عالم الفن

“مسلسلين كويتيين” يثران ازمة وإحالة طاقمهما على النيابة العامة


إيقاف عرض “السجين النصاب” و”الجابرية – الرحلة 422″
عدن اوبزيرفر-متابعات:

أحالت السلطات الكويتية طواقم مسلسلي “السجين النصاب” و”الجابرية – الرحلة 422″ على النيابة العامة بعد إيقاف عرضهما، معتبرة أن الأول “مسيء إلى المرأة الكويتية” والآخر “يمس شخصيات ورموزاً في البلاد”.

وفي غضون 24 ساعة من الصخب الذي واكب عرض المسلسلين عبر منصات التواصل الاجتماعي، أكدت وزارة الإعلام الكويتية أنها تمكنت بعد مخاطبات رسمية من إيقاف مسلسل (الجابرية – الرحلة 422) الذي يعرض على منصة “شاهد” وإحالة طاقمه مع طاقم العمل الآخر “السجين النصاب” على النيابة العامة، وثمنت وزارة الإعلام الكويتية، في بيان، “تجاوب المسؤولين في إحدى المنصات الخليجية مع مطالباتها بإلغاء عرض أحد الأعمال الدرامية المعروضة فيها والذي يعتبر إساءة إلى رموز الكويت ومواطنيها”. وأكدت الوزارة أن “مثل هذا التجاوب يعكس متانة العلاقات الخليجية المتأصلة وحجم التعاون والتفاهم بين المسؤولين القائمين على المؤسسات الإعلامية في دول الخليج، مبينة سعيها الداعم إلى تعزيز التعاون المشترك بين هذه المؤسسات بما يعود بالنفع على بلداننا ومواطنينا على الصعد كافة”.

وشددت على “ضرورة التزام منتجي الأعمال الإعلامية اللوائح والنظم والقوانين المنصوص عليها في الدولة التي تتحدث عنها قصة العمل أو ينتج فيها العمل، واضعين نصب أعينهم سلامة وحدتنا الخليجية واحترام سيادة الدول الأعضاء”.

وكانت الوزارة أعربت، في بيان سابق، عن “رفضها القاطع للتعرض لأي مكون من مكونات المجتمع الكويتي، من رموز ومواطنين ومقيمين، في أي عمل إعلامي لأي غرض كان”، معتبرة أنه تطرق إلى “رموز الدولة ومواطنيها”، ومبينة أن “مثل هذه الأعمال مرفوضة شكلاً ومضموناً”، لافتة إلى أنها “بدأت في الإجراءات القانونية تجاه طاقم العمل الكويتي المشارك في المسلسل”، قبل أن تعلن عن إيقافهما وإحالة طواقم المسلسلين على النيابة العامة.

ومسلسل “مسلسل الجابرية – الرحلة 422” بحسب إعلان منصة “شاهد” هو “وثائقي يستعرض حادثة اختطاف طائرة الجابرية الكويتية سنة 1988، ويجري لقاءات حصرية متنوعة ويكشف النقاب لأول مرة عن تفاصيلها وكيف تم التعامل معها”، وهو الإعلان الذي دعا رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى القول إنه “يتطرق إلى ذكرى أليمة ويعد مثاراً للفتنة الطائفية في الكويت “.

لم يحصل على إجازة

وبتصريح خاص لوكيل وزارة الإعلام لقطاع الصحافة والنشر والمطبوعات لافي السبيعي لـ”اندبندنت عربية” قال “مما لا شك فيه أنه من خلال عرض المسلسل على المنصات الإعلامية (مسلسل الجابرية -422)، كان هناك رفض كامل لوزارة الإعلام لمثل هذه المسلسلات التي لم تحصل على إجازة نص من دولة الكويت”. وأكد “أن وزارة الإعلام ترفض رفضاً قاطعاً تعرضها لمكونات المجتمع الكويتي من رموز ومواطنين ومقيمين لأي عمل ولأي غرض كان، ويجب أن يكون هناك التزام لشركات الإنتاج بعدم تصوير أو إنتاج أي عمل مرئي في دول مجلس التعاون إلا بعد إجازة النص المعني بمحتوى العمل”. وتابع السبيعي “وذلك لضمان عدم المساس بالنسيج المجتمعي لهذه الدولة أو رموزها وتاريخها ومعتقداتها الدينية، ونثمن تعاون الإخوة في دول مجلس التعاون في ما بينهم وتعاون المنصة أيضاً”. وقال “أتمنى أن تكون هناك مسؤولية لدى المنتجين والمؤلفين والممثلين بعدم التعامل بأي أعمال تخل بتاريخ أو حقبة أو شخصيات تخص الدول”.

المنع من الظهور على الشاشة

وليست كوادر ما خلف الكاميرا من أحيلت على النيابة العامة، فبحسب تصريح خاص لـ”اندبندنت عربية”، قال مصدر مطلع إنه “تم إيقاف معظم الممثلين وإحالتهم على التحقيق، وتم منعهم من الخروج عبر شاشات الدولة الرسمية”.

قصة هوليوودية لـ”السجين النصاب”

ومسلسل “السجين النصاب” الذي يعرض على منصة “شاشا” مقتبس من قصة حقيقية، وجرى إسدال الستار على الفصل الأول من محاكمته عام 2019 بعد أن تمت إدانته من دون الكشف عن اسمه، قبل أن تعود قصته إلى الفضاء الكويتي بعد محاكمة شهيرة في 2021 انتهت بالحكم عليه بالسجن 10 سنوات وإعادة مبالغ تفوق 13 مليون دولار إلى ضحاياه، كما حكم على سبعة آخرين متهمين بمساعدته.

ولم يكتف “السجين النصاب” شديد الدهاء بدخوله السجن، حيث بدأ قصص احتيال جديدة كانت ضحاياه فيها شخصيات سياسية ونخباً كويتية ومشاهير ودبلوماسيين ونجوماً وممثلين.

وعلى طريقة “فرانك أباغنيل” أشهر منتحل أميركي جسد قصته ليوناردو دي كابريو في الفيلم الهوليوودي الشهير “أمسكني لو استطعت” Catch me if you can انتحل “السجين النصاب” صفة رجل دبلوماسي يعمل في وزارة الخارجية حين بدأ بالاتصال بسفراء ودبلوماسيين يخبرهم بنقلهم من بلد إلى بلد، ويطالبهم مقابل ذلك بدفع رسوم بكلف مخفضة بدل العقار الذي سيسكنون فيه في البلد الجديد، ويطمئنهم أن هذه الأموال على شكل تأمين سيستردونها لاحقاً.

ونشرت الصحف الكويتية بعضاً من قصص الاحتيال التي استطاع تدبيرها وهو في زنزانته، واحدة تمت بمساعدة أستاذ جامعي، وأخرى كانت ضحاياها فتيات في سن العشرين، واستطاع من خلالها جني مئات آلاف الدولارات.

ألفاظ خادشة

وليست قصة السجين النصاب من أثارت رئيس جمعية الإعلاميين الكويتية يوسف الخليفة وحسب، بل ما اعتبرها “بالألفاظ الخادشة”. وقال “لقد أثار المسلسل حفيظة المجتمع الكويتي لأن مجتمعنا محافظ ومن المستحيل تقبل الألفاظ الخادشة للحياء كما جاء في السيناريو، ولا يمكننا تجاوز ما ذكر في (البرومو) من مشهد فيه ألفاظ خارجة