كتاب عدن

اعادة الجبهة الوطنية الشمالية للجنوب


جمال باهرمز


كان الزعيم الخالد عبدالناصر يرسل السلاح لدعم ثورة أكتوبر إلى تعز الشمالية وبعد ذلك ترسل إلى عدن حملا على الأقدام من قبل الشماليين .

ومن وصل عدن يتم تسجيله في الجبهة الوطنية وينظم لجبهات ثوار الجنوب وبالذات الجبهة القومية .

للاسف استعننا بمكونات من الشمال واهمها الجبهة الوطنية الشمالية .

وكان لقادة وأعضاء هذه الجبهة اهداف ليس من ضمنها استقلال الجنوب العربي ورفاهية شعبه .

بل من ضمن أهداف هذه الجبهة هو بعد نيل الاستقلال تسخير الإمكانيات البشرية والمادية والسياسية في الجنوب لتوجيهها لمحاربة نظام صنعاء تحت شعار تحقيق الوحدة وكان لشعار (بعد عدن صنعاء ) والذي كان يدغدغ احلام قادة الاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة كتوجه أممي وهو الذي حول الثقة و الدعم السياسي السوفيتي من قادة الجنوب إلى قادة الجبهة الوطنية الشمالية .

وهنا استطاع قادة الجبهة الوطنية التخلص من رموز وروساء الجنوب العربي الذين يعارضوا توجهاتهم .

وفي النهاية تنكرت قيادة هذه الجبهة لشعب الجنوب وغدرت به واستعانت بالتخادم مع نظام صنعاء برئاسة عفاش لضرب الجنوب من الداخل سياسيا وقادته إلى باب اليمن.

الان لايجب أن نقع في نفس الغلطة .

فليس من المعقول أن نحتضن مكونات شمالية تعتبر أن قضية تنازع الحوثي على السلطة قضية ثانوية تحل سياسيا.

وان الاهم هو قضية بقاء الوحدة وبالقوة.

وتضمر لشعب الجنوب وقيادته وقواته العداء المبطن بل وكثير منهم يجاهر بمنع فك الارتباط بين الجنوب العربي والشمال ولايعترفوا بقضية الجنوب العربي.

وهذه المكونات متواجده سياسيا وعسكريا وأمنيا في الجنوب وبالذات عاصمته عدن ويستلموا رواتب وامتيازات من ثروات الجنوب ويسيطروا بالذات على قطاع التوظيف المدني .

بينما كثير من أبناء الجنوب في مدنهم وبالذات أبناء العاصمة عدن بدون توظيف أو رواتب ومهمشين مثل ماتم تهميش ابائهم وأجدادهم من قبل نظام دولة الوحدة وبعض مجرمي الجبهة الوطنية قبل الوحدة.

صحيح أن كثير من أبناء قادة وأعضاء الجبهة الوطنية الشمالية انظموا للحراك السلمي الجنوبي وقاتلوا مع المقاومة الجنوبية لفك الارتباط عن الشمال لأنهم لا يعرفوا بلد غير الجنوب والانتماء الوطني له واستشهد وجرح الكثير منهم .

وهم ابطال جنوبيين يملكوا الهوية الجنوبية ولاغيرها.

لكن لانريد أن تتكرر غلطة ابائهم من خلال النازحين الشماليين الجدد الذين وصلوا الجنوب بعد التحرير في ٢٠١٥ م وحتى اللحظة.

لذلك ارجو من القلة القليلة من القادة السياسيين وقادة الموسسات المدنية والأمنية والعسكرية الجنوبيين الذين سهلوا للنازحين الشماليين السيطرة على الوظائف والمناصب المدنية والأمنية والعسكرية في الجنوب أن يعيدوا النظر في هذه الأخطاء .

مالم سيذكر التاريخ أنهم السبب الأول في إعادة الجنوب العربي إلى باب اليمن.

بسبب المصلحة الشخصية أو المناطقية أو الغباء السياسي.

م.جمال باهرمز

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى