الأستاذ فضل الجعدي الشامخ الذي لا ينكسر
احمد حرمل /
تابعت كغيري الهجوم الإعلامي الذي تعرض له الأستاذ فضل الجعدي والذي تجاوز حدود النقد إلى محاكمة تاريخ الرجل ووطنيته ونواياه وضميره وتوجهاته بطرق عكست كم الحقد الذي يكنه مهاجميه
بدليل أنهم لم يستثنوا حتى الدراجة النارية التي كان يمتلكها وبستخدمها في تنقلاته بل كانت شريكته في مراحل ومحطات نضاله المتعددة وهذه تحسب له وليست عليه .
وانا هنا لست بصدد الحديث عن تغريدته إلتي لا تتجاوز الخمسة اسطر والتي تعرض على إثرها لحملة إعلامية ظالمة لانها في الاول والاخير لن تغير من الواقع شيء سواء كتبها الجعدي أو لم يكتبها فالاوضاع سيئة بكل المقاييس ولا أود أن اتعرض إلى شخوص مهاجميه ولا إلى الرد على اي منهم حتى لا اقع في المحظور الذي وقعوا فيه انطلاقا من بيت الشعر الذي قاله أبو الأسود الدؤلي :
“لا تنهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَه
عارٌ عليك إذا فعلت عظيم”
ولذا ساتحدث عن الأستاذ فضل الجعدي الشامخ الذي لا ينكسر وانا هنا أقول لمن لا يعرف الجعدي واهم من يعتقد بأن هجومه على الجعدي سيفت في عضده أو يكسر إرادته أو يزعزع قناعاته أو يضعف معنويته أو يحد من حيويته ونشاطه .
للأستاذ فضل الجعدي بصمات واضحة لا تخطئها العين في كافة المراحل والمنعطفات التي مرت بها القضية الجنوبية ومنذ الوهلة الأولى لمقاومة الاحتلال ولا أريد أن أتحدث بإسهاب عن مناقب الرجل وماثره ومواقفه وسجاياه حتى لا أبدوا وكانني ارثي الرحل وهو على قيد الحياه .
ولذا ساتطرق إلى بعض المحطات التي كان للجعدي ورفاقه في الحزب الاشتراكي دوار بارز في صناعتها.
* تأسيس اللجنة الشعبية التي تأسست في محافظة الضالع عام 1998 وقادت الاحتجاجات ضد نتائج حرب 94 كان أحد مؤسسيها وكان له دور في تناسلها في محافظات الجنوب الأخرى إلى جانب رفاقه المناضلين الافذاذ في الضالع الابية ؛ وقبل هذا أخذ على عاتقه هو ورفاقه في منظمة الحزب في مديرية الضالع حينها مهمة مقاومة غطرسة وعنجهية بريمر الضالع محمد عبدالله حيدر قائد اللواء 35 مدرع وروافده من قوات الأمن المركزي والنجدة والأمن بشقيه السياسي والعام .
* الجعدي الذي كانت تحركاته بدراجته النارية ترعب أجهزة قمع سلطة الاحتلال السياسية والعسكرية والأمنية التي كانت ترصد تحركاته وانفاسه السياسية كان شجاعاً في مواجهة السلطة بل جريئاً إلى درجة أنه دق الميز في وجه محافظ الضالع صالح قاسم الجنيد رحمه الله وفي مكتبه واعترافه وبصوت مسموع بأنه أحد قادة الاحتجاجات المناهضة لنتائج الحرب بكل أشكالها من سياسات وممارسات وشخوص بما فيها المحافظ نفسه وأنه انفصالي .
* تيار اصلاح مسار الوحدة في الحزب الاشتراكي اليمني هذا التيار الذي حافظ على بقاء القضية الجنوبية حيه كان الجعدي أحد الفاعلين فيه .
* التصالح والتسامح الذي كان في الأساس بين طرفي الصراع في الحزب الاشتراكي اليمني في 13 يناير 86 لعب الجعدي إلى جانب الكثير من قيادات الاشتراكي دورا كبيرا في إنجاحه ؛ وكذلك الاعتصام في مقبرة طارق وتنقله من محافظة إلى أخرى للمشاركة في ملتقيات التصالح والتسامح .
* جمعية المتقاعدين التي وضعت اللبنات الاولى للحراك السلمي الجنوبي ورسخت بنيانه هي الأخرى كان للاستاذ فضل الجعدي بصمات واضحة في تاسيسها مع رفاق آخرين لسنا بصدد الحديث عنهم منذ أن بدأت مناقشة وبلورة فكرة تأسيس هذا الكيان في منزل الاستاذ عبدالحميد طالب .
* جمعية الشباب العاطلين عن العمل وجمعية مناضلي ثورة 14 اكتوبر اللتان مثلتا رافداً قوياً لجمعيات المتقاعدين وغيرها من التشكيلات الاجتماعية كان للجعدي حضور فيها ومن موقعه في سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي في محافظة الضالع وهذا ليس بغريب فكلنا نعرف بأن الحراك انطلق من مقرات الاشتراكي في كافة محافظات الجنوب وعلى وجه الخصوص مقر منظمة الحزب في محافظة عدن وكان الأستاذ القدير علي منصر محمد سكرتير منظمة الأشتراكي في محافظة عدن دينامو ذلك النشاط ورأس الحربة فيه ولا ينكر هذا إلا جاحد .
* في قاعة المحكمة كان الجعدي يقف في قفص الاتهام هو ورفاقه قيادة اللجنة الشعبية بمحافظة الضالع شامخي الرؤوس يردون على قرار اتهامهم بقيادة الاحتجاجات بقوة ولم تخيفهم تهمة الانفصال ولا تهمة تعكير الصفو العام ولا تهمة إهانة رئيس الجمهورية .
* المعتقلات التي كنا نزح فيها خلال الأعوام من 1998 – 2001 كان للجعدي نصيب فيها إلى جانب العشرات من القيادات والنشطاء الجنوبيين ورغم الإرادة والمعنوية التي كنا نتمتع بها إلا أن وقوف المحامي محمد عبدالكريم الغمراوي اطال الله في عمره وفريقة القانوني تزيدنا صلابة. وثبات وكان الجعدي حينها مشاكس حتى في المعتقل بمثلما كان مشاكس في اللقاءات العامة التي تقيمها السلطة ينكد على حالهم ويعكر مزاجهم ويقزمهم بطرحه الشجاع وبالحجة والمنطق.
* مشاركته في مؤتمر الحوار الذي يعيبه البعض عليه هذه المشاركة لم تخلو من موقف مشرف له فمن منا لا يتذكر صفعه للدكتور عادل الشجاع في وجهه على إثر إساءات الشجاع للحراك الجنوبي والجنوب ولازال حد عادل الشجاع شاهدا على ذلك.
وكذلك الحال عندما تولى منصب محافظ الضالع كان البعض يعتقد بأنه سيأتي بالرفاقه الاشتراكيين وسيعينهم مساعدين له سواء كانوا وكلاء أو كلاء مساعدين أو مدراء عموم ولكنه لم يفعل ولم يأت بابناءه أو أبناء عمومته واصهاره ظل كما هو يرفض المناطقية ويمقت التعصب وينبذ الفرقة والانقسام.
هذا غيض من فيض مواقف الأستاذ فضل الجعدي الذي لا ينكسر.