شؤون محلية

الداعري يكشف كيف تم أسر الوزير محمود الصبيحي ورفيقيه ناصر منصور وفيصل رجب، قرب جسر الحسيني بلحج؟

الداعري يكشف كيف تم أسر الوزيرمحمود الصبيحي ورفيقيه ناصر منصور وفيصل رجب، قرب جسر الحسيني بلحج؟

عدن اوبزيرفر:أتشرف بإنجاز أول ملف صحفي موثق بصور ميدانية وروايات شخصية لأولاد وأقارب وقادة عسكريين وزملاء لوزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، معززة أيضا بسرد ميداني لما حصل، كما يرويها حارس شخصي كان معه حتى آخر طلقة قبل الأسر ولكنه نجا من آسريه بأعجوبة
وجميعهم يكشفون تفاصيل لم تنشر إعلاميا من قبل، حول واقعة أسر الوزير الصبيحي ورفيقيه ناصر منصور وفيصل رجب، قرب جسر الحسيني بلحج بمارس ٢٠١٥م..
هنا.. وهكذا أسر الوزير الصبيحي ورفيقيه!
على رمال هذه الصحاري الترابية الواقعة قرب جسر بساتين الحسيني اللحجية الشهيرة،أسر اللواء محمود أحمد سالم الصبيحي وزير الدفاع ورفيقا نضاله البطولي اللواء ناصر منصور هادي واللواء فيصل رجب قائد اللواء 19 مدرع، صبيحة ال25 من مارس عام 2015 بعد لحظات قليلة على لقاء ثلاثي عابر جمعهما على بعد خطوات قليلة من النقطة الرئيسية لمحافظة لحج، بعد ان وصلها الوزير الصبيحي على رأس قوة حمايته الشخصية المعتادة وترجل من سيارته للقاء باللواء فيصل رجب، تزامناً مع وصول اللواء ناصر منصور هادي،الشقيق الأكبر للرئيس عبدربه منصور هادي ومرافقيه من جهة طريق مناصرة لحج شرقاً،وانضمامه إلى ذلك اللقاء المستعجل على جانبي الطريق الاسفلتي الرئيسي (عدن- تعز- صنعاء)العابر وسط رمال متحركة..
ملف صحفي حصري
ماجد الداعري
انتشر العشرات من مرافقي القيادات العسكرية وتوزعوا في محيط أرجاء مكان رملي مفتوح تحسبا لأي طارئ أمني قد يحدث للقادة الثلاثة، رغم اطمئنان الجميع حينها الى أن الزحف الانقلابي المليشياوي نحو العاصمة عدن، مايزال بعيداً عن هذا المكان المحاط لحظتها بمؤامرة كبرى تجاوزت حدود التفكير العسكري المحنك لدى اللواء الصبيحي، وتجاوزت أبعاد اليقظة الأمنية لدى رفيقيه ناصر ورجب..ولذلك كانت الصدمة المؤلمة الناجمة عن كمين محكم نصب للجميع وبدأ باطلاق وابل من النار فجأة نحو الجميع ومن خلف ظهورهم لتتوالى بعدها فصول خيانة وطنية كبرى غير مسبوقة في التاريخ العسكري اليمني والجنوبي على وجه الخصوص،وكماوصف العميد محمد عبدالله الشامبا قائد اللواء 15 مدرع سابقا واقعة أسرهم ،التي وصفتها مصادر سياسية بالمستغربة والمسكونة بالغموض نتيجة التجاهل الرسمي المثير للجدل من قبل الحكومة الشرعية ورئاسة الجمهورية التي لم تكلف نفسها يوما،حتى باصدار بيان تضامني مع أولئك القادة الأسرى أوحتى توجيه وسائل الاعلام الحكومية للتفاعل الايجابي مع أوسع حملة تضامن شعبية مستمرة ومتفاعلة مع تلك القيادات العسكرية البارزة القابعة للعام الثاني في زوايا معتقلات الأسر المليشياوي للانقلابيين ولم تكلف نفسها حتى اليوم،أي جهد انساني يذكر في تقديم عرض لتبادل الاسرى مع الانقلابيين يضمن الافراج عنهم بعد فشل كل القرارات الأممية والمطالبات الدولية الصريحة بخصوص ذلك.وفق تأكيد المصادر.
#الشامبا:الصبيحي قائدا عسكريا محنكاً لايتكرر وتعرض المؤامرة!
أشاد العميد محمد عبدالله الشامبا،قائد لواء سابق وأحد ابرز مرافقي الوزير الصبيحي في العديد من المعارك،بالكفاءة والوطنية والشجاعه التي يمتاز بها اللواء محمود الصبيحي الذي قال أنه يعرفه حق المعرفة ويتشرف بانه كان أحد أبرز القادة المرافقين به في الكثير من المعارك والتحركات العسكرية وخاصة بأبين خلال الحرب على القاعدة وماتلاها من تحديات.معبرا عن حزنه وصدمته بذلك النبأ الذي وصله عن أسر رفيقه اللواء محمود الصبيحي ومن معه من قيادات، رغم تأكيده أن ذلك أمرا طبيعيا وخيارا مطروحا في اي حروب.
وأكد الشامبا في تصريح لـ”أخبار حضرموت” أن عملية الأسر تمت بعد الالتفاف التآمري المباغت للحوثيين من جهة مصنع البردين وحتى وصولهم لمكان الأسر.مؤكدا ان الصبيحي قائدا عسكريا محنكا واستثنائيا لايتكرر.
#ماقبل الأسر بلحظات!
قبل لحظات من واقعة الأسر التآمرية المفاجئة، أعطى وزير الدفاع توجيهاته العسكرية لمن حوله بالتفرق وتدبير أمور نجاتهم بأنفسهم،وخاصة بعد نفاذ الطلقة الأخيرة من سلاحه وكل من حوله في تلك المواجهة الشرسة التي سبقت نجاح العدو في تعزيز كمينه بسرعة الالتفاف المخادع على المكان والانتشار على مساحات واسعة وبأعداد كبيرة تتجاوز قوام الكتيبتين المعززتين بمختلف اسلحة القتال الرشاشة والمتوسطة ،قبل أن تبدأ مواجهة مباشرة مع مرافقي القادة،استمرت زهاء ربع ساعة، تمكن بعدها الأوغاد من الايقاع بثلاثي القيادة العسكرية الجنوبية الممثلة بالصبيحي ومنصور ورجب،بعد أن نفذت منهم ومرافقيهم آخر طلقات نارية كانت بحوزتهم ،واستحال عليهم جميعا حينها، الحصول على أي إمداد عسكري بالذخيرة أو تعزيزات، تمكنهم من الصمود والمواجهة مزيدا من الزمن.وفقا لتأكيد الحارس الشخصي للوزير عبدالله أحمد سعيد الصبيحي الذي أكد أنه رأى اصابة العميد فيصل رجب في تلك الاشتباكات ومن شهامة ومواقف وزير الدفاع أنه وقف الى جانبه في محاولة لاسعافه ورفض أي محاولة للانسحاب وتركه يعاني في ارض المعركة.
#معركة غير متكافئة ولا متوقعة
سيطرت لغة الرصاص بضع دقائق على أجواء المكان المفتوح الذي شهد واقعة أسر وزير الدفاع ورفيقيه، بعد أن عم رعب الاقتتال كل أرجاء المكان وقلوب من كانوا فيه،حسب تأكيد المرافق الشخصي للوزير الصبيحي ، وقبل أن تنتهي تلك الامور المربكة،إلى عملية الأسر ومعهم جريحين من مرافقي اللواء الصبيحي كان أحدهم ينزف دمه بغزارة واقتيد قبلهم بلحظات نحو قاعدة العند،بعد أن تأكد من وقوع القادة الثلاث الأبطال فجأة في شباك الأسر المحير لدى الانقلابيين،وعلى غفلة من زمن الحكومة الشرعية بعدن، ووفقا لخطة تآمرية محكمة يصعب حصر أبطالها أو تسمية المتواطئين والمتورطين فيها,لتبقى عشرات الأسئلة معلقة في اعماق القهر تبحث عن مجيب حول كيفية التقدم المباغت يومها لقوات العدو الحوثيعفاشي وتجاوزها بساتين الحسيني بتلك السرعة ودون معرفة أحد من قيادة الدولة أو تلقيها بلاغا أمنيا يفيد عن تلك التحركات العلنية المعززة بأنواع مختلفة من الأسلحة الرشاشة والمدفعية المحمولة على متن عدة مدرعات وأطقم عسكرية بهدف تنفيذ تلك الخطة الجهنمية بحق القادة الثلاثة.
لم تكن معركة الأسر المفاجئة،معركة متكافئة أوحتى متوقعة من قبل القادة الأسرى في أقبية المصير الانقلابي المجهول للعام الثاني على التوالي.كونها بدأت بهجوم مباغت استهدف انهاء لقاء عابر كان يجمع لحظتها الوزير الصبيحي بمنصور ورجب، على عجالة جانبي الطريق الرئيسي الواصل بين عدن وقاعدة العند الجوية التي كانت قبلة توجههم لاستكمال عملية ترتيب الاوضاع العسكرية وتفقد القوات المرابطة في المواقع والمعسكرات المنتشرة على تخوم مناطق التماس الحدودية مع جحافل المليشيات الانقلابية المتجهة مجدداً،بكل قوى حقدها،وجنون أطماعها،نحو استعادة احتلالها العسكري للعاصمة عدن :
#القائد الداعري:نشعر بالمهانة والنقص في الجيش الوطني اذا لم يتحرر وزير الدفاع
وبدوره أشاد العميد الركن/ محسن محمد حسين الداعري قائد اللواء14 مدرع،حرس جمهوري سابقا بمأرب بحنكة وكفاءة ووطنية اللواء الركن محمود أحمد سالم الصبيحي وزير الدفاع،وأكد أنه أسر،بعد أن قام بواجبه الوطني دفاعا عن الوطن والشعب وشرفه العسكري، وقاتل في ميدان الشرف والبطولة حتى أسر، وأكد القائد الداعري،في حديثه لـ(أخبار حضرموت) إلى أن كل منتسبي وحدات الجيش الوطني يشعرون اليوم بالمهانة والنقص إذا لم يتم تحرير وزير الدفاع الذي قاتل وقاتل بكل مالديه من سجايا وروح وطنية ورغم تعرضه للخذلان من الجميع وتوجه الى صنعاء في وقت كان فيه الانقلابيون قد احكموا قبضتهم بشكل شبه تام على العاصمة وأوعزوا الى القوات والوحدات العسكرية الأخرى بوضع اسلحتهم والاستسلام وعدم القتال، في الوقت الذي كان فيه وزير الدفاع يجول ويصول بين المناطق العسكرية وخاصة المنطقتين الثالثة والرابعة التي كان الانقلابيون قد وصلوا يومها الى اطرافهما.مشيرا الى ان الاسر نتيجة محتملة وطبيعية في الحروب.وعبر الداعري عن استغرابه من السوابق الغير انسانية للانقلابيين في التعامل مع الاسرى واخفائهم عن أسرهم الى درجة عدم معرفتهم هل مازالوا على قيد الحياة أم لا، معتبرا ان ذلك التعامل الغير انساني ينتهك القوانين الدولية ويخالف كل الاعراف والقيم الانسانية.
وأشار القائد الداعري- الذي مايزال يتلقى العلاج جرء اصابته بطلق ناري خلال قيادته للقوات الشرعية بجبهة صرواح مأرب- إلى أن اللواء الصبيحي معروف بكفاءته وشجاعته ووطنيته وتاريخه العسكري النظيف والمشرف وأن عملية أسره لم تتم إلا بعد ان تعرض ورفيقيه اللواء ناصر منصور هادي واللواء فيصل رجب لخذلان من الجميع وتركهم وحيدون في ارض المعركة، واستنفاذهم كل مابحوزتهم من ذخيرة وكانت عملية الأسر نتيجة طبيعية متوقعة كخيارات واردة ومتوقعة خلال الحروب.
معبرا عن امتعاضه من تخاذل المجتمع الدولي في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية،وخاصة مايطالب منها بالافراج عن وزير الدفاع اللواء الصبيحي ورفاقه الأسرى،وبينما شدد العميد الداعري، على ضرورة احترام الارادة الدولية وقرارات مجلس الامن وتطبيق القرار 2216،أكد على أهمية الزيارة الهامة التي قام بها وزير الدفاع الى المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب التي قال أن قوات الجيش الوطني تمكنت بفعل توجيهاته العسكرية السديدة يومها، من حماية مأرب من المليشيات الانقلابية ومنع تواجدها او وصولها الى المدينة وتم طردها ومالحقتها الى آخر قمم ومرتفعات صرواح وتلقينهم هزائم وخسائر كبيرة.معبرا عن امنيته بقرب الحرية للوزير ورفاقه الذين دافعوا على شرفهم العسكري وقاموا بواجباتهم الوطنية المنوطة بهم على أكمل وجه.
الوزير الصبيحي يظهر لأول مرة جوار الرئيس هادي بعدن ولكن!
صبيحة يوم لأربعاء الموافق الـ11 من مارس 2015 ظهر وزير الدفاع محمود الصبيحي الى جوار الرئيس هادي لاول مرة في عدن بعد ثلاثة أيام على تمكنه من مغادرة صنعاء عبر مأرب،والتخلص من قبضة الاقامة الجبرية التي فرضتها المليشيات الانقلابية على مقر اقامته وغالبية زملائه الوزراء ومسؤولي حكومة الكفاءآت الوطنية يومها برئاسة المهندس خالد بحاح نائب الرئيس السابق.
