أزمة مجلس القيادة الرئاسي الى اين؟
متابعات/
في الوقت الذي تتعزز فيه مكانة الحوثيين وسلطتهم وقوتهم واتساع نفوذهم سياسيا على المستويين الاقليمين والدولي بعد حرب غزة وما يقوموا به من هجمات متتالية على السفن في البحرين الأحمر والعربي وعدم قدرة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وحلفائهما عن ردعه وامتناع الدول العربية المتضررة من المشاركة في المواجهة وأثرت الابتعاد عنها. فأن الطرف الاخر في معادلة الصراع في الازمة اليمنية وهي السلطة الشرعية تعاني من تصدع وتفكك وعجز مخيف وغياب أي رؤية لها على كافة الأصعدة، اذ يتراجع دورها ومكانتها يوم بعد أخر، فمجلس القيادة الرئاسي المسكوت عن ازمته والذي تم تشكيله قبل سنتين من قبل التحالف، يعاني ازمة حقيقية ولا يقوم بتأدية مهامه ومسؤولياته التي أوكلت له بموجب (الإعلان الدستوري) او ما سمي بإعلان نقل السلطة من الرئيس هادي الى المجلس ولو بحدودها الدنيا. هذه الازمة المتعددة الأوجه، ربما ان تناولها يحتاج الى تحليل واسع لتشخيص أسبابها ودوافعها. وما يهمنا هنا لا يعدو عن طرح بعض التساؤلات والاستفهامات البسيطة.
المجلس لا توجد لديه أي سياسة او خطط للتعامل مع الأوضاع والتطورات الداخلية والخارجية وكيفية قيادته للدولة، وتوجيه مسار الحكومة ومؤسساتها المتهالكة، لمجلس الذي يعتبر هو الجهة الأعلى في السلطة التنفيذية للدولة اغلب اعضاءه غير متواجدين في العاصمة المؤقتة عدن وليس لديهم مهام محددة، ووجود بعضهم على راس اقطاعيات أخرى كحكومتي مارب والساحل الغربي، واخرين متواجدين في الخارج بصورة دائمة، وقيام رئيس مجلس القيادة المقيم في المملكة بصورة دائمة بزيارات متباعدة لعدن لعدة أيام فقط. ولهذا فأن المجلس لم يجتمع حضوريا بكامل اعضاءه او اغلبهم منذ مدة طويلة.
كيف لمجلس كهذا الذي نقلت اليه سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية ان يقوم بمسؤولياته ويمارس صلاحيات الرئيس الدستورية واعضاءه متباعدون في الجغرافيا والمواقف وهو نفسه لا تحكمه أي قواعد تنظيمية او إدارية. كيف للمجلس المبعثر في بقاع شتى ان يواجه الاستحقاقات الخطيرة والمستجدات التي نشاءة في اليمن بعد بروز نجم الحوثيين كقوة إقليمية تضع الدول لها ألف حساب، وتعمل مختلف التقوى على استرضاء هم والتودد لهم، كيف للمجلس المفكك المتعدد المسارب والمسارات ان يقوم باتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بالحرب والسلام والحفاظ على شرعية السلطة.
التحالف الذي بيده خيوط اللعبة والمتحكم بتركيبة المجلس واعضاءه، لماذا يسكت على هذا الوضع البأس والمتردي، ففي الظروف الراهنة فانه المراهنة على قدرة مجلس القيادة في اصلاح أوضاعه يعتبر إضاعة للوقت والتحالف وحده هو الاقدر على ذلك ، اذ ان تقوية المجلس وتصحيح أوضاع الشرعية ودعهما سياسيا واقتصاديا وخدميا يسهم في تحقيق السلام ، والعكس صحيح اذ ان بقاء الشرعية بهذا المستوى من الضعف والتردي يجعل عملية السلام بعيدة المنال لان الطرف الأقوى سيظل يفرض كل يوم شروطا جديده كلما تبين له تداعي السلطة الشرعية داخليا وخارجيا. فالهروب عن مواجهة الواقع واستحقاقاته سيؤدي بالجميع الى نكبة اشد وأكثر مراراه مما حدث في الانقلاب الأول للحوثيين. ومن المهم في ضوء المستجدات الخطيرة ان تكون هناك وقفة جادة لمعالجة وضع المجلس بشجاعة وتفعيله لتمكينه من القيام بواجباته اليوم وليس غدا.