كتاب عدن

قضية الجنوب أكبر من التآمر وستنتصر بإرادة شعبها



/ صالح شائف

قبل عام كامل وتحديداً في السابع من أبريل عام ٢٠٢٢م؛ أعلن عن التشكيل المفاجئ حينها لمجلس القيادة الرئاسي وتفاءل الناس حينها وبحذر شديد؛ وبأن تشكيله ونقل صلاحيات الرئيس هادي كاملة للمجلس ( المركب ) بالمتناقضات الحادة؛ قد يكون مجرد خطوة مهمة على طريق هيكلة الشرعية المهترئة والغارقة في الفساد والفشل معاً وبأنها البداية فقط لما ستليها من خطوات أكثر أهمية كان الجميع ينتظرها لضرورتها القصوى؛ ولكن لم يتحقق شيئاً يذكر من ذلك حتى اليوم.

لقد خاب الأمل في أن يكون المجلس تدشيناً لمرحلة جديدة؛ وكنا قد أكدنا وفي أكثر من موضوع حينها؛ بأنها ستكون مرحلة صعبة للغاية دون أدنى شك ومليئة بالتعقيدات والصعوبات والعراقيل والتحديات والمخاطر؛ ويكتنفها قدر كبير من الغموض والمفاجئات غير المتوقعة كذلك.

لقد بينت لنا تجربة عام كامل من عمر مجلس القيادة الرئاسي بأن الأمور قد سارت على غير ما كان مأمولاً ولم تمثل بداية جادة ومسؤولة؛ أو حتى عند مستوى الحد الأدنى للطموحات في تحقيق السلام والأمن والإستقرار وإخراج الناس من وضعهم المعيشي البائس الذي أصبح جحيماً لا يطاق؛ بل ذهبت الأمور نحو الأسوأ.

لقد أعتبرنا حينها بأن ما ورد في البيان الختامي للقاء الرياض التشاوري بشأن قضية شعب الجنوب ووضعها في إطار خاص بها في عملية التسوية الشاملة؛ من أنه تعبيراً عن موقف سياسي جديد يتسم بالواقعية والمنطق إزاء قضية الجنوب ويمثل نصراً جديداً لها؛ غير أن المؤسف بروز بعض المواقف والتصريحات العلنية بشأن ذلك من قبل قيادات رئيسية في الشرعية؛ فقد كشفت بوضوح عن قناعاتها الحقيقية وتجاوزها لمخرجات تلك المشاورات؛ وهو ما يشبه التنصل المبكر منها؛ فقد أعتبرت تلك القيادات وحسب تفسيرها الخاص بأن قضية الجنوب ليست في وارد الحل؛ أو حتى النقاش حولها قبل أن يتم التوصل إلى إتفاق مع سلطة الأمر الواقع في صنعاء وعودة ( الدولة )؛ ولن يكون ذلك ممكناً إلا على قاعدة تقاسم السلطة بين مختلف الأطراف التي تتنازع على السلطة ومراكز القرار والنفوذ في صنعاء.

إن موقف كهذا يؤكد للجنوبيين مجدداً بأن الرهان على شراكة ملغمة وتحالف مؤقت فرضته الضرورة؛ يبقى تحالفا غير موثوقا به طالما وهذا سلوكه؛ وبالتالي فإن الرهان على تغيير سلوكه ومواقفه إنما هو رهان خاسر ومضيعة للوقت الذي يشتريه خصومهم وأعداء قضيتهم بالتسويف والحيل والمكر وسلوك الخبث السياسي الذي لا يعطي قيمة أو وزناً للعهود والمواثيق؛ ولا يترددون من التنصل عن أي تفاهمات وإتفاقيات حتى وإن كان ذلك برعاية إقليمية ودولية.

لقد تناسى هؤلاء بأن الجنوب وشعبه الحر؛ هو صاحب الحق المطلق والأصيل في التعبير عن نفسه وتمثيل قضيته؛ وهو وحده من يملك قرار التفاوض بشأنها؛ وهو المعني بالدفاع عنها حتى يتمكن وبإرادته الحرة من تقرير مصيره بنفسه؛ ووفقاً لأسس وقواعد منظمة يرتضيها ويقتنع بها وتستجيب لحقه في إستعادة دولته الوطنية الجنوبية كاملة السيادة؛ وعبر آلية يتفق بشأنها وبعيداً عن أي ضغوط وبأي صورة كانت.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى