شؤون محلية

صحيفة:اتهامات لتيار الدوحة الإخواني بالوقوف خلف هجوم مسلح على احتفال في تعز .


تصعيد إخواني في تعز يستهدف التقارب بين طارق صالح وتيار في حزب الإصلاح


عدن اوبزيرفر- سلط الهجوم الذي استهدف احتفالا فنيا في مدينة تعز يرعاه نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح، الضوء على سيطرة الإخوان على المدينة المحاصرة من قبل الحوثيين وتخوّفهم من تمدد نفوذ ابن شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح في المدينة التي تُحكم جماعة الإخوان في اليمن سيطرتها عليها عسكريّا وأمنيّا، بالرغم من التقارب الإعلامي والسياسي في العلاقة بين صالح وحزب الإصلاح خلال الآونة الأخيرة.

وأصيب عدد من المواطنين مساء السبت، جراء إطلاق النار العشوائي من قبل مسلحين يتبعون فصيلا أمنيا في تعز تابعا للإخوان، حاولوا إفشال فعالية فنية أقيمت في “ملعب الشهداء” ضمن مهرجان “عيدنا تعز” الذي ينظمه مكتب الثقافة في المدينة.

واتهم مدير عام مكتب الثقافة في تعز عبدالخالق سيف الجماعات الإسلامية المسلحة في المدينة بشن الهجوم، مشيرا إلى أنه حدث “بسبب التحريض والتعبئة الظلامية”، ولفت إلى أن بعض “المتسللين من كتيبة المهام، المنفلتين أخلاقيا، قاموا بافتعال هذا الجنون والتطرف ضدنا وضد جماهير المهرجان، لأنهم هتفوا باسم عضو مجلس القيادة الرئاسي، طارق صالح، أثناء تكريم فنان الشعب (محمد محسن) عطروش من قبله”.

واتهم ناشطون يمنيون التيار الإخواني في تعز، المرتبط بقطر والذي يتزعمه الشيخ القبلي والقيادي الإخواني حمود سعيد المخلافي والناشطة الإخوانية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، بالوقوف خلف كل الأنشطة والتحركات الاستفزازية التي تحاول إفشال أي تقارب بين العميد طارق صالح وتيار في حزب الإصلاح، والسعي لتحويل أي نشاط يقوم به صالح بصفته نائبا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي أو رئيسا للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية في تعز إلى حالة من التوتر الأمني والإعلامي، كما حدث في الحفل أو قبل ذلك من خلال تمزيق صور صالح في تعز من قبل التيار ذاته الذي يُحكم سيطرته على المدينة.

وفي تعليق على الحادثة ودلالاتها الأمنية قال الباحث العسكري والأمني اليمني العقيد وضاح العوبلي في تصريح لـ”العرب” إن “ما جرى في تعز يبعث بمؤشرات خطرة تعزز صحة التقارير والمعلومات التي تتحدث عن تفاهمات بين أجنحة إخوانية في تعز وجماعة الحوثي، وهي تفاهمات تخص إفشال التقارب الأخير بين قيادة وقوات الساحل الغربي من جهة وقيادة ومحور تعز من جهة أخرى، ووضع العراقيل أمامها”.

وأضاف “بمراجعة بسيطة للخط الزمني لسير الوقائع في هذا السياق، ابتداءً من استهداف موكب محافظ تعز ثم استهداف معدات شق طريق الكدحة (شريان الوصل بين المدينة والساحل) وما تلاه من حرق للصور واللافتات قبل عيد الأضحى، وصولاً إلى الاعتداء المسلح الأخير الذي نفذه مسلحون منتمون إلى إحدى كتائب المحور ضد فعالية تكريم الفنان عطروش في ملعب الشهداء رابع أيام عيد الأضحى المبارك، يتضح أنها تأتي ترجمة لما ورد في بنود التفاهمات المشار إليها بين الحوثيين وبعض الأجنحة الإخوانية في تعز والتي تتضمن العمل على كل ما من شأنه عرقلة وإفشال أي تقارب بين المقاومة الوطنية ومحور تعز”.

وأشار العوبلي إلى أن هذه الحوادث بقدر ما تمثله من رسائل مزعجة للقوى الوطنية الساعية للتقارب والمتفائلة به، تُعدّ في الوقت ذاته ترجمة عملية من تلك الأجنحة لالتزاماتها التي وردت في وثائق التفاهمات المشار إليها مع جماعة الحوثي.

وتابع “ما لم أجد له تفسيرا هو القبول بمثل هذه الالتزامات من طرف واحد دون أي عوائد أو مقابل من الطرف الحوثي الذي يرفض -رغم كل هذا- فتح معبر واحد للمدينة المحاصرة من جهته”.

وقال العوبلي إن “كل المعطيات الواردة في هذا السياق من تعز تؤكد أن ما يجري ليس حوادث عابرة ولا ردود فعل لحظية، ولا يجب التعاطي معها وفق هذه التقييمات التي تحاول تسطيحها، فالأمر هنا يتطلب دراسة أمنية واستخباراتية مهنية وبحثا معمّقا من قبل الجهات المختصة للوصول إلى المسببات الرئيسية لما جرى وما سيجري إنْ استمر تجاهل هذا الملف”.

محمود الطاهر: التصعيد يأتي في ظل مؤشرات على تناغم بين الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، بهدف إفشال مجلس القيادة الرئاسي
محمود الطاهر: التصعيد يأتي في ظل مؤشرات على تناغم بين الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، بهدف إفشال مجلس القيادة الرئاسي
وعلى صعيد ردود الفعل قال مصدر مسؤول في مكتب رئاسة الجمهورية إن “الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وجه محافظ محافظة تعز ورئيس السلطة المحلية بتشكيل لجنة تحقيق في الأحداث المؤسفة التي رافقت مهرجان العيد بمدينة تعز”. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للحكومة اليمنية عن المصدر قوله إن “التوجيهات الرئاسية تضمنت توقيف المتسببين، وكل من يشتبه في علاقته بإفساد فرحة العيد خلال المهرجان المخصص لتكريم الفنان الكبير محمد محسن عطروش”.

وأشارت الوكالة في خبر آخر إلى قيام العميد طارق صالح مساء السبت بإجراء اتصال هاتفي مع محافظ تعز نبيل شمسان للاطمئنان على صحة الجرحى الذين أُصيبوا جراء اعتداء مسلحين على مهرجان “عيدنا تعز” السادس. ووجّه عضو مجلس القيادة الرئاسي بالإسراع في التحقيق في الحادثة، وملاحقة الجناة وإحالتهم إلى الجهات المختصة والاهتمام بالجرحى ومعالجتهم.

ووفقا لمصادر إعلامية يمنية شرعت اللجنة المكلفة من قبل محافظ محافظة تعز رئيس اللجنة الأمنية، في اجتماعها الأحد بديوان عام المحافظة برئاسة اللواء الركن عبدالكريم الصبري وكيل المحافظة لشؤون الدفاع والأمن، في التحقيق في الحادثة.

ويسعى التيار الإخواني المرتبط بالدوحة إلى تحويل المناطق المحررة من مدينة تعز إلى مساحة لتصدير المواقف المعادية للتحالف العربي وبعض القوى اليمنية المناهضة للإخوان عبر أنشطة وفعاليات سياسية وإعلامية ذات طابع استفزازي، بالتوازي مع إنشاء قوات عسكرية في بعض مناطق تعز المحررة، وفق عقيدة عسكرية وأيديولوجية معادية للتحالف والمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة المشتركة التي يقودها العميد طارق صالح في الساحل الغربي.

وفي تصريح لـ”العرب” فسّر الباحث السياسي اليمني محمود الطاهر التصعيد في تعز ضد العميد طارق صالح وتياره السياسي بأنه “يأتي في ظل مؤشرات على تناغم بين الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، بهدف إفشال مجلس القيادة الرئاسي، من خلال إحداث العديد من الخلافات داخل المكون الرئاسي”.

ولفت الطاهر إلى أن “تسلسل الأحداث في محافظة تعز، بدءًا من تمزيق صور عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، ورفض الفنان محمد محسن عطروش قبول التكريم من القيادية الإخوانية توكل كرمان، وإقامة المهرجان برعاية صالح، يدل على أن هناك روابط مشتركة توضح خلفيات هذا التصعيد”.

وأضاف “تحتاج محافظة تعز إلى تحريرها من العصابات والتشكيلات الخارجة عن إطار القانون، وإثبات قوة القانون، وهذا لن يكون إلا في حال تم القضاء على التشكيلات المسلحة التي لا تسعى للدفاع عن المحافظة، وإنما تعمل وفقًا لأجندات إيرانية وإخوانية مشتركة”.العرب

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى