بعد تصريحات الأسد.. هل يتم اللقاء بين الرئيس السوري وأردوغان؟
أثارت تصريحات الرئيس السوري، بشار الأسد، بشأن لقائه المحتمل مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي أعلن مراراً خلال هذا الشهر عن رغبته بلقاء الأسد بعد قطيعة بين وسوريا وتركيا تستمر منذ نحو 12 عاماً، الكثير من الجدل لاسيما وأن الأسد أشار أمس الاثنين خلال مشاركته في انتخابات مجلس الشعب إلى أنه لا يعرف هدف الرئيس التركي من اللقاء معه. فهل هذا يعني أن اللقاء بينهما سيتأخر؟
وتعليقاً على ذلك، لفت محلل وخبير في الشؤون التركية إلى أن “تصريحات الأسد تُظهر أن مقترح التطبيع الذي يتحدّث عنه أردوغان غير موجود حقيقة، لأنه لا يبدو أن المحادثات التي كانت مكوكية بين الطرفين السوري والتركي قد بلورت أي شيء”.
وأضاف المحلل السياسي غسان إبراهيم لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” أن “الطرف التركي يحاول القفز فوق لقاءات بروتوكولية لتحقيق بعض المكاسب من قبيل شرعنة وجوده العسكري في سوريا، لكن الأسد يطالب الجانب التركي بالانسحاب، ويبدو أن هناك خلافا كبيرا في هذا الصدد بين الجانبين”، لافتاً إلى أن “هناك خلافا آخر يضاف لهذا الأمر وهو خلاف روسيا وإيران بشأن الانفتاح التركي على الأسد
وتابع أن “الجانب الروسي يريد دفع الجانب التركي للانفتاح على الأسد من دون أي ضمانات أو تنازلات على عجل، والجانب الإيراني لا يريد الوجود العسكري التركي في شمال سوريا، وبالتالي يريد ضمان انسحاب أنقرة في حال حدث تطبيع بين سوريا وتركيا، وبهذا الشكل يصبح النفوذ داخل الأراضي السورية روسي ـ إيراني من دون الوجود التركي”.
وأردف أن “هناك خلافا إقليميا دوليا بشأن التطبيع التركي ـ السوري، وهذا يعني أن مساحة المناورة التي تحدّث عنها أردوغان بشأن لقاء الأسد ضيقة جداً ويمكنه الانتقال للقفز وحرق المراحل من دون أن يقدم ضمانات”.
وكان الرئيس السوري قد أشار خلال إدلائه بصوته في انتخابات مجلس الشعب، أمس الاثنين، إلى أنه “إذا كان اللقاء مع أردوغان سيحقق مصلحة سوريا سأقوم به”. وتابع قائلاً: “يجب انسحاب تركيا من أراضينا، ووقف دعم مجموعات مسلحة”.
وكان الرئيس التركي قد جدد دعوته لنظيره السوري عند عودته من ألمانيا، حيث شاهد مباراة تركيا وهولندا في إطار كأس أمم أوروبا لكرة القدم، حيث قال: “قد نوجه دعوة للأسد في أي وقت”.
وأوضح أردوغان للصحافيين أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحتملة إلى تركيا قد تفتح فصلا جديدا في العلاقات التركية السورية.
يُذكر أنه مع بداية النزاع في سوريا عام 2011، قدمت أنقرة دعماً أساسياً للمعارضة السياسية والعسكرية، كما شنت منذ العام 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة في سوريا، استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنت قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة على منطقة حدودية واسعة في شمال سوريا، تطالب دمشق تركيا بالانسحاب منها كشرطٍ لبدء المفاوضات لإعادة العلاقات بين الجانبين.