ندوب الاعتقال تلاحق الصحافيين اليمنيين المحررين من سجون الحوثي
صنعاء -عدن اوبزيرفر: أعرب نائب وزير الإعلام اليمني حسين باسليم عن الاهتمام بتقديم الدعم اللازم للصحافيين المحررين من سجون الحوثيين، والعمل على إنهاء معاناتهم، ومواصلة العمل على تحرير باقي الصحافيين المعتقلين في سجون الميليشيات الحوثية.
وفي أبريل الماضي تم الإفراج عن الصحافيين اليمنيين الأربعة عبدالخالق عمران وتوفيق المنصوري وحارث حميد وأكرم الوليدي، في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة التي تمت بين الحكومة والحوثيين.
وتعرض الصحافيون المفرج عنهم لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي في السجون الحوثية خلال السنوات الثماني الماضية، وقد تم إصدار أوامر الإعدام بحقهم ما مثّل صدمة لهم ولأسرهم، وترك آثارا نفسية عليهم حتى بعد خروجهم من المعتقل.
ويحتاج الصحافيون إلى اهتمام ورعاية على الصعيد الاجتماعي والنفسي لتجاوز التجربة الصعبة التي مروا بها، إلى جانب توفير فرص عمل لائقة، ورعاية صحية فائقة لمن تعرض منهم لإصابات خطيرة بسبب التعذيب.
وأشار باسليم خلال لقائه الثلاثاء بالصحافيين المحررين إلى أن الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية ضد الصحافة والصحافيين والمباني والمؤسسات الإعلامية، لم تحدث في تاريخ السلطة الرابعة في العالم واليمن على وجه الخصوص.
وتحدث الصحافيون الأربعة خلال جلسة استماع سابقة نظمتها نقابة الصحافيين اليمنيين عن رحلتهم للبحث عن الحرية منذ أن اختطفتهم الميليشيات الحوثية من أحد فنادق العاصمة اليمنية صنعاء عام 2015، وحفلات التعذيب التي طالتهم بداية من عملية الاختطاف وما رافقها من اعتداء عليهم بأعقاب البنادق واقتيادهم إلى أحد السجون، ثم استخدامهم دروعاً بشرية في معسكرات الجماعة، واصفين ما تعرضوا له خلال سنوات الإخفاء والتنقل بين المعتقلات من تعذيب وحشي، واعتداءات بالضرب بالحديد، وكذلك التعليق والصعق الكهربائي، وغيرها من أدوات التعذيب.
وقال توفيق المنصوري، إنه تعرض للتعذيب في 20 أغسطس 2022 على يد القيادي الحوثي عبدالقادر المرتضى شخصياً، مشيراً إلى تعرضه لشج في مقدمة الرأس بسبب التعذيب، التي لا تزال آثاره باقية إلى اليوم، واصفاً المرتضى بأنه “مدمن تعذيب”.
كما أوضح عبدالله المنصوري (شقيق توفيق) أن الفحوصات الأولية التي أجريت لشقيقه “تبين أن هناك مضاعفات خطرة في مختلف مراكز الدماغ وضموراً شديداً ونزيفاً مزمناً في الدماغ نتيجة لتلك الضربة”.
وتابع عمران، إن الحوثيين أخرجوهم في أحد الأيام وهددوهم بالتصفية في ساحة التحرير إذا لم يتم إخراج أربعة من الأسرى الذين في قبضة قوات دعم الشرعية، متابعاً “بعد أن تم إعدام أصحاب الحديدة، تم إجبارنا على الاتصال بنقابة الصحافيين، ولجنة الأسرى والمعتقلين، وغيرهم كثير”.
من جهته، أشار الصحافي حارث حميد إلى أن التعذيب الذي تعرضوا له في سجون الحوثيين “لا يوصف من بشاعته ووحشيته”، وكذلك عدم مراعاة الحالة الصحية المتردية لمن يتم تعذيبهم، أو توفير العلاج لهم.
أما الصحافي أكرم الوليدي فقد أكد أنهم تعرضوا لتعذيب ممنهج، مشيراً إلى أن الحرمان من الأدوية والعلاج أدى إلى تفاقم معاناتهم مع اكثير من الأمراض التي أصيبوا بها في السجون. ولفت إلى أن كل المقتنيات التي كانت بحوزتهم نهبها الحوثيون، وكذلك الحوالات المالية التي كانت ترسل لهم من أهاليهم “استحوذ عليها مشرفو الجماعة في إدارة السجون”.
وفي وقت سابق، نفى رئيس لجنة أسرى الحوثيين عبدالقادر المرتضى تورطه في جريمة تعذيب الصحافي توفيق المنصوري، وكتب تغريدة على تويتر بأنه لم يلتقِ به في السجن أبداً، و”لم يعرف صورته إلا في الإعلام بعد خروجه “أنا مسؤول عن المفاوضات ولست محققاً أو سجانا”.
لكن صحافيين يمنيين اعتبروا أن تصريحات القيادي الحوثي وإنكاره جريمة التعذيب وزعمه عدم معرفة الصحافي المنصوري، تأكيد على تورطه في الجريمة، لأن توفيق أحد الصحافيين الذين حكمت عليهم الجماعة الحوثية بالإعدام، كما أنه سجين منذ ثمانية أعوام، وتصدرت قضيته ورفاقه وسائل الإعلام المحلية والدولية.العرب