كتاب عدن

الكل يحترم المساجد ما عدا الحوثي.



محمد عبدالله القادري

منذ فجر الإسلام ودخوله إلى اليمن وبناء المساجد للعبادة ، أصبح للمساجد قدسيتها وإحترامها وظلت على ذلك الحال ، حتى جاء الحوثي وسلب عنها القدسية والإحترام.

المصلي وقاطع الصلاة ، السكران والصاحي ، المسلم والملحد ، الجني والإنسي ، جميعهم يحترمون المساجد ، ما عدا الحوثي لم يحترمها ، وحولها لمجلس مقيل لمضغ القات والبردقان.

كان الناس يتضايقون في حالة دخول أطفال للمسجد غير مؤدبون ليقترفون بعض رفع الصوت قبل الصلاة أو الجري في ساحة المسجد ، فيقومون بشجبهم وضربهم وإلزامهم على الأدب بحجة هذا بيت الله ، أما اليوم فالحوثي يقوم بمضغ القات وشرب السجائر وسماع الزوامل في المسجد دون مراعاة أي حرمة لبيوت الله.

لا يؤمن الحوثيون أن المساجد لعبادة الله وإقامة الصلاة والذكر وقراءة القرآن ، انما لممارسة برنامج محدد على شكل استماع درس طائفي.
ولذا ترى الحوثيون لا يداومون في المسجد وقت الصلوات الخمس ، فقط يأتون في وقت معين لسماع درس طائفي وهم يمضغون القات.

في شهر رمضان المبارك تجد برنامج الناس ازدحام وقت الصلوات الخمس وتنافس على اتمام قراءة القرآن الكريم عدة مرات وصلاة التراويح والقيام والإعتكاف.
والحوثيون معاهم برنامج مختلف تماماً ، يحضرون بعد صلاة العشاء للمسجد لمضغ القات واستماع درس طائفي لمدة ساعة أو ساعتين.

يلزم الحوثيون الجميع للحضور لذلك الدرس ، ويلزمون شخص واحد فقط ليكون امام المسجد وخطيبه ليقوم بتشغيل وردهم الطائفي بهدف قبضتهم على المسجد ومنع فيه أي تعاليم دينية أخرى.

عندما تذهب إلى المسجد في وقت صلاة أو غيره تتوضأ وتدخل تصلي ركعتين تحية المسجد ثم تأخذ القرآن وتقرأ منه ثم تصلي مع الناس جماعة ثم تنصرف.
الحوثيون يذهبون للمسجد في غير أوقات الصلاة ويدخلون بدون وضوء ويجلسون على المداكي وهم مخزنين ثم يسمعون درسهم الطائفي وينصرفون.

من خلال تعامل الحوثيين مع المساجد ، تكتشف أن لهم دين آخر خاص بهم ، وهم ليسوا مع القرآن الكريم ولا مع السنة النبوية أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام ، انما دين خاص بهم يقتصر على حضور خطبة طائفية في يوم الجمعة ودرس طائفي ، الملزمة واقوال قادتهم هي الدين.

لا تجد حوثياً يحمل في جيبه مصحفاً أو يقرأ أذكار الصباح والمساء من ورد قرآني وأحاديث مأثوره قالها النبي عليه الصلاة والسلام ، إنما يحمل في جيبه كتيب صغير فيه أدعية كان يدعو بها الهادي الرسي وغيره من أأئمتهم ويقوم بقراءتها كأذكار صباح ومساء .

لا تعتبر جرائم الحوثي بحق المساجد. هي تلك التي قام بتفجيرها فقط ، وانما يضاف بجانبها كل تلك التي انتهك قدسيتها ويمارس فيها برنامجه.
قاطع الصلاة أفضل من الحوثي ، لأنه لا ينتهك حرمة بيوت الله ، بخلاف الحوثي الذي عبث بها ، ولذا فإن الذود عن حرمة المساجد هي مهمة الجميع مصلي وقاطع صلاة وملتزم وغير ملتزم للوقوف ضد الحوثي.

قال تعالى “وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحد” ،والحوثي حولها وأن المساجد للسيد عبدالملك فلا تدعوا مع السيد أحدا.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى