غير مصنف

من ثقافة الصراع الى ثقافة الحوار



محمد عبدالله الموس
بداية، نرفع القبعات احتراما للفريق الذي ادار الحوار الجنوبي بقيادة المايسترو الصبور د صالح الحاج وزملاءه، فردا فردا، لما تميزوا به من النفس الطويل حتى في مواجهة الانتقاد الصلف الذي تعرضوا له، ونأمل ان لا يتوقف دورهم بانعقاد اللقاء التشاوري الجنوبي الاول.

وتحية للإرادة السياسية التي ساندتهم، من اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وكل قيادة المجلس الى كل الطيف الجنوبي، قوى سياسية وشخصيات.

مثل اللقاء التشاوري الاول الذي شهدته العاصمة عدن خلال الفترة (4 – 8 مايو 2023) ثمرة اولى من ثمار الحوار الجنوبي, ومحطة متقدمة اخرى على طريق الشراكة الجنوبية على قاعدة ان الجنوب لكل وبكل أبناءه.

شهدت قاعة التشاور الجنوبي ولادة وثائق تؤسس للعمل السياسي الجنوبي الجمعي خلال الفترة القادمة منذ يوم الغد حتى الوصول بالجنوب الى بر الامان، من وثيقة ادارة الوضع الراهن الى آليات وشروط التفاوض وصولا الى الميثاق الوطني وأسس بناء الدولة.

تناقشنا حول المفاهيم وصرخنا في وجوه بعضنا وتباينت رؤانا، لكنا وصلنا الى كلمة سواء ووضعنا توقيعاتنا على نتائج عملنا وتعانقنا فرحا بنجاح وحدة كلمتنا، وابقينا الباب مواربا لمن لم يشاركنا في التشاور الجنوبي الاول.

لا ينكر احد في ان ثقافة الصراع التي عصفت بالجنوب منذ ما قبل الاستقلال الاول في 1967م حتى الامس القريب قد فعلت فعلها في الذهنية الجنوبية وتحولت الى (وتد) ربط البعض نفسه بهذا الوتد ولا يريد مغادرة مربع ثقافة الصراع ذاك.

واقع الحال ان الشارع الجنوبي سئم من ثقافة الصراع تلك، التي التهمت خيرة الرجال وابعدت العقول الجنوبية عن لعب دورها وحرمت الجنوب من التراكم (في المعرفة والثروة) اللازمتين لنهوض ونمو الشعوب والاوطان.

التشاور الجنوبي هو طوق نجاة للجنوب وأبناءه، وعلينا جميعا ان نتشبث بهذا الطوق للخروج من ثقافة الصراع الى ثقافة الحوار وتبادل المصالح، الا هل بلغنا؟ اللهم فاشهد.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى