كتاب عدن

ضرورة الهيكلة


صالح علي الدويل باراس
تنقاد الاوطان لشخص او كيان يقودها سواء كانت مستقلة ام محتلة ، يجب ان يكون على مسافة واحدة من كل القوي والمكونات والمناطق يجمع شتاتها وينظّم شراكتها ويوحد جهودها وينظمها ضد عدوها ويحررها بتغليب مصلحتها فهذا هو خيار الهيكلة بمعناه الاوسع وليست القسمة فالهيكلة لا تعالج خلافات قسمة ورثة بل تعالج توسّع كيان يهدف الى استقلال وطن اعترف اعداؤه انهم “يديرونه بالاستعمار” هذا الاعتراف يضع جميع الجنوبيين على صعيد واحد بان خلاف اليمنيين بكل قواهم ومكوناتهم ليس من اجلنا وطنا وشعبا فكلهم يريدون ان يعود الجنوبيون عبيد سياسياً ووطنياً ويفرض على كل جنوبي ان يقوم بواجباته كما يطالب باخذ حقوقه.

فالهيكلة تكتنفها محليا آثار تجربيتن جنوبيتين هما : الانقسامية السياسية التي سادت قبل الاستقلال عن بريطانيا ثم الشمولية السياسية التي سادت بعد الاستقلال وهما من المداخل التي يتسرّب منها الخطاب المعادي.

الهيكلة تاتي في مرحلة تحرر لا مرحلة حكم مع ضرورة الاعتراف بان اجراءاتها وخياراتها تؤسس لمرحلة الحكم الذي يضمن الحقوق ، فالهيكلة تنظيم شراكة وتصحيح وتصويب وتنقية وضرورة وضع الكفاءة المناسبة في مكانها المناسب فمشروع الجنوب سوف يواجه اعداء لديهم خبرات متراكمة عنه وعن انقساميته وشموليته وسيلجاون عبر طرفياتهم الحزبية التي مازالت سكرى باليمننة او بحركياته للدهاء وللفتنة ولسياسات التفريق وهي سياسات للاسف ينجر لها البعض لن يفككها الا اختيار الكفاءة والحنكة فلا يكفي معيار الصدق مع القضية دون امتلاك الكفاءة والدهاء والخبرة التي ستحتاجها الهيكلة في العلاقات الاقليمية والدولية ، هيلكة تضع تصورات وخطط مستقبلية تستشف ماذا يخطط له العدو واين نقاط نجاحه محليا واقليميا ودوليا وتنتج الاليات والمؤسسات التي تفنّد خبثهم وتدليسهم وتُفشل مخططاتهم فاعداء المشروع الجنوبي لن يتركوه يسير ويهيكل ادواته ويباشر تصويباته فنجاح ذلك ضد مصالحهم بل سيصنعون اللوبيهات الضاغطة والمكونات التي تضع العصي في دواليب توحيد الصف لمنع المشروع الجنوبي بل سيحشدون الحجج عبر مؤسساتهم الرسمية والمدنية والتجارية والمخابراتية..الخ بان ضرر استقلال الجنوب كبير على مصالح الاقليم والعالم وسيضعون مشروع الوحدة في موقع مصالح العالم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا لذا فان الهيكلة يجب تنتج اليات وخطاب يضع استقلال الجنوب في بوتقة مصالح العالم.



ستظل ملفات الحياة المعيشية الصعبة والخدمات من الملفات والمسائل الضاغطة على المجلس حتى بعد هيكلته وهي مسائل ليست من صنعه لكن شراكته في الحكومة وفي الرئاسي توجب عليه ان يباشر حلول لها فهذه الملفات يستخدمها اعداءه ضده وضد مشروعه رغم علمهم بالاطراف المسؤولة عنها لكنه بشراكته صار مسؤولا ولن يقبل الناس منه عذر انه غير قادر لذا لابد من وضع رؤية حلول تلك الملفات في اطار الهيكلة.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى