الأسباب المباشرة للتحركات العسكرية الصينية في خليج عدن
مقبل ناجي مسعد
في تقديري ان التحركات الصينية في خليج عدن، ليس لها علاقة مباشرة بنتائج قمة العشرين التي انهت اعمالها في نيودلهي قبل يومين، لكن المصالح متشابكة وعلاقتها غير مباشرة بنتائج تلك القمة ،لان قرارات تلك القمة لن تنفذ، ولن تر النور ابداً ، حيث ان الولايات المتحدة الامريكية هي من انشأت مجموعة العشرينG20 عام1999م ،اثناء الوفاق مع جمهورية روسيا الاتحادية الذي ساد مرحلة الرئيس الروسي الاسبق بوريس يلتسن، وقبل تسلم الرئيس فلاديمير بوتين مقاليد السلطة في روسيا، وكان تأسيسها لمصلحة امريكية بحته، هدفها الاول احتواء الجميع والسيطرة على جميع الدول التي قد يكون لها دوراً مستقبلياً ، وتسخير كل ذلك لخدمة المصالح الامريكية، وفي تقديري ان مقومات بقاء مجموعة العشرين G20 قد انتفت ولم يعد لبقائها دوراً مستقبلياً تجمع عليه كل الدول الكبرى، حيث ان نصف مجموعة العشرينG20 اصبحوا اعضاء في التكتل الاقتصادي الجديد ،،بريكس،، وسوف تضع الصين وروسيا العراقيل المناسبة ومنها الضغط على الهند بمصالح كبيرة تقدمها روسيا والصين للهند، والهدف من الصفقة الامريكية هو ضرب وحدة الموقف داخل دول ،،البريكس،، التي تشكل نصف مجموعة العشرينG20 ،والهند تعي ذلك تماماً ،ولايمكن ان تنسى الهند ان امريكا هي الداعم العسكري والاقتصادي الاول لباكستان،وانظمام الهند لتكتل ،،بريكس،، الاقتصادي ومنظمة شنجهاي ،،الامنية،، مع روسيا والصين بالذات،هو لقطع الطريق على باكستان من التوغل داخل هذه الدول والحد من دورها الخارجي وانهاء نفوذها وبالذات في افغانستان ،فالعدو الاول للهند هي باكستان وليس الصين.
وعليه فإن الهدف من التحركات العسكرية الصينية في خليج عدن لها علاقة مباشرة بالشأن اليمني، فالتحركات الاخيرة المتمثلة بزيارة ولي العهد السعودي لسلطنة عمان، وحضور سفير الاتحاد الاوروبي مع سفراء المانيا وفرنسا والسويد وفلندا الى عدن لمقابلة الحاكم اليمني للجنوب والممثل ،،الشرعي،، للسلطة في المناطق،،المحررة،، هو لتعزيز موقف هذه ،،الشرعية،، ودعمها واطلاع رئيسها على صفقة الحلول الجاري اعداد اللمسات الاخيرة عليها،قبل التوقيع عليها في سلطنة عمان ، والقاضية بتقاسم الغنيمة الجنوبية بين قوى الاحتلال في صنعاء وعدن،مع الاقليم وبتوافق مع امريكا وبريطانيا العضويين الاساسيين في الرباعية الدولية(امريكا،بريطانيا،السعودية والامارات) التي تم تخويلها من قبل مجلس الامن بموجب القرار2216 ،هذا التقاسم للغنيمية الجنوبية والمزمع تنفيذه قريباً، اخرج الصين وروسيا من المعادلة اليمنية ،واغفل دورهما تماماً، ولم يعترف ان هناك مصالح لروسيا والصين في البحر الاحمر وخليج عدن وبحر العرب ، من هنا اتت التحركات الصينية رفضاً لهذه الحلول المزمع تنفيذها في الجنوب ،،اليمني،، لان نجاحها ،يعني بداية الطريق لتنفيذ مشروع الاتفاق التي اقترحته امريكا مع الهند ليكون مشروع موازي لمشروع الحرير ،بل سيحل محله تماماً ،وسوف تكون هناك تحركات روسية مماثلة في المنطقة ذاتها لافشال الحلول الاحادية حول الازمة اليمنية، والتي يجب ان تحل بتوافق اعضاء مجلس الامن الدائمين ، فاليمن تحت الفصل السابع واي حلول ، يجب ان يتم التوافق عليها مسبقاً داخل مجلس الامن الدولي.
وهذا يعني ان التصعيد العسكري في اليمن هو الاقرب،وعلى الجميع الاستعداد لجولات قادمة.