ورغم أن ظهور الوزير الصبيحي جوار الرئيس هادي بعدن،يومها، جاء بلباسه الشعبي السائد لدى رجال قبائل منطقته الصبيحة بلحج،وخلافا للبتروكولات والمراسيم العسكرية المعتادة عند لقاء القائد الأعلى للقوات المسلحة بوزير دفاعه في فترة حرب تستعر نيرانها في أكثر من جبهة وتقترب من مقر اقامة الرئيس وبعض رجال دولته بالعاصمة المؤقتة عدن.
ولعل اللواء الصبيحي كان متعمداً – بظهوره المغاير جوار الرئيس هادي، بلباسه الشعبي واصراره على عدم ارتداء بزته العسكرية كما كان مفترضا -ارسال رسالة سياسية مشتركة، للشرعية وخصومها الانقلابيين، بغياب ارادته العسكرية لخوض أي حرب تلوح نيرانها العدوانية في الأفق الجنوبي بقوة،نظراً لضبابية رؤيته لنتائج معركة غير متكافئة القوى وشبه محسومة النتائج وكان عليه في الأخير أن يخوضها بأمر الواجب العسكري وضرورة الدفاع عن الأرض والنفس ومواجهة الغزاة القادمين بقوة نحو الجنوب:
#الوحشي:كمين غادر وغير متوقع وراء أسر وزير الدفاع ورفاقه
ومن منطق القرب الأسري والجغرافي قال المحامي عبدالله محمد الوحشي الصبيحي، أن الضرورة الوطنية وحدها من أجبرت اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع للاستبسال وتولي مهمة اعادة ترتيب وتموضع القوات الشرعية في قاعدة العند والمناطق القريبة منها وحثها على الاستعداد القتالي لمواجهة تلك القوات الانقلابية الغازية، مؤكدأ ان التاريخ وحده كفيل بفك طلاسم المؤامرة الكبرى التي تعرض لها الوزير الصبيحي، في ثالث أيام لزيارته لترتيب قوات الجيش بعد ترتيبه لاوضاع معسكر لبوزه. مؤكدا ان تحرك الصبيحي الى مكان أسره ورفاقه، كان لهدف تنظيمي وليس لهدف قتالي ،كونه كان يسعى يومها لغرض استكمال مهمة ترتيب مواقع وأماكن انتشار قوات الشرعية في المناطق والمعسكرات الواقعة على مناطق التماس مع العدو الذي فاجأ الجميع وتسلل بقوة كبيرة، الى هذا المكان المتقدم جدا ونصب خطته المباغتة لمهاجمتهم وحصارهم ومن معهم من مختلف الجهات واستمرارهم بالقتال حتى نفذت كل مافي حوزتهم من ذخائر وكان الأسر آخر النهاية المرسومة لذلك الكمين الغادر والغير متوقع من الجميع.
وأكدت مصار عسكرية لـ(أخبار حضرموت) أن الوزير الصبيحي،دخل مرحلة اعداد متأخر لمعركة فرضت عليه بقوة وبالوقت الضائع وتقبل المجازفة فيها بصفته وزيرا للدفاع في أقبح فترة تاريخية مرت بها حياته العسكرية وعاشتها اليمن المحتل حينها من قبل مليشيات مسلحة بطائرات حربية ودبابات وكواتيش ومختلف اسلحة وصواريخ دولة استأثر رئيسها العسكري بخيراتها طيلة أكثر من ثلاثة عقود لتكديسها بغية اشباع رغباته الانتقامية من كل من اعترض عليه يوما او وقف ضد مشروع توريثه السلطة لأولاده وأقاربه، وقبل أن تقوده رغباته الانتقامية الجامحة لتسليم مقدارت تلك الدولة وكل أسلحتها وامكانياتها العسكرية، إلى مليشيات منفلتة تدين بولائها الطائفي لدولة عبثية تسعى للانتقام عبرها وضرب خصومها من خلالها وعن بعد.
#مهمة عسكرية صعبة وشبه مستحيلة!
لم تكن مهمة الوزير الصبيحي ورفاقه الاسرى،بالهينة ولا حتى بالممكنة في مثل ذلك التوقيت، ومن حيث العدة والإعداد المبكر لتلك الحرب العدوانية الطائفية المخطط لها من قبل تلك المليشيات وحلفائها على الشعب اليمني الرافض لها ولاغتصابها الانقلابي للسلطة واستيلائها على مقدرات البلاد بالقوة والخيانة والمؤمرة، ووفقا لسيطرة الرئيس السابق وعائلته ونفوذهم في اوساط القوات المسلحة وتدخلهم في شؤونها دون أي وجه حق دستوري او قانوني. وفق تأكيد القائد العميد الركن محسن الداعري
ولذلك وجد اللواء الصبيحي نفسه- بعد شن طائرات جيش الدولة، قصفا جوياً تخبطيا على الرئيس الشرعي للدولة وتقدم قوات وأسلحة جيش الدولة لاحتلال مدن وعاصمة الدولة المؤقتة- مجبراً على تكرار استبساله في التصدي البطولي المعتاد منه في مواجهة جحافل الغزو الانقلابي ،امتثالا لنداء الواجب الوطني والمسؤولية العسكرية المقدسة التي لاحت أمامه بقوة، في الأفق الجنوبي وعلى ذات الساحات والميادين التي سجل فيها صولات وجولات قتالية مشهودة في محاولة تصديه مع قلة جنوبية قليلة،لأكبر تجمعات مليشياوية غازية للجنوب بصيف عام 1994 وكان لطلقته الأخيرة يومها أيضا، أن رسمت ذات المشهد البطولي المتجدد معه عند قرابة الحادية عشر والربع من صباح يوم ال25 من مارس 2015بلحج حيث كانت جموع مليشيات الانقلابين قد أحكمت قبضة حصارها التآمري عليه ومن حوله من مختلف الجهات، وفقا لتأكيد العميد محمد عبدالله الشامبا..قائد اللواء 115سابقا وأحد ابرز القادة العسكريين من رفقاء الدرب النضالي للوزير الصبيحي
تغلب الشخصية العصامية على مختلف التعاملات العسكرية لوزير الدفاع وتظهر بالمقابل روح الصراحة وسجاياه الصبيحية الأصيلة في تعاملاته الواضحة مع الآخرين.. كيف لا وهو صاحب القول الانساني الشهير على هامش نقاش امني ساخن وشفاف مع قيادة السلطتين المحلية والأمنية بلحج خلال قيادته سابقا محور العند، بأنه لايتشرف بأن يحمل رتبته العسكرية والأطفال والنساء مرعوبين في منازلهم.
ومن منطلق حسه الوطني واستشعاره القيادي المبكر، فقد حرص الوزير الصبيجي بمجرد أن وصل العام قبل الماضي الى قيادة المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب، لاصدار توجيهاته العسكرية المسؤولة الهادفة الى تحصين المدينة- التي تضم أبرز المشاريع الايرادية للدولة – من أي مخاطر محتملة، كان لها وقع النصر المؤزر لمأرب على مليشات الحوثي صالح الانقلابية التي تقهقرت على أطراف المدينة ومنيت بخسائر فادحة في الارواح والعتاد أجبرت على اثره من الاندحار ومغادرة أطراف المدينة التي كانت تحاول التقدم منها نحو مدينة مأرب دون جدوى،حسب تأكيد قائد اللواء الرابع عشر مدرع العميد محسن الداعري-أحد أبرز ألوية قوات الحرس الجمهوري سابقا،الموالية والمقاتلة في صفوف الجيش الوطني بالمنطقة العسكرية الثالثة بمأرب.
نجل الوزير الصبيحي يأسف للخذلان والعجز الدولي حتى عن تطمينهم حول صحة والده
#تخاذل دولي وعجز أممي
ومن جانبه عبر عبدالله محمود أحمد سالم الصبيحي النجل الثالث لوزير الدفاع الأسير، عن أسفه وامتعاضه من التخاذل الدولي والعجز الأممي عن تنفيذ قرارات دولية نافذة،دون أن يقوى على اخفاء حزنه وكبح مشاعر شوقه وأسرته لرؤية والدهم العزيز، بعد مرور قرابة عامين على اخفائه قسرياً في معتقلات المليشيات الانقلابية ولذلك عبر عن امتعاضه وأشقائه من العجز الدولي المخزي في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية واحترام القرارات الأممية النافذة، أمام مليشيات انقلابية خارجة عن كل الاجماع الوطني والاقليمي والدولي ومتمردة على كل القيم الدستورية والقانونية والانسانية،حيث قال:لم نكن لنستبعد يوما أن يكون والدنا العزيز شهيداً أو مصابا مالم يكن أسيراً كون ذلك نتائج طبيعية للحرب التي خاضها بدافع وطني واحتراما لشرفه العسكري وواجبه الوطني المقدس ومسؤوليته الملقاة على عاتقة تجاه وطنه وشعبه.
وعبر نجل الوزير الصبيحي في تصريح لـ(أخبار حضرموت) عن أمله واسرته من “القرارات الدولية أن تمكنهم حتى من سماع صوت والدنا، لمعرفة مصيره والاطمئنان على صحته”
وقال:ولذلك نعبر عن أسفنا على هذه الخذلان والعجز في تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 2216ونأمل من جميع أبناء الشعب اليمني ووسائل الاعلام المختلفة،الى ابلاغ الوالد العزيز ورفاقه الأسرى بأننا وأسرهم بخير ونأمل أن يكونوا كذلك وكل مانتمناه سماع أصواتهم والسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم.
#اقرار حوثي وحيد بسلام الصبيحي
تواصل المليشيات الانقلابية وللعام الثاني على التوالي، أصرارها على التمرد على المجتمع الدولي وقرارات مجلس الامن، ورفضها لكل الجهود الاممية والانسانية الساعية للتوصل الى تسوية سياسية عادلة وفقا لمرجعيات الحل المتوافق عليها دوليا واقليما ووطنيا، والافراج عن الأسرى، نظرا لإصرارها المستميت على مواصلة تعنتها وتماديها في رفض أي جهود دولية وأممية، تبذل للافراج عن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي ورفيقيه في الأسر ناصر ورجب، بل وتتمسك حتى بإخفاء المعلومات عنهم وعن صحتهم ومصيرهم ومعاملة المجتمع الدولي والمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ كأتفه وسيط قبلي لا أكثر،يحاول بموجب أعراف قبلية سمجة، الوصول بكل طرق التهديد الدولية وامكانياته الدبلوماسية الغير مجدية، لمكان اعتقالهم بغية التعرف على مصيرهم كسجناء مخفيين قسريا دون جدوى،حسب تعبير أحد المقربين من الوزير الصبيحي.في تعليقه الساخر على رفض الحوثيين التجاوب مع كل طلبات المبعوث الاممي لتمكينه من زيارة الصبيح ورفاقه من أبرز المعتقلين السياسيين والعسكريين لدى الحوثيين الذين لم يسبق لهم وأن اعترفوا بمصير المعتقلين الاسرى،باستثناء اقرار وحيد من محمد عبدالسلام،رئيس وفد الحوثيين بمفاوضات السلام في محادثات جنيف السويسرية،بأن الوزير الصبيحي موجود وأن هناك قادة عسكريين آخرين تعرضوا للقصف والغارات الجوية من قبل من يصفها بـ”طائرات العدوان”،وفق تأكيد عبدالولي محمود الصبيحي نجل وزير الدفاع الأسير والذي أكد أيضا أنه واخوانه وكل أقاربه وأبناء الصبيحة والجنوب خاصة وكل اليمنيين الشرفاء بشكل عام، لن يتخلوا عن والدهم ولن يملوا أو يكلوا من الاستمرار في طرق كل الابواب الممكنة للوصول الى حرية والده واطلاق سراحه واعادته الى حريته.
هكذا خاض الصبيحي آخر بطولاته الوطنية قبل أسره ورفيقيه!
على امتداد أقل من كيلو متر مربع من أراضي لحج الخضيرة، خاض اللواء الصبيحي ببسالته القتالية المعتادة، وبكل اقدام أهله الصبيحة، آخر بطولات دفاعه الوطني المقدس عن الأرض الجنوبية ومعه رفيقا دربه النضالي منصور ورجب، قبل أن تحيط بهم جحافل العصابة الانقلابية من كل الجهات بصورة مباغتة ومحيرة لجميع من كانوا حوله او سمعوا بعدها بواقعة أسرهم المثيرة للجدل على بعد عشرات الكيلومترات من المناطق التي كان يتواجد بها العدو المفترض،حتى ما قبل ساعات قليلة من تحركه العسكري من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بالتواهي صبيحة ليلة اجتماع عسكري مطول مع الرئيس هادي وكبار قادته العسكريين والأمنيين بأحد قصور المعاشيق، استعدادا لمعركة صد أي تقدم للمليشيات الانقلابية ودون وجود أي اشارات او تلويحات من الرئيس لاحتمال تدخل السعودية أوقوات تحالف عربي بقيادتها لمناصرة قوات شرعيته المترهلة يومها.
وصل اللواء الصبيحي منطقة أسره قرب الحسيني، مع قرابة الحادية عشر والنصف وترجل من سيارة موكبه الشخصي المعتاد المكون من اكثر من 110 جندي من مرافقيه الشخصيين النظاميين أغلبهم من الصبيحة اضافة الى مسلحين قبليين آخرين يقدر عددهم بأكثر من مائة شخص وفق تقديرات أحد مرافقيه الشخصيين، وعلى بعد خطوات قليلة على تجاوزه للنقطة العسكرية الرئيسية لمحافظة لحج على الخط الرئيسيي عدن- صنعاء، التقى على عجالة باللواء فيصل رجب قبل ان ينضم اليهم اللواء ناصر منصور هادي القادم لتوه من جهة المناصرة لحج،وقبل أن ينتهي اجتماعهم الثلاثي المستعجل،تفاجأوا بوابل من النار نحوهم وفوق رؤسهم،لينتشروا في أماكن مختلفة من المكان الصحراوي،دون معرفتهم بحقيقة من يقف وراء مهاجمتهم واطلاق النار عليهم بشكل مفاجئ من مختلف الاسلحة الرشاشة ومباغتتهم ومرافقيه بجبهة مفاجئة من جهة الطريق الرئيسي القادم من ناحية الحسيني لحج.
وحسب حارس الوزير،عبدالله أحمد سعيد الصبيحي فقد انتشر وزملائه المرافقين للقادة، حول المنطقة الصحراوية وحاول البعض منهم، الاحتماء بكثبان الرمل وجدران بناء جامع مفتوح خاص بالنقطة العسكرية بالمكان،اضافة الى محاولة البعض أيضا التمترس بأحجار “بردين”أساس بناء صادفوا وجوده بالمكان،غير أن كثافة النيران التي كانت تنهال عليهم من جهات مختلفة،جعلت احجار البردين تتفتت عاجزة عن صد النيران عنهم وتتطاير في الهواء وأمام اعينهم وعلى مقربة من أجسادهم النحيلة التي كان أغلب أصحابها متيقنين من الموت وهم يحملون اسلحتهم الشخصية ويقاتلون بكل قواهم وما لديهم من مهارة وذخيرة وبسالة محاولين صد قوات “العدوان” وهي تحاول التقدم نحو أماكن تواجدهم وقادتهم في مرمى نيران “الكمين” المحكم الذي نصب وبدأ يتسع عليهم ويقترب منهم بينما نفذت منهم جميعا، الذخائر واختفت أصوات اطلاق النيران من حولهم.وأنين العديد من المرافقين المصابين كان عبدالله احمد الصبيحي الحارس الشخصي لوزير الدفاع أحدهم.
#حصار مفاجئ ومحكم من كل الجهات!
أحكمت قوات الانقلابيين،قبضة حصارها المحكم بشكل مفاجئ على مكان أسر الوزير الصبيحي ورفاقه،ووفق تأكيد مصادر عسكرية ومقربين منه، فقد تمكن ،أكثر من ألف مسلح انقلابي،من الاحاطة لمكان أسره ورفاقه المفتوح، من مختلف الجهات،بعد وصولهم اليه بصورة صادمة وتأمين وصولهم اليه، بفعل إلتفاف مدروس بعناية وعملية تسلل ماكرة عبر طريق رملي قريب من المكان ومختفي بأشجار المزارع أوصلهم الى ماوراء مكان اسرهم،بعد تشكيل قوة حصار خانقة من جهة الطريق الرئيسي الذي كان مفترضا أن يتيح للقيادة الأسرى ومرافقيهم،فرصة الانسحاب للخلف بالعودة عن طريق خط السير الرئيسي الى عدن الذي أصبح حينها مغلقا بعربتين مدرعتين والعديد من جنود المليشيات الانقلابية على متنهما يقتربون منهم ويقطعون أي أمل ممكن بامكانية العودة وتجاوز ذلك الكمين المحيط بهم من الجهات الأربع.
#كيف أسر الصبيحي ورفيقيه؟!
لحظات قليلة مرت دون أصوات رصاص واشتباكات متبادلة،في محيط مكان أسر الوزير ورفيقيه، وإذا بقوات معززة بمدرعات تابعة للمليشيات،تتقدم من الخلف نحو مكان تواجد الوزير الصبيحي ورفاقه ومرافقيهم،بعد ان أحكم العدو قبضة احاطته الغادرة بهم من الجهات الاربع، وبدأ المكان المحاصر يضيق بهم رويدا رويدا وتقل فرص نجاة كل من تبقوا فيه، من الأسر او التصفية الجسدية كما كان يتمنى اللواء الصبيحي وهو يستفز ويتحدى بذلك أحد جنود المليشيات حينما بدأ يحاول الاقتراب منه ومن شخصيته العسكرية المرعبة لكل من يراه ويعرف حقيقة شجاعته.وفق تأكيد مصدر مقرب جدا منه. وتأكيد العميد عبدالله الشامبا القائد العسكري المقرب جدا منه وسبق وأن خاض عدة معارك سابقة معه بأكثر من منطقة جنوبية.حيث قال الشامبا لـ”أخبار حضرموت” أن عملية أسر وزير الدفاع الصبيحي ورفاقه الناجمة عن خيانة، تمت بعد أن ألقى الصبيحي بسلاحه بصورة نهائية، عند استنفاذه لآخر طلقة منه، وكان عليه أن يتقبل أسره كون ذلك نتيجة طبيعية في مثل هذه المواقف والحروب.
وحسب أحد حراسة الوزير الصبيحي،فقد تمت عملية الاسر المباغتة أيضا للوزير الصبيحي ورفيقيه اللواء ناصر ورجب، بعد ان وصلت مدرعيتن لقوات وصفها ـبالعدوان”، وكان عليهما العديد من الجنود، بعد أن عبرتا طريقا ترابيا بين المزارع الغربية وتقدمت منه حتى وصلت أسفل جسر الحسيني وصعدت منه الى الخط الرئيسي المؤدي الى عدن واتجهت شمالا إلى حيث كان القادة الثلاثة ومرافقيهم تحت حصار المليشيات على جانبي الخط الرئيسي،وبعد ان أدرك الجميع أن مؤامرة كبرى قد أحيكت بليل حالك الظلام والاجرام وأنهم وقعوا لامحالة في شباك خيانة كبرى، وأن ليس أمامهم من خيار متبقى ،غير تقبل مرارة أصعب واقع تآمري عسكري وجدوا أنفسهم أسرى في خضمه، ومجبرين على مواجهته بمفردهم هذه المرة، دون مدد مفترض أوتعزيز عسكري منتظر يعينهم على تجاوز ذلك الموقف الصعب،والخلاص من أقسى حقيقة مؤلمة وجدوا أنفسهم يوما في معترك مصيرها وأهوالها التآمرية خلافا لكل تجارب حياتهم العسكرية الممتدة إلى قرابة ال 40 عاما .
#استنفاذ آخر طلقة!
ووفقا لتأكيد العميد عبدالله الشامبا،أحد أبرز القادة العسكريين المرافقين للوزير الصبيحي،فقد جاءت عملية أسره ومن معه،بعد قتال الصبيحي واستنفاذه لآخر طلقة في سلاحه، ومواجهته بكل مالديه من شجاعه وقدرة لخديعة أسره من قبل الانقلابيين وعملائهم ممن سهلوا وخططوا لهم تنفيذ تلك العملية الالتفافية الغادرة عبر ذلك الطريق المار من مصنع البردين بلحج وحتى ماخلف جسر الحسيني حيث تمت عملية الأسر التآمرية الجبانة.
صدمة الشارع اليمني بخبر أسر وزير الدفاع ورفيقيه
صدم الشارع اليمني من أقصاه إلى أقصاه بنبأ الأسر الصادم لوزير الدفاع محمود الصبيحي ظهر يوم ال25 مارس 2015م ومعه رفيقاه في الأسر حتى اليوم ، اللواء ناصر منصور وفيصل رجب،وكان على أهلهم وأقربائهم وأفرادهم ومحبيهم، تقبل الخبر المؤلم بعدها والتعايش مع هذه الحقيقة المؤلمة رويدا رويدا ،على امل أن تقوم الحكومة الشرعية بكل الجهود والأساليب الكفيلة بالافراج عنهم وفق صفقات تبادل أسرى أو عبر ضغوط على المجتمع الدولي تجبر المليشيات على الايفاء بالالتزاماتهم القانونية في التعامل معهم كأسرى حرب،قبل أن تنطلق عاصفة الحزم العربية بعد الثانية عشر من منتصف ليلة الخميس الموافق 26 من مارس 2015 لتقلب الموازيين العسكرية على الأرض وتغير مجريات المعركة -سياسيا وعسكرياً- وتجبر المجتمع الدولي على الالتفات لبلد عربي ضارب في جذور التاريخ والحضاره يدعى اليمن،تكالبت عليه جماعات البغي المسلح من حلفاء الشر الانقلابي البغيض على الدستور والمرجعيات القانونية والدولية ومخرجات الحوار الوطني. ولذلك كان للدبلوماسية الخليجية التي تقود العاصفة،أول وأهم انتصار في تلك المعركة المصيرية الانقاذية لليمن من شرور عمالة المتربصين بشعبه والشعوب العربية من حوله:
تمرد المليشيات الانقلابية على المجتمع الدولي
ورغم صراحة المطلب الأممي والاجماع الدولي للمليشيات الانقلابية بالافراج عن اللواء الصبيحي وزير الدفاع ورفاقه الأسرى بسراديب بغيهم الانقلابي، إلا أن أي من الجهود الحكومية لم تبذل في هذا الاطار، حتى صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 يوم الـ14 إبريل من عام 2015 ليقضي بالاجماع الدولي على مطالبة المليشيات الانقلابية للحوثي وصالح،بالافراج عن اللواء الصبيحي ورفاقه الأسرى لدى الحوثيين وحلفائهم،وفق ماجاء في الفقرة الثانية من اهم بنود القرار التي نصت على “الإفراج عن وزير الدفاع محمود الصبيحي وعن جميع السجناء السياسيين وجميع الأشخاص رهن الإقامة الجبرية”.
وهكذا فرح الانقلابيون وهللت يومها وسائل اعلامهم بنبأ أسر مليشياتهم الانقلابية الزاحفة مجددا لاعادة فرض قبضة الاحتلال العسكري المتخلف على الأرض الجنوبية ببغيها التآمري المفضوح مع عدوها الاجرامي السابق علي عبدالله صالح ومن كان طيلة 33عاما حاكماً أوحدا موحداً لاوهام أطماعه الاستحواذية على كل اليمن، قبل أن يتصدر فجأة مشهد انقلاب عسكري ميلشياوي طائفي على كل الاتفاقيات الوطنية والمرجعيات الدستورية والقرارات الدولية الداعمة للسلطات الدستورية الشرعية في اليمن.
#كيف تخلص حارسي الوزير الصبيحي من قبضة آسريه؟
أكد عبدالله أحمد سعيد أحد الحراس الشخصيين لوزير الدفاع، أنه أسر قبله بلحظات،وبعد أن أصيب بطلقيين ناريين أفقداه القدرة على الاستقامة والحركة في حين كان زميل آخر له من أبناء الصبيحة قد أصيب هو الآخر في تلك الاشتباكات المفاجئة التي نشبت قبل أسر وزير الدفاع ورفيقيه بلحظات واصابة العميد فيصل رجب،وقال في جزء من روايته لمشاهداته لواقعة الأسر الغامضة والمثيرة للجدل للقادة الثلاثة- أنه نقل مع زميله الجريح الآخر على متن ناقلة عسكرية الى معسكر لبوزة وبقي قرابة ساعة الى ساعتين ينزف في بوابة المعسكر نتيجة اصابته بطلق ناري بأسفل قدمه اليسرى،وقبل ان تبدأ أي عملية لاستجوابهم عن مصير الوزير ومكان وجوده وغيرها،تفاجأوا بتردد أنباء بأسر وزير الدفاع محمود الصبيحي وناصر منصور وفيصل رجب،ونقلهم من مكان أسرهم،الامر الذي قال أنه خفف الاهتمام بهم من قبل الانقلابيين الذين سارعوا فرحين للتجاوب مع مناشدتهم من قبل زميله الجريح الآخر بشكل أخف منه، للسماح له بنقله للعلاج وانقاذه من الموت والسماح له بتلقي العلاج في أقرب مشفى،الأمر الذي دفعهم للتجاوب مع طلبه الانساني والسماح له بنقله الى مستشفى اليمن الدولي بتعز – في لحظة فرح عامر من قبل الجنود الانقلابيين بحقيقة أسر وزير الدفاع ورفيقيه ناصر ورجب،قبل ان يتمكن من الاتفاق مع احد العاملين بالمشفى لتهريبه عند الثالثة فجرا بمقابل مادي،وبعد التنسيق مع أحد أقاربه للحضور ونقله مع صديقه بالسيارة من المستشفى الى بين أهله بالصبيحة، بعد عدة ايام على تلقيه للعلاجات والعمليات اللازمة بالمستشفى .وفق روايته لعملية نجاته بأعجوبة من قبضة الانقلابيين المنتشيين بأسر وزير الدفاع.
ماقبل خيانة الأسر ومرارة الخذلان
قبل يوم وساعات فقط على الإيقاع التآمري بالوزير الصبيحي ورفيقيه الأسيرين بقبضة الانقلابيين للعام الثاني على التوالي، كان الوزير يتفقد أوضاع نقاط التماس الجنوبية ويشحذ همم مقاتلي منطقته العسكرية الرابعة سابقا، على القتال ومواجهة مليشيات الغزو الانقلابي الجديد على الجنوب من قبل المتربصين بكل الوطن اليمني والقادمين على وقع انتصارهم العسكري المزعوم بحرب صيف عام 1994 التي قاتل فيها اللواء الصبيحي وقوات لوائه العسكري الشهير 25 ميكا وقاد معارك شرسة حتى اخر طلقة في بندقيته، رافضاً كل الإغراءات والعروض التي عرضت عليه وسقط يومها في وحل أطماعها الكثير من رفاق سلاحه في قيادة الجيش الجنوبي المفكك والمشتت يومها داخل وخارج الاراضي الجنوبية.
