ادب وثقافة

برسم الإستفهام



تُسائلني نفسي : من سرق منّا ذاك الشّعور الثّمين ببهجة الأشياء ؟ ينزع عن قسمات الفرح لهفة الإنتشاء ، يعرّي ثغور البِشْر من بريق البسمات يكسرنا عند مفترق دمعة تفيض بالأشجان يلقي بنا على سفح جبل الصّقيع يتهاوى جليد جذلنا في مهبّ الريح يمطرنا بوابل اللامبالاة يُفقدنا قيمة الإحساس بجماليات الحاجات وروعة النّعماء. من ذا الذي يمارس خطفنا إلى أحضان الكوابيس يستثمرنا الخمول ويحتوينا القلق والخذلان؟ دائبٌ يفقأ عيون أحلامنا المتعطّشة للحياة . من يدفع بنا إلى شفير الجنون تُراق صعقة ابتهاجنا بخنجر القنوط ؟ من أتلف كبد الإنشراح وزغردات السرور عن وجنات الهناءة؟ يسلّم قلوبنا لمعتقل الجراح تنهش جذوة المرح يقتل بدم بارد نكهة المشاعر الرهيفة يستحوذ على انشراح صدورنا فتتخبّط كالطّير المذبوح من الألم يعطّل مقوّمات الإرتياح يسبينا إلى مستنقعات العقم الفريد ، من كسر شوكة الإغتباط بشلّ عموده الفقري حتى بتنا مجسّمات بلا حياة وضمائر مستترة غارقة في خضم الغموم ؟ يحفر قبور حبورنا جلّادو الموت الرخيص بسفالة الإنتصار فيضيّق الخناق على رقاب البشاشة بسلخ جلود النشوة عن وجه النّعيم فيحرمنا الإستمتاع بمباهج حقوقنا المشروعة في هستيريا الفرح .

جميلة مزرعاني

ريحانة جنوب لبنان

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى