عربية ودولية

المقداد في جدة: نهاية القطيعة السعودية – السورية


الرياض-عدن اوبزيرفر” قالت وسائل إعلام رسمية إن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وصل إلى السعودية الأربعاء، في مؤشر واضح على نهاية القطيعة السعودية – السورية، وإن أبواب عودة دمشق إلى الجامعة العربية باتت مفتوحة بانتظار مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية المقررة في مايو القادم بالسعودية.

وذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان أن المقداد وصل إلى مدينة جدة بدعوة من نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

وهذه أول زيارة لدبلوماسي سوري كبير إلى المملكة منذ أكثر من عشر سنوات وتأتي في أعقاب اتفاق بين الرياض ودمشق على استئناف العلاقات وإعادة فتح السفارتين.

وجاء في البيان السعودي أن لقاء الأمير فيصل بن فرحان والمقداد سيتناول “الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية ويحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم وتأمينهم، ووصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سوريا”.


وتزامنت زيارة المقداد مع زيارة مرتقبة لوفد إيراني إلى السعودية للتحضير لإعادة فتح السفارة في الرياض.

ووصف دبلوماسي عربي في الخليج وجود الإيرانيين والسوريين في السعودية في يوم واحد قائلا “ما يحدث أمر جنوني تماماً لم يكن من الممكن توقع حدوثه قبل أشهر قليلة”.

واعتبرت الباحثة في معهد بيكر للسياسات العامة ياسمين فاروق أنّ التطورات الأخيرة بخصوص التهدئة في المنطقة “لم تكن مفاجئة ويتمّ الإعداد لها منذ فترة”.

وتابعت “ما يمكن أن يكون مفاجئا هو السرعة التي يتم العمل بها لمواكبة عودة سوريا مع القمة العربية في الرياض” الشهر المقبل.

واتسم موقف السعودية لأشهر بالحذر من الدعوات المطالبة باستعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية فيما بدا تريثا من الرياض بانتظار توفر الظروف الملائمة لمثل هذه الخطوة. وتوفرت هذه الظروف خاصة بعد المساعدات التي قدمتها السعودية للسوريين خلال الزلزال الذي ضرب شمال غرب البلاد.

ويمثل استئناف العلاقات أبرز تطور في تحركات دول عربية لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي قاطعته دول غربية وعربية عديدة بعد اندلاع الحرب السورية في 2011.

وتأتي زيارة المقداد قبل يومين من استضافة السعودية اجتماعا آخر لوزراء خارجية عدد من دول المنطقة لمناقشة عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

وسيجتمع وزراء خارجية العراق والأردن ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي في جدة يوم الجمعة حسبما قالت وزارة الخارجية القطرية.

وتعتزم السعودية دعوة الأسد لحضور القمة العربية المقررة في الرياض يوم 19 مايو في خطوة ستنهي رسميا عزلته الإقليمية.

وأجرت السعودية وسوريا مباحثات تتعلّق باستئناف الخدمات القنصلية بعد قطيعة مستمرة منذ سنوات نتيجة إغلاق الرياض سفارتها في دمشق على خلفية موقفها المناهض للنظام، حسب ما أفاد به مسؤول في وزارة الخارجية السعودية مؤخرًا.

وبدأ التمهيد لانفتاح الرياض على دمشق منذ 19 فبراير الماضي عندما قال الأمير فيصل بن فرحان في منتدى ميونخ للأمن إن إجماعا بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل النظام السوري، وإن الحوار مع دمشق مطلوب “في وقت مّا”، حتى تتسنّى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية، بما في ذلك عودة اللاجئين.

وأضاف أنه في ظل غياب سبيل لتحقيق “الأهداف القصوى” من أجل حل سياسي، فإن نهجا آخر “بدأ يتشكل” لمعالجة مسألة اللاجئين السوريين في دول الجوار ومعاناة المدنيين، خاصة بعد الزلزال المدمر في سوريا وتركيا.

وقدّم التخلي عن “الأهداف القصوى” أولى الإشارات إلى أن المواقف القائمة على “كسر العظم” لم يعد لها مبرر، وهي غير ذات جدوى، كما أنها لم تحقق شيئا لكلا طرفي الأزمة.

وفي الثامن من مارس الماضي قال الأمير فيصل بن فرحان إنّ زيادة التواصل مع النظام السوري قد تمهّد الطريق لعودته إلى جامعة الدول العربية.العرب

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى