صحيفة دولية:نذر تصعيد بين الإخوان وقبائل مأرب
ممارسات قيادات حزب الإصلاح وعناصره بلغت مستوى لم يعد بالإمكان تجاوزه أو الصمت عنه.
مأرب -عدن اوبزيرفر: تسود حالة من التململ في صفوف قبائل محافظة مأرب شمال شرقي العاصمة اليمنية صنعاء على خلفية الاستفزازات المتكررة لحزب التجمع الوطني للإصلاح الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.
وتقول أوساط قبلية في المحافظة إن ممارسات قيادات حزب الإصلاح وعناصره بلغت مستوى لم يعد بالإمكان تجاوزه أو الصمت عنه، وآخرها قيام أفراد من الشرطة التابعين للحزب بقتل أحد أكبر شيوخ القبائل وعدد من مرافقيه في منطقة مفرق حريب، ما أدى إلى مواجهات مسلحة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
ويسيطر حزب الإصلاح على مدينة مأرب وعدد من ضواحيها، فيما يفرض الحوثيون حصارا مشددا على المحافظة التي تعد آخر معقل في الشمال خارج عن سيطرة الجماعة الموالية لإيران.
ويتولى حزب الإصلاح وعلى رأسه المحافظ سلطان العرادة وهو أيضا عضو في مجلس القيادة الرئاسي شؤون المدينة التي يعاني سكانها أوضاعا صعبة جراء الحصار وأيضا نتيجة سوء الإدارة وتفشي الفساد، لاسيما في قطاع الطاقة الذي يستحوذ عليه الحزب الإخواني.
المسلك الذي تنتهجه جماعة الإخوان في مأرب سيقود في نهاية المطاف إلى انتفاضة ضدها
وترى الأوساط القبلية أن استمرار سيطرة حزب الإصلاح على مأرب يعود في جانب كبير منه إلى السياسة التي يعتمدها الحزب والتي تقوم على إضعاف المكون القبلي وتفتيته، مع تصفية الشيوخ المعارضين على غرار ما حصل مؤخرا مع الشيخ القبلي مبارك طالب بن عقار (85 عاما).
وقامت قوات تعرف بأمن الطرقات بقتل الشيخ مبارك طالب في مديرية وادي عبيدة، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات دامية.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى قيام هذه القوات باستحداث حاجز أمني أمام محطة بن جابر القريبة من مفرق حريب، دون التنسيق مع قبائل المنطقة التابعة لمديرية وادي عبيدة.
وقالت مصادر لوسائل إعلام محلية إن الخطوة دفعت بوفد قبلي من آل عقار يترأسه الشيخ مبارك طالب للتوجه إلى النقطة من أجل معرفة الدواعي خلف إنشاء حاجز أمني من العناصر المسلحة المتواجدة في المنطقة.
وأكدت المصادر أن عناصر القوة لم تسمح للوفد القبلي بالحديث معهم حول استحداث النقطة الأمنية، وباشرت بإطلاق الرصاص الحي صوبهم ما أدى إلى مقتل الشيخ مبارك طالب.
وتطورت الأحداث إلى اندلاع اشتباكات عنيفة أعقبت طرد عناصر ما تسمى بأمن الطرقات. وفي محاولة لتبرير مقتل الشيخ الثمانيني زعمت شرطة محافظة مأرب الخاضعة لسيطرة جماعة الإخوان، أن العملية جرت في إطار محاولة تفكيك خلايا حوثية تعمل على زرع العبوات الناسفة في الخط الدولي.
قبائل مأرب تستشعر أنها عالقة بين فكي الإخوان والحوثيين حيث هناك علاقة تخادم بينها واضحة
وقالت المصادر إن التوتر لا يزال يخيم على المنطقة، رغم محاولات الإخوان احتواء الموقف. وأضافت المصادر أن جميع المؤشرات توحي بنذر انتفاضة ضد الوجود الإخواني لكن ما يعطلها حتى الآن هو القلق في صفوف القبائل من إمكانية استغلال الحوثيين للوضع للسيطرة على المدينة.
وقد شن الحوثيون خلال السنوات الأخيرة العديد من العمليات العسكرية في مأرب كان أشدها تلك التي جرت في العام 2020 واستمرت لنحو عامين، تمكنوا خلالها من السيطرة على معظم مساحة المحافظة لكنهم فشلوا في السيطرة على المدينة والوصول إلى المناطق الغنية بالنفط والغاز.
ويرى مراقبون أن قبائل مأرب تستشعر أنها عالقة بين فكي الإخوان والحوثيين حيث هناك علاقة تخادم بينها واضحة، وهذا ما يجعلها تتأنى في أي خطوات تصعيدية.
ويشير المراقبون إلى أن جماعة الإخوان تستغل هذا الموقف، وهي تعمل على زيادة قبضتها من خلال تغذية الصراعات داخل المكون القبلي، على غرار الصراع القائم بين قبيلتي آل فجيح وآل منيف في مديرية الوادي.
ويرى المراقبون أن المسلك الذي تنتهجه جماعة الإخوان في مأرب سيقود في نهاية المطاف إلى انتفاضة ضدها، لافتين إلى أن الأمر لن يكون ببعيد عن ضوء تنامي الغضب القبلي في المدينة ضد هذا الوجود.