كتاب عدن

الحوثية وانهيار المعاملة في مجتمع سيطرتها.



محمد عبدالله القادري

قد تكون ملتزم أو غير ملتزم ، إلا أن هناك أمور يجب أن تكون مسلم بها ولا تخوض في نكرانها.
كل فرق الشيعة ومنها الحوثية إذا سيطرت على مجتمع تنهار منظومة وأخلاق وأدآب المعاملة بين الناس في ذلك المجتمع ويصبح مفتقد أخلاق الإسلام وٱخلاق الجاهلية ، والسبب أن لديها منهج لمحاربة هذه المنظومة تغلفه بإعتقاد ديني كاذب وتستخدم فيه إنكار بعض الغيبيات.
الدين المعاملة ، معاملة مع الله ومعاملة مع الناس ، ومبادئ الدين جاءت لتعزيز هذه المعاملة.

لماذا تنكر الحوثية عذاب القبر ؟
لأن الإيمان به يعزز تعامل الإنسان مع الله ومع الناس من حوله.
التخويف بعذاب تارك الصلاة في القبر يجعل الإنسان يلتزم بالصلاة لتقوية صلته بالله.
وقف النبي عليه الصلاة والسلام بجوار قبرين وقال أنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يتبرأ من بوله ، هذا الحديث يؤدي لتحسين علاقة الناس مع بعضهم من خلال عدم مشيهم بالنميمة وإثارة الفتن ، ويؤدي لأن يجعل الشخص نظيفاً طاهراً.

إنكار الحوثية لعذاب القبر ونشر هذا الفكر بمناطق سيطرتها جعلت النميمية تنتشر بين الناس بشكل غير عادي ، وأصبح الناس كل منهم يعمل واشي ضد بعض.
تستخدم الحوثية لمحاربة شخص جاره وقريبه وابناء منطقته وقبيلته واصهاره ، وتستخدم كل جانب ضد بعضه وضد الجانب الاخر وهدمت الأخلاق والقيم وإصبح الشخص يخاف من الجميع ويستاء من الكل.

تعمل الحوثية بشكل ينكر العقوبة من الله بهدف القضاء على الأداب لأن من أمن العقوبة أساء الأدب ، وكان هذا سبباً لإنتشار الجرائم في مناطق سيطرتها وغياب الأخلاق.
أيضاً تستخدم الحوثية هذا الأمر لإثارة الخلافات الداخلية بين المسلمين وهذه عادة الشيعة وهدفها ، جعل المسلمين مشغولين بين من ينكر عذاب القبر ومن يعتقد وجوده ، والمطلوب في أمر كهذا أن لا نخوض في نكرانه ، ويجب على الجانب الإرشادي أن يتطرق له بشكل يعزز حسن المعاملة داخل المجتمع ويساند الدولة بمكافحة الجرائم ، فالدولة التي تكافح الجريمة بعقوبة القانون في الدنيا ، يساندها الجانب الإرشادي بالتخويف من عقوبة الجريمة في الآخرة وهو الأمر الذي ينشر الوعي ويكافح الجريمة قبل وقوعها.
جاءت بخرافات لا يقبلها العقل ، ثم تريدنا أن لا نؤمن بغيبيات ونعتبرها خرافات.
نحن نؤمن بالغيبيات ما بعد الحياة الدنيا التي جاءت عبر حديث من النبي عليه الصلاة والسلام ، كون الغيب و الله وحديث النبي عبارة عن معلومات نقلها لنا من الله عبر أمين الوحي جبريل ، والعقل لا يقبل عدم وجود عذاب القبر إلا في حالة واحدة ، وهي رجوع شخص ميت إلى الدنيا بعد فترة قضاها في القبر.
أيضاً السنة جاءت لتهذيب الأخلاق مساندة للقرآن ، قال تعالى ” انك لعلى خلقٍ عظيم” ، وقال النبي عليه الصلاة والسلام “ضمنت له بيتاً في أعلى الجنة لمن حسن خلقه”.

المصيبة التي جاءت بها الحوثية أنها تضيف معتقد الإنكار بجانب التقصير ، مما يجعل الشخص ينتقل إلى أسوأ حالاً بدل أن يتحسن.
قد يكون الشخص لا يصلي وهو مقصر ، ولكن المصيبة عندما يكون لا يصلي وينكر عقوبة تارك الصلاة في القبر أو ينكر فرض صلاة الجمعة كما في مذهب إحدى الطوائف الشيعية.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى