كتاب عدن

بشأن اللقاء التشاوري جنوبًا..


نشوان العثماني
أريد فنجان شاي محلكد (مش رمز لأي معنى آخر إنما شاي محلكد كما يعنيه الشاي فقط) لحتى أكتب مقالًا.
فيمَ تكتب؟
في الإجابة عن سؤالين:
– لماذا تفاعلت بشدة مع اللقاء التشاوري جنوبًا؟
– ومن هو عيدروس الزُّبيدي كما يعنيه شخصه وتاريخه النضالي؟ (ومع ذلك هذا ليس تمجيدًا للفرد.. عندما أقول شعرًا في الصبيحي والزبيدي فهذا ليس تمجيدًا للفرد.. هذا رأيي المعلن وموقفي..)

نتفق أو نختلف، ثمة لغة أخرى، خطاب أفضل في دعم هذا الحراك السياسي الـ بدأ يتبلور ويتنظم ويستوعب معنى التنوع والحوار.
ننتقد غياب الحوار، فإذ يحضر لماذا نسكت؟
ولو عند مستوى معين، لماذا لا ندعمه؟
ولو لم يكتمل بعد، لماذا لا ندفع بهذا المستوى قُدمًا؟
المسألة لا تخص الانتقالي، ولا شخص رئيسه.
المسألة تخص الوحدة الداخلية جنوبًا.
فإذن، ثمة فرصة لتحقيق تقدم سياسي يجب أن يُدعم.
لا أنظر لـ الزبيدي على أنه خاص بالانتقالي.
شخصية جديدة يفخر الجنوب أن يقدمها عند هذا المستوى.
الرجل لم يأتِ من عائلة حاكمة، ولا من فندق سبعة نجوم في تخوم الأطلسي.
كان يعمل بصمت. تراكمه خلال عقدين ماضيين وأكثر، يقدمه ورفاقه أنهم عملوا شيئًا ما.
كانوا يعملون.
والأثر في سجله أنه لم يرتبط بأي من الصراعات الماضية.
وبأي من دورات العنف لم يكن موجودًا.
سجله كإنسان أولًا يخول هذا الموقف أن نقول فيه التأييد والإعجاب.
على أن المسألة تتعلق أيضًا بعديد شخصيات ظهرت مؤخرًا، خاصة الشابة منها، التي نستطيع القول معها: ها هو التحول يحدث.
الطريق صعب،
لكن العمل لا يتوقف.
قد يجف النهر،
لكن السماء تمطر.
هذا السيل يخيف المزارعين،
لكن الحكمة القديمة تقول: يمكن تصريف المياه وتخزينها.

لا أنظر لثنائية الوحدة أو الانفصال/فك الارتباط.
هذا لا يعني شيئًا، بل لا قيمة لأي منهما.
الشعارات زائفة.

يعني لي شيء واحد: الجنوب أولًا يجب أن يتماسك من الداخل وأن يمضي قُدمًا.
عمق المعادلة اليمنية الكبرى هو الحنوب.
هذا الجنوب الذي مهما كان اتفاقنا أو اختلافنا بشأنه/هويته تحديدًا (فهو لديّ جمهورية اليمن الجنوبية لا الجنوب العربي)، إلا أنه معنى الوطن والقضية والحق والإنصاف أولًا.

لدينا قضية جنوبية لا يفترض أن تهم الجنوب وحده،
بل الجنوب والشمال والإقليم، والعالم أيضًا.
(ولا يجب أن تتشتت القوى والمكونات الجنوبية بشأنها..)

هناك أخطاء فادحة جنوبًا. نعم. سجل الانتقالي ليس نظيفًا. نعم. لكن هذه الأخطاء ترافق البدايات دائمًا.
هل يوجد نضال بدون أخطاء؟
لا.
ليس تبريرًا، لكن هكذا المعادلة إذ تحدث الأخطاء كل مرة.
وإذ ننقدها دون مهادنة، نشد على يد الانتقالي في الوقت نفسه أن يتخطاها، أن يقوّم هذا المسار ويمضي قُدمًا.

الجنوب كله يحتفي بالتجربة التي ستنجح.
لا بد أن تنجح.
لم يحضر الجميع هذه المرة.
في المرة القادمة سيحضرون.
وسينتصر الجميع لمعنى أن نكون مع قيمة الحوار والإنصاف ولم الشمل والتماسك والوحدة السياسية بكل معناها، فإن لم تكن أولًا داخل الجنوب فهي لن تكون.

الجنوب ليس عدن، ليس لحج، ليس الضالع، ليس أبين، ليس شبوة، ليس حضرموت، ليس المهرة وبالطبع ليس سقطرى، كما أن الشمال أيضًا ليس صعدة أو صنعاء أو تعز أو مأرب أو تهامة.
الجنوب هو الجنوب، ثمان محافظات على مساحة تفوق مساحة إيطاليا.

ومن لا ينتصر لعدالة هذه القضية وإنصافها والدفع قُدمًا وكل مرة بكل الجهود لأجلها، فهو لن يعرف الانتصار لأي قضية أخرى.
ومن لا يفرح لأي حوار جنوبي جنوبي (ولأيّ حوار [سياسي وغير سياسي] إجمالًا) فهو لن يجيد الفرح حتى لعيد ميلاد حبيبته.

هأنذا تقريبًا كتبت ما وددت كتابته بدون أي محلكد..!
لكن هذه التي في الصورة قهوة!!
هل قلتُ شيئًا؟
ربنا ما خلقت هذا باطلًا، سبحانك.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى