كتاب عدن

عيد الاضحى المبارك بين عظمة المناسبة….وعدم تراحم محبيه




نجيب الداعري
ها نحن على موعد مع مناسبة عظيمة تهل علينا خلال اليومين القادمين وهي ذكرى عيد الاضحى المبارك اعادة الله علينا وعلى جميع الامة الاسلامية باليُمن والخير والبركات

عيدنا هذا العام يختلف عن الاعياد السابقة لما تمر به البلاد من نكبات وويلات وازمات وارتفاع صرف العملات وغياب المرتبات فتجد ذالك المواطن بقدر حبه وشغفه لاستقبال هذه المناسبة الغالية الا انه في غرارة نفسه يعيش حالة هستيرية من الغلا الفاحش بداية من الاضحية التي صارت قيمتها تعادل راتب موظف حكومي خدمته عشرين عاماَ اي مبلغ ليس بالقليل عند ذالك المسكين. وقد تكون هذه النقطة ليست بالامر الصعب لان ديننا الحنيف جعلها سنه لمن استطاع ان يضحي

لتاتي بعد الأضحية نكبة شراء ملابس العيد لجميع افراد الاسرة في ظل ارتفاع اسعارها الجنونية لتجد سعر ملابس الاطفال يتخطى الثلاثين الف ريال للفرد الواحد فلو حسب ذالك المواطن المنحوس قيمة ملابس اولادة الاربعة على سبيل المثال .لوجد سعرها يصل وبدون آله حاسبة الى المئة والعشرين الفاً خلاف ملابسه الخاصة به والتي قد تصل قيمتها هي الاخرى الى مافوق الستين او السبعين الف ريال ليكمل حساباته العيدية بضرورة توفير حلويات العيد التي ينتظرها اطفاله بفارق الصبر ليبدى بالحساب اليدوي بعد الاصابع وضرب كل اصبع بعشرة الف ريال لينهي عد اصابع يديه وقدمية دون الوصول الى المبلغ المطلوب والذي يحتاج الى خمس اصابع اخرى تكون رديفه له وبجانبه وقت الحساب كأقل تقدير لكي يصل المبلغ الى الربع مليون ريال وكل ذالك قد يتم. صرفها في يومين او ثلاثة ايام ليعود بعدها الى البحث عن عمل لتجميع مبلغ لسداد دينه الذي صرفه ايام العيد…

هذه الامور قد يجدها البعض حالة عاديه, ولكن البعض الآخر ممن غابت عنهم اعين اصحاب الايادي البيضاء وفاعلي الخير في البذل والعطاء قد تكون مستحيلة, فلا راتب لهم ليقترضون على ضوءه ملابس العيد لاولادهم ولا مصدر دخل آخر يستدينون منه لقضاء حوائجهم العيديه…

قد يمر الجميع هذه الفترة بظروف صعبة من حيث استقبال العيد بفرحه وابتسامة غامرة مثل الاعياد السابقة ولكن مانجده اليوم ومن خلال استماعنا لآراء البعض وجدنا غياب الرحمة التي كانت هي الاهم في عدم السؤال عن المحتاج في هذة الايام المباركات وهي العشر من ذي الحجه هنا غابت الرحمه حقاً
فهل سال بعض ممن فتح الله عليهم انفسهم حال شراءهم لأبناءهم مقتضيات العيد قائلاً ولو نفسه من اين سياتي من لا دخل له ولا راتب بكل ذالك المبلغ لشراء مايحتاجه اطفاله؟؟؟, هنا غابت الرحمه يقيناً
فلو كانت هناك رحمه متبادلة واحساس ايضاً من الذين يسعون في الخير ويبتغون الاجر من الله في ايصال صوت انين الفقراء وصرخات اصحاب الفاقه الى كل ميسور ممن يبحث عن الاجر والثواب ليتحمل. ولو الشيء اليسير من كسوة العيد لعدد من الايتام او ابناء الفقراء والمساكين وبالذات في هذه الفترة العصيبة لكُتبت له الحسنات اضعافاً مضاعفة..

ربما اتت رسالتنا متاخرة نوعاً ما ولكن باب الاجر مفتوح لمن اراد ذالك من اصحاب الايادي البيضاء وفاعلي الخير بتلمس حال الضعفاء في جميع ارجاء المعمورة سواءً بالملبس او المشرب او المأكل او غيرها من الاحتياجات الضرورية لتلك الاسر التي لاحول لها ولا قوة ولا تجد من يتفقد حالها او ينظر اليها اما في ايام العيد او ما بعدها….

فابواب الخير مفتوحه لمن اراد ان يسعى اليها ليبتغي بذالك الفعل الاجر من الله سبحانه وتعالى ليجازيه على عمله للخير ويبدل سيئاته حسنات والله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه المسلم,, ولقوله تعالى وماتقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله

رساله الى كل الميسورين
تفقدوا جيرانكم
واسوا فقراءكم
تراحموا فيما بينكم
اسعدوا ايتامكم
قدموا لآخرتكم
اشتروا دنياكم
تلمسوا هموم المحتاجين
ارحموا الضعفاء والمساكين

لا نطيل عليكم ولكن رسالة واحببنا ان تصل الى كل من يستطيع كفالة يتيم او زرع البسمة على شفاه اطفال المساكين وبالذات في هذه الايام الغالية او مابعدها

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
دمتم في رعاية الله وحفظه

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى