كتاب عدن

عدن التي في خاطري..



حسين باسليم

مساء اليوم الخميس قمت بزيارة سريعة لميناء السواح بالتواهي بعد إلحاح من قبل إبن شقيقتي المهندس اشرف بوعيران.. كنت متردداً لأكثر من سبب في الذهاب إلى هذا الميناء الذي لم أزره منذ سنوات طويلة جداً، وأن مررت بجانبه بين الحين والآخر.

صعدت القارب الصغير الذي يقوم مساء كل خميس برحلات قصيرة لمن يرغب مقابل (دولار واحد للشخص) – هكذا مكتوب في التذكرة أو مايعادلها -:، ويطوف خلالها بميناء عدن بمختلف ارصفته (السواح ، الاصطياد، المعلا، الحاويات) خلال نحو 45 دقيقة.

كنا نعرف منذ نعومة اظافرنا أن عدن هي الميناء.. والميناء هو عدن، ولأهمية هذا الميناء ومكانته الاستراتيجية، احتلت بريطانيا عدن في 19 يناير 1839م، ولم تغادرها إلا في 30 نوفمبر 1967م، بعد ثورة مسلحة امتدت لخمس سنوات.

تعرض ميناء عدن لأولى نكباته فور إغلاق قناة السويس عقب حرب 5 حزيران عام 1967م، لتتوالى عليه النكبات حتى يومنا هذا والتي لايتسع الحيز ولا الظرف هنا لذكرها!!.

كانت المناظر التي تلتقطها عدسة جوالي للميناء وخلفيته (حي التواهي وحي المعلا) الذي سكنته طفلاً وحتى اليوم لتستعيدها ذاكرتي ولتقارنها بما مضى وماهو عليه اليوم.. أمر مؤلم للغاية خاصة وأنا أرى الميناء يخلو من السفن تماماً، وهو الميناء الذي كانت الحركة فيه ذات يوم لا تتوقف ليلاً ونهاراً !!.

عدن العذراء الجميلة التي تداعب أطرافها ماء شواطئها الأجمل (العشاق، معاشيق، الغدير، صيره، كود النمر، عمران، الحسوة، جولد مور، ابين ….الخ) لاتستحق هذا المآل.

متى نستفيق ومتى تصحو الضمائر، ومتى تعود مدينتنا عدن إلى سابق عهدها مدينة الجمال والحب والعمل؟!.

* نائب وزير الإعلام
عدن 7 سبتمبر 2023م

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى