كتاب عدن

الشخصية اليمنية تمر بأزمة منتصف الحرب




منى صفوان
من الصعب الحكم على الشخصية اليمنية، وتقيمها في هذه المرحلة ، فهي مرحلة مهزوزة، ومرتبكة ومتغيرة، ولابد ان انعكاستها علقت بالشخصية اليمنية، التي تواجه كل ظروف الحرب المادية والنفسية المدمرة.
وتبقى الاثار النفسية للحرب هي الاشد، انها تترك احساساً بالعجز، والاحباط ، الذي قد تجده منتشراً اكثر بين الفئات العمرية الشابة، والتي من المفترض ان يكون الاحساس بالتفاؤل والحماس لديها اعلى من فئات اخرى.
فنحن حالياً في منتصف كل شيء، هذا هو الظرف الخارجي العام، منتصف طريق السلام ومنتصف الحرب، انه وضع مرتبك سوف يلقي بظلاله على شخصية غير مستقرة متغيرة الاراء لمعظم الشباب اليمني تحديداً ، خاصة في المراحل العمرية الفتية في منتصف الثلاثينات والتي يفترض انها مرحلة العمل والاستقرار
قد يكون الشباب من الجنسين في هذه المرحلة لا يعرفون ماذا يريدون ، او مالذي عليهم فعله!
ان الصورة مشوشة، لكنها ليست مكسورة، وانعكاس ذلك على اهتزاز الشخصية وضعفها وارد، وهذا طبيعي ومؤقت وعارض، بسبب العامل الخارجي الذي تمر به البلاد، وهي مرحلة انتقال صعبة ومُكلفة.
هذا الشعور باليأس، مجرد انعكاس مؤقت لعامل خارجي غير ثابت ، ومرتبط فقط بظروف البلاد، وليس جزء من شخصية الشباب اليمني ، الذين قد لا جدون خطاباً محمساً لهم الا باتجاه الحرب!
فمعظم الاصوات كُرست للدفع بهم باتجاه دائرة الصراع ، فهم هدف سهل للاستقطاب، وهذا يجعل الحرب والصراع شغلهم الدائم بعيداً عن أي اهتمامات أخرى، فماهي اهتمامات الشباب؟
لقد فرضت الحرب خطابها وثقافتها ولغتها ، وحُصر الحماس بكل ما يخصها فقط ، ولم يعد لاي دائرة خارج دائرة الحرب معنى، وهذا يعني افتقاد المحفز الخارجي.
لكن المحفز الخارجي ليس هو الاصل، فالاصل هو الحماس والاندفاع الداخلي النابع من ايمان الشخص بنفسه ، وهنا يأتي ترتيب الاولويات ليطيح باشياء كثيرة، منها ايمان الشباب بانفسهم.
اليمن بلد يستجيب للتغيرات بسرعة
بلا شك ان الجو العام قد يكون محبطاً، لكنه ليس ثابتاً، بل متغير ، ومؤقت، وهو الذي يحتاج لمن يؤمن بسهولة تغييره، فاليمن بلد يستجيب للتغيرات بسرعة فائقه، وهذا ما لاحظناه عبر تاريخه المعاصر.
اننا بحاجة فقط لتغير نوعية الخطاب، ولفكرة بل لمجموعة افكار نؤمن بها ونسعى لتحقيقها، الامر ليس مهمة مستحيلة، بل ممكنة وسهلة.
لذلك قلت لا يمكن الحكم على الشخصية اليمنية في هذا الظرف الطاريء، لان سماتها اكبر واقوى مما نعتقد، واكثر قدرة على التغيير للافضل.
سلام

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى