرب ميناء الحديدة في اليمن يوم السبت، مما أسفر عن مقتل ثلاثة على الأقل وإصابة 87، بعد يوم من هجوم بطائرات مسيرة شنه الحوثيون على تل أبيب، المركز الاقتصادي لإسرائيل.
وذكرت قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين نقلا عن وزارة الصحة أن معظم المصابين يعانون من حروق شديدة جراء الضربات الجوية التي استهدفت منشآت نفطية ومحطة كهرباء.
وقال سكان من الحديدة لرويترز عبر الهاتف إن دوي انفجارات سُمع في أنحاء المدينة خلال قصف مكثف، وقالت قناة المسيرة إن قوات الدفاع المدني وأفراد الإطفاء يحاولون إخماد الحرائق التي نشبت في خزانات النفط بالميناء.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الحوثيين يستخدمون الميناء في استقبال أسلحة من إيران. وأضاف أن الأهداف، التي تبعد أكثر من 1700 كيلومتر من إسرائيل، شملت مواقع ذات استخدام مزدوج ومنها بنية تحتية للطاقة.
وأبلغت إسرائيل حلفاءها قبل شن الغارات الجوية التي قال الجيش إن مقاتلات إسرائيلية من طراز إف-15 نفذتها وإن جميعها عادت بسلام.
وقال المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي إنه سيكون هناك “رد مؤثر” على الغارات الجوية الإسرائيلية.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن الجماعة “لن تتردد في ضرب الأهداف الحيوية للعدو الإسرائيلي”.
ويسلط الهجوم على اليمن، الذي قال مسؤولون إسرائيليون إنه جاء بعد أكثر من 200 هجوم للحوثيين على إسرائيل، الضوء على المخاوف من أن تتحول الحرب في غزة، التي أشعلها الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، إلى صراع إقليمي.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت “إن النيران المشتعلة حاليا في الحديدة يمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط والمغزى واضح”.
وتابع في بيان “الحوثيون هاجمونا أكثر من 200 مرة. وفي المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بمواطن إسرائيلي، قمنا بقصفهم. وسنفعل ذلك في أي مكان إذا اقتضت الضرورة”.
كانت طائرة مسيرة إيرانية الصنع بعيدة المدى أُطلقت من اليمن قصفت وسط تل أبيب يوم الجمعة في هجوم أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه. وأدى الهجوم إلى مقتل شخص وإصابة أربعة.
وجاء هذا الهجوم في أعقاب تزايد عمليات تبادل إطلاق النار بصورة يومية بين القوات الإسرائيلية وجماعة حزب الله المدعومة من إيران في جنوب لبنان.
ويأتي الهجوم أيضا في وقت يستعد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسفر إلى واشنطن حيث من المقرر أن يلقي كلمة أمام الكونجرس.
ودعا نتنياهو المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغوط على طهران ووكلائها من الحوثيين وحماس وحزب الله وذلك لتأمين طرق التجارة الدولية.
وقال نتنياهو “من يريد أن يرى شرق أوسط مستقرا وآمنا عليه أن يقف ضد محور الشر الإيراني، وأن يدعم كفاح إسرائيل ضد إيران ووكلائها”.
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني ندد بالهجمات الإسرائيلية وحذر “من خطر تصاعد التوتر واتساع نطاق الحرب في المنطقة نتيجة للمغامرة الخطيرة للصهاينة”.
كما استنكر حزب الله في بيان الهجوم على منطقة الميناء، قائلا “الخطوة الحمقاء التي أقدم عليها العدو الصهيوني هي إيذان بمرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة بالغة الأهمية على مستوى المنطقة برمتها”.
ومع استمرار الحرب في غزة، يكثف الحوثيون هجماتهم على إسرائيل وأهداف غربية، قائلين إن هذه الهجمات تأتي تضامنا مع الفلسطينيين في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس.
وبدأ الحوثيون مهاجمة السفن الغربية في البحر الأحمر وخليج عدن، مما أدى إلى تعطيل حركة التجارة العالمية وإجبار أصحاب السفن على تغيير مسارها بعيدا عن الطريق المختصر لقناة السويس.
ودفع ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا إلى شن هجمات انتقامية منذ فبراير شباط.
وقال كبير المفاوضين والمتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام في بيان على منصة إكس “عدوان إسرائيلي غاشم على اليمن باستهداف منشآت مدنية، خزانات النفط ومحطة الكهرباء في الحديدة بهدف مضاعفة معاناة الناس، والضغط على اليمن للتوقف عن مساندة غزة… وما نؤكد عليه أن هذا العدوان الغاشم لن يزيد الشعب اليمني وقواته المسلحة الباسلة إلا إصرارا وثباتا واستمرارا”.
وقالت مصر، التي تحاول المساعدة في التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، إنها تتابع “بقلق بالغ” الغارة الإسرائيلية.
واقتحم مقاتلون بقيادة حماس بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واقتياد أكثر من 250 رهينة إلى غزة، وفقا لإحصائيات إسرائيلية.
وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن الهجوم الذي تشنه إسرائيل على القطاع منذ ذلك الحين تسبب حتى الآن في مقتل ما يقرب من 39 ألف فلسطيني.