ثارت حمية اللواء الصبيحي وارتفعت في أعماقه كل المؤشرات الوطنية عند سماعه لأنباء تقدم المليشيات الانقلابية نحو أكبر قاعدة عسكرية جوية جنوبية خاصعة لسيطرة الحكومة الشرعية، فكان لزاما وطنيا عليه أن يعلن النفير القتالي العام في كل معسكرات القوات الشرعية وخاصة القريبة من حدود التماس، وأن يبدأ بجولات تفقديه للجاهزية القتالية وتموضع قواته الوطنية ورفع معنوياتها في التصدي لأي تقدم للغزاة الجدد نحو الاراضي الجنوبية ولذلك بدأ بترتيب الأوضاع العسكرية وتموضع مواقع وصفوف مقاتلي القوات الشرعية سواء في معسكر لبوزة بمحافظة لحج أو قاعدة العند وماحولها من معسكرات ومواقع محاذية للعدو في المناطق الحدودية الجنوبية،وفق تأكيد مصادر عسكرية مقربة منه ولقطات تلفزيونية مصورة تظهر الوزير وهو في جولات تفقدية للمعسكرات قبل يوم على وقوعه بفخ الأسر المحير.
واكد مقربون من الوزير الصبيحي لـ”أخبار حضرموت” أنه تحرك قبل أسره من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في مديرية التواهي بالعاصمة الجنوبية عدن التي وصلها قبل قرابة ثلاثة أيام فقط على تمكنه من الخلاص من قبضة حصار المليشيات الانقلابية على مقر إقامته والعديد من زملائه الوزراء بصنعاء التي انتقل اليها كوزير للدفاع بحكومة الكفاءآت الوطنية برئاسة دولة المهندس خالد بحاح نائب الرئيس السابق في الـ 7 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014 وبعد فترة قصيرة على اجباره على مغادرة قيادة المنطقة العسكرية الرابعة جنوباً، في ذلك التوقيت الوطني الحساس على المستوى الجنوبي.ووفقا لقرار جمهوري إلزامي وصف يومها بالمتأخر وطنياً -كون مليشيات الانقلاب الحوثي كانت يومها قد احكمت قبضة انقلابها التآمري مع أتباع صالح وزبانيته من الضباط والقادة العسكريين الخونة لوطنهم وشرفهم العسكري – على كل مفاصل الدولة المهترئة وطنيا بالعاصمة صنعاء.
ليبدأ بعدها اللواء الصبيحي مهامه الوزارية بمحاولة استنهاض للهمم الوطنية العسكرية واستحضار المسؤوليات الوطنية واحياء قيم الشرف العسكري لدى منتسبي الجيش وحثهم على ضرورة قيامهم بدورههم الوطني المنتظر والمطلوب منهم في الانتصار للشعب اليمني والوقوف الى جانب شرعيته ومؤسساته الدستورية،لاستشعاره المبكر حينها بخطورة المرحلة المقبلة وتلمسه للميل العسكري الخطير لضباط وجنود وزارته الشبه محتله مليشياويا يومها،الى جماعة تحاول الاستحواذ وإلتهام كل الدولة ومقدراتها بتواطؤ عسكري فاضح من قبل كل من عليهم واجب ردعها ووقف اطماعها في السيطرة على الجيش والتحكم بقواته وامكانياته والتلاعب بمصير عقيدته القتالية الوطنية المفترضة لصالح أفكارها المليشياوية المذهبية الدخلية على الشعب اليمني.
#مابعد الأسر الصادم!
اختفت بعدها اخبار اللواء الصبيحي ورفيقيه منصور ورجب، عن شاشة قنوات التلفزة الحكومية والصحف الرسمية، غير أنهم لم يغيبا من عقول ذويهم وذاكرة جنودهم، وشعب باكمله ولا عن افئدة أهلهم ووجدان أقاربهم،اضافة الى ذاكرة المجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن وطاولات الاجتماعات الاقليمية والدولية، ليتمخض عن كل ذلك الحراك الوطني والدولي، صدور قرار مجلس الأمن رقم 2216 بتاريخ 14 ابريل 2015م والذي طالب حرفيا وبأسمائهم وصفاتهم وبكل وضوح بالافراج عنهم
، تيقن الجميع أن اللواء الصبيحي وزير دفاع الحكومة الشرعية ورفيقيه ناصر ورجب،وقعا في قبضة أسر المليشيات الانقلابية وأنه عاد مجددا الى قبضتهم الانقلبية التي تخلص منها قبل أيام فقد عبر سائق تاكسي أجرة غامر بروحه وتوجه به -بعد عزومة غداء بمنزل اللواء جلال الرويشان- شطر مأرب الحرية والاباء، قبل أن يواصل طريقه منها،حتى بلوغه سراً بين اهله وذويه في قريته الهويرب بصبيحة لحج.
كما أكد ذلك مصادر أسرية مقربة منه لـ”أخبار حضرموت”.
#قصة أسر الصبيحي ورفاقه:
أخذ اللواء الصبيحي من أرض آخر معركة أدارها مع مرافقيه ومرافقي رفيقيه بالاسر ناصر ورجب، وتصدر مقدمتها، بكل شجاعة واقدام وبقي يطلق النار صوب مهاجميه، حتى آخر طلقة في بندقيته، وبعدها استند بجسده على أحد الكثبان الرملية بالمنطقة مستسلما لأي مصير ينتظره، وفق تأكيد أحد حراسه الشخصيين، ليحمل بعدها على متن مدرعة الى قاعدة العند الجوية ومنها نقل عبر مروحية الى صنعاء تتضارب الروايات العسكرية حول وجود اللواء ناصر معه وفيصل رجب في نفس الرحلة وتقول مصادر أخرى أن رجب نقل معه في تلك الطائرة، بينما تشير مصادر أخرى أن اللواء ناصر منصور،تأخر في الوصول الى قاعدة العند يومها وتأخر عن موعد اقلاع الطائرة التي أقلت الصبيحي ورجب،فتم نقله على متن مؤخرة طقم عسكري من العند الى تعز ومنها الى صنعاء وتعزز تلك الرواية مقطع فيديو بثه ناشطون على موقع التواصل واليوتيوب وقالوا أنه لعملية نقل اللواء ناصر هادي من قاعدة العند الى تعز.
تفاخر الانقلابيون بالنبأ وجعلوا منه خبرا عاجلا على شاشة التلفزيون اليمني الرسمي المغتصب يومها من قبلهم وعبر قنواتهم التلفزيونية الخاصة، وظنوا يومها أنهم انتصروا وقتلوا الارادة القتالية لدى الشعب الجنوبي في الدفاع عن ارضهم وأنهم حسموا المعركة مبكراً ..غير أن وقائع الملاحم البطولية الجنوبية على الأرض،أثبتت لهم عكس اوهام توقعاتهم العقيمة،سيما بعد مواجهتهم بحمم الموت من كل جانب وتلقينهم شر هزيمة نكراء أحاط بهم الموت فيها من كل جانب وتحولت الأرض الجنوبية إلى محرقة رهيبة لأطماعهم الغبية، ليعود بعدها الصبيحي ورفاقه الأبطال الأسرى بقوة إلى ذاكرة الوجدان الشعبي الجنوبي الخارج بقوة عن صمته بأكبر حملة تضامن شعبي كسرت الجمود المخيم على جريمة استمرار اخفائهم قسريا عن أهلهم وذويهم للعام الثاني على التوالي، رغم القرار الدولي النافذ 2216 المطالب بكل وضوح بالافراج عنهم، وكان لتلك الحملة التضامنية أن تتجاوز الحدود السياسية والمناطقية لتعم كل أبناء الوطن،سيما بعد أن حضيت باهتمام شرائح مجتمعية كبيرة وتفاعل شعبي واسع ورعاية من الكثير من الشخصيات الوطنية وقادة الثورة الجنوبية التحررية تصدر مقدمتهم محافظ العاصمة عدن اللواء عيدرس قاسم الزبيدي الراعي الكريم لمهرجان تدشيننا اليوم رسميا للحملة التضامنية في كل أرجاء جنوبنا الحبيب.
#من هو وزير الدفاع الأسير اللواء محمود الصبيحي؟
قائد عسكري جنوبي بارز تقلد عدة مناصب قيادية في الجيش الجنوبي وبعدها بالجيش اليمني الموحد كان آخرها تعيينه وزيرا للدفاع في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، بحكومة الكفاءآت الوطنية برئاسة خالد بحاح،قبل أن يضعه الحوثيون رهن الإقامة الجبرية بعد انقلابهم على السلطات الشرعية اليمنية يوم21سبتمبر المشؤوم 2014م
واللواء محمود سالم الصبيحي من أبناء منطقة الصبيحة، منطقة هويرب مديرية المضاربة ورأس العاره (بمحافظة لحج ) .
قائد عسكري مقدام له ادوار وطنية مشهودة لا تنسى ، رجل يحترم وطنية القوات المسلحة ودورها الوطني يحظى باحترام كبير على مستوى الوطن برمته ويعد من ابرز رجالات بلاد الصبيحة والقادة العسكريين الجنوبيين بشكل عام.
#المولد والنشأة
ولد محمود أحمد سالم الصبيحي عام 1948 في منطقة “هويرب” بمديرية المضاربة منطقة الصبيحة محافظة لحج جنوب البلاد .
الدراسة
حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية من الكلية الحربية في عدن عام 1976، كما حصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية من أكاديمية “فورنزا” في الاتحاد السوفياتي السابق 1978-1982 وأنهى دورة قيادة وأركان من الأكاديمية نفسها عام 1988.
الوظائف والمسؤوليات
عمل الصبيحي مديرا للديوان بوزارة الدفاع في عدن بين عامي 1976-1978، وحصل على رتبة أركان حرب 1988، وتولى قيادة الكلية العسكرية في عدن في الفترة 1988-1990، وأصبح نائبا لمدير الكلية الحربية بين عامي 1990-1993، ثم عين قائدا للواء 25 ميكانيكي 1993-1994،
قاتل باستماتة في حرب 1994 مع القوات الجنوبية المدافعة عن الجنوب بقيادة نائب الرئيس الجنوبي علي سالم البيض ضد القوات والملايشات الغازية بقيادة الرئيس السابق علي عبدالله صالح .
وفي 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 عين وزيرا للدفاع في حكومة خالد بحاح .وغادر بعدها البلاد وأمضى 15 عاما خارج بلاده بين عامي 1994-2009 وعمل في عدة شركات خليجية لاعالة أسرتة .
عاد عام 2010 وحصل على ترقية الى رتبة لواء وعين مستشارا للقائد الأعلى للقوات المسلحة.
وفي العام 2011 عين الصبيحي قائدا لمحور العند واللواء 201 مشاة ميكانيكي ، ثم كان قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة (2013-2014) ورفض دخول أي مليشيات إلى تعز أثناء توسع الحوثيين .
كان قبل تعيينه وزيرا للدفاع في حكومة خالد بحاح في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، قائدا للمنطقة العسكرية الرابعة بجنوب اليمن، التي خاضت حربا ضد تنظيم القاعدة، وتمكن من تحقيق انتصارات متعددة على التنظيم .
بعد استقالة حكومة بحاح والرئيس هادي، شكل الحوثيون ما سموه باللجنة الثورية، وعينوا اللواء الصبيحي رئيسا للجنة الأمنية المشكلة مطلع فبراير/شباط 2015، عقب إصدارهم “إعلانا دستوريا” اعتبرته أغلب القوى السياسية اليمنية انقلابا على شرعية الرئيس هادي.
غير أن جماعة الحوثيين سرعان ما فرضت على اللواء محمود الصبيحي إقامة جبرية كباقي أعضاء حكومة بحاح، وفي 8 مارس/آذار 2015 تمكن من الإفلات من قبضة الحوثيين والوصول إلى مسقط رأسه في محافظة لحج جنوبي اليمن، وعاد بقرار من الرئيس هادي لمزاولة مهامه كوزير للدفاع، حيث قاد المعارك ضد الحوثيين بالجنوب إلى أن اعتقله الحوثيون من جديد مع عدد من القيادات الجنوبية اثناء المعارك على تخوم مدينة عدن .
وكان الصبيحي ورفاقه منصور ورجب أول نواة قيادية جنوبية لتشكيل المقاومة الجنوبية الشعبية التي خاضت معارك عنيفة مع مليشيات الانقلاب الحوثي وحلفائها من القوات العسكرية المتمردة بقيادة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح
اللواء محمود الصبيحي في سطور:
– بكالوريوس علوم عسكرية – الكلية العسكرية عدن 1976.
– ماجستير علوم عسكرية – أكاديمية فرونزا – الاتحاد السوفياتي 1978 – 1982.
– دورة قيادة وأركان – أكاديمية فورنزا 1988.
– مدير الديوان بوزارة الدفاع – عدن 1976 – 1978.
– أركان حرب لواء ملهم 1982 – 1986.
– قائد اللواء 25 ميكا 1986 – 1988.
– قائد الكلية العسكرية عدن 1988 – 1990.
– نائب مدير الكلية الحربية 1990 – 1993.
– قائد اللواء 25 ميكا 1993 – 1994.
– مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة.
– قائد محور العند.
– قائد اللواء 201 ميكا منذ مارس (آذار) 2011 حتى 10 أبريل (نيسان) 2013م.
– قائد المنطقة العسكرية الرابعة.
-وزيرا للدفاع بحكومة الكفاءآت الوطنية برئاسة خالد بحاح في في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
#ماجد_الداعري

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى