كتاب عدن

حتى لا يضيع شبابنا



🖋️صقر أحمد محمد حسن

شدني مقال كُتب بقلم الاخت/ شيماء بن عثمان بعوان جيل بلا هوية وطنية مشتركة أستسقيته من موقع المركز اليمني للسياسات وتحدثت في عن
مشكلة الشباب اليمني التي باتت على وجه الخصوص اليوم أم القضايا بل الشغل الشاغل للدولة والمجتمع ومؤسسات المجتمع اليمني برمته ، خصوصاً وأن التخلف الإجتماعي أفرز جملة أمور خطيرة ،منها مشكلة الشباب ونعني بذلك مشكلاته الإجتماعية ، ظروف عمله أوقات راحته وفراغه وإرتباطاته بالأسرة والمجتمع ومستوى وعيه الإجتماعي وكذا مستوى إستيعابه للعلم والثقافة الوطنية والعربية وخوفه من المستقبل وضمان العيش وأمنه وإستقراره .

بل لعل مشكلة جنوح الأحداث والمصابين بالعلل الإجتماعية والمتمردين والمعوزين من الشباب ،أصبحت تشمل عبئاً واسعاً على المجتمع المفتقر إلى إدارة إجتماعية حكيمة تستطيع بحكم مقدرتها وإمكانياتها المختلفة أن تحول هؤلاء الشباب إلى قدرات جديدة ، بل الأخطر من ذلك هو جمود القولبة الإجتماعية التي قد يواجهها شبابنا مما سيؤدي إلى تباينات بين فئات المجتمع وعناصر المجتمع الشبابي الذي له خطره الشديد على الوحدة الإجتماعية وتماسكها .

مثل هذه المشكلات لا يمكن معالجتها بتقديم الدراسات والتقارير المجردة، إنما يجب أن تتم بواسطة العمل الجاد المستمر والملتزم وبطريق المؤسسات والهيئات المعنية المدركة التي تتولى التخطيط والتنفيذ بشكل مترابط ومتكامل ويجب الإسراع إلى إستكمال أعلى المستوى من الأجهزة المتخصصة والمؤمنة لمواجهة هذه المشكلات والمؤثرات الخطيرة التي تمتص بصورة مؤلمة قوى الشباب وعلى وجه الخصوص ثقافتهم لتبددها في إتجاهات ومجالات كثيرة تحمل معها مضاعفات خطرة على مجموع الكيان الإجتماعي في بلادنا .

وهناك مشكلات يعاني منها بعض فئات الشباب التي لا تزال تعيش في ضياع وفراغ قاتل بتعطيل طاقات ومواهب لا يستفيد منها المجتمع ولا توظف في التنمية وأتضح أن مصدر هذا الإشكال هو الجهل القاتل الذي يعاني منه شبابنا الذي يعطل قواهم المبدع عن العمل إلى جانب ضعف التخطيط العلمي المتماسك للإرتقاء بالمستويات الثقافية والتعليمية والتربوية المستمدة من حاجات الشباب ومتطلبات المجتمع .

ولذلك نرى أن الأسباب التي أسهمت في ضياع الشباب تبدأ من رسالة المدرسة فهذه الرسالة يجب أن لا تقتصر على تلقين المعرفة المجردة وإنما يجب أن تتعداها إلى إخضاع هذه المعرفة بضرورات العصر الذي يعيشه الطلاب ،كما أن الرسالة الحقيقية للمدرسة تكمن في إعتبارها أداة فنية فاعلة لبلوغ أهداف مركبة في إطار حس إجتماعي وثقافي ينتصر للمحرومين من جهة ويهدف إلى تحقيق أكثر المطالب الحيوية في تحقيق الإستقرار الشامل من جهة أخرى، ولذلك تحترم القيمة الإنتاجية وتجند قدراتها في مساعدة الشباب على تحقيق مطالبه المشروعة ،وهذا لا يتأتى إلا من خلال الرعاية الإجتماعية ..إذ أن من المؤسف أن الكثير من المدارس الأساسية والثانوية في بلادنا لا توجد فيها ساحات لممارسة الأنشطة ولا يتوفر للكادر التدريسي المختص في مجال النشاط الرياضي والفني والموسيقي الذي يكاد يخلو من الجدول المدرسي في بعض المدارس وأخص بالذكر مادتي الرياضة البدنية والفنية الموسيقية .

وفي ضوء هذا الإشكال نرى بالضرورة إلى إعادة الأذهان إلى دور فاعلية الشباب والأسر كأخطر نشيج إجتماعي ينبغي أن تبذل اهتماماً خاصاً وعالياً في ميدان الرعاية الشاملة يمكن تحديد هذه الرعاية التي لابد أن تكن ثقافية تشبع حاجة الأسرة المختلفة فضلاً عن عملٍ دائب متعدد الوجوه لحمايتها من الإنحراف ولابد أن يتم هذا التعاون في الأجهزة المتخصصة في الدولة والمنظمات الإجتماعية والأهلية ذات الصلة بين أفراد الأسرة أنفسهم الذين لابد من تأهيلهم تأهيلاً سليماً و متكاملاً بهذه المهام .

ولذلك بات من الواضح أن المرء يلمس أسباب ضياع الشباب التي تكمن في شحة الملاعب والمكتبات العامة المفتوحة والبناء العشوائي الذي يتم على حساب بناء المؤسسات الشبابية .

ناهيك عن غياب المسارح والمؤسسات الثقافية الأخرى في ظل غياب أصحاب الشأن وغياب الإهتمام بالشباب وتوخي المعرفة العلمية و كأن الامر لا يهمهم ،لكن ظل الامل يشدونا من خلال التعويل على طاقات الشباب وقدراتهم والدور الكبير الذي يقع على عاتق الدولة ومؤسساتها تجاه رعاية الشباب الذين إذ لم تحسن رعايتهم سيتحولون قطعاً إلى قمبلة موقوته تدمر الشباب والمجتمع والإنسان

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى