كتاب عدن

تعز ضحية الإعلام المضلل والصراع السياسي المدمر!




ماجد الداعري
خلاصة قناعتي خلال يومين من التجول في كل أنحاء تعز المحررة.

أنها ضحية لصورة نمطية سيئة صنعها الاعلام المضلل مع الأسف، ورسخها اعلاميوها في أذهان العامة لتضليل الرأي العام بحقيقة واقعها الجميل في تفاصيله اليومية المعاشة بعيدا عن عسكرة الحياة وفوضى التسول وابتزاز الدوريات والنقاط الأمنية والحواجز العسكرية حتى على مستوى اهم مؤسساتها ومحيط مساكن مسؤوليها وأولهم محافظها الدكتور نبيل شمسان الذي استغربت من غياب الحواجز والنقاط العسكرية وكتيبة الحراسة وأجهزة العمليات والتفتيش حول منزله الواقع على شارع رئيسي تمر فيه حركة السيارات بشكل طبيعي جدا، رغم نجاته من ثلاث محاولات اغتيال جعلتني اعتقد بتشديد الإجراءات الأمنية حوله، حتى أننا لم نصدق أننا داخلين عليه بالفعل بمقر سكنه، إلا عند رؤيته يقف أمامنا بزاوية المجلس، لأخبره بأن تعز مع الأسف، ضحية إعلام جائر شوه كل جميل فيها وجعلني اتخيل نفسي داخل على غابة فوضى ستدفعني للترحم على حال عدن وبقية المناطق المحررة جنوبا، وليس العكس تماما كما شاهدت وتأسفت على حالنا واقعنا المخجل جنوبا.ورغم التسول الصادم مبكرا الذي باشرنا به، أفراد طقم الحماية الأمنية المرسل من عمليات المحافظة والذي لم يقتنع بأكثر من سبعين الف دفعناها لهم قبيلة منا، كقيمة دبتين بترول وغداء وظلوا يتواصلوا معنا بشكل مخجل لنزيدعم قيمة القات رغم انهم مكلفين بمهمة عمل أمنية رسمية من المحافظ.

لذلك وصلت في يومي الثاني بتعز أن هذه المدينة الجبارة ضحية لأنانية مفرطة أيضا من كبار نخبها السياسية وقادتها العسكريين الغارقين في شللية صراع عقيم على مصالحهم الحزبية المفرطة على حساب مصالح أهلهم وسمعة مدينتهم الجميلة بكل مافيها موارد وإمكانيات مختلفة وكوادر نوعية وبيئة جمالية لا تكاملية لا يمكن وصفها في منشور فسبكي ولا حتى منشورات أو سلسلة مقالات.

والمؤسف أكثر أن الصورة النمطية المشوهة عن واقع المدينة الجميل، يعيق اي جهود تنموية حكومية فيها، ويتسبب بعزلها عن محيطها وضياع فرصها في مساعدات المنح والمشاريع التنموية الحكومية والمعتمدة من التحالف أو برامج الاعمار والأنشطة الإغاثية وغيرها وبالتالي تحرم مواطنيها من الخدمات وحقهم في العيش وخدمات ومشاريع الدولة التي تحرمهم حتى اليوم من نصيبهم بمنح النفط السعودية موازنات الكهرباء وحصص مشتقات النفط الحكومية، باعتبارهم من البيت الحكومي وداخل، كما يقال،وتعطى حصصهم لغيرهم بإستثناء بعض مشاريع الطرق التي يكون خلفها مصالح شخصية لهوامير التنفيذ أو المقاولات وغيرها وعلى اعتبار أن أغلب مشاريع تمنيتها اليوم، معتمدة على منح خارجية ومساعدات من صناديق ومؤسسات دولية ومنظمات أممية، وتساهم الصورة الإعلامية المشوهة والمغلوطة في حرمانها من الكثير من تلك الفرص التنموية المستحقة لها بحكم الكثافة السكانية الأكبر باليمن اليوم.

فمتى تخرج الصورة الإعلامية الحقيقة لتعز اليوم إلى العالم؟!

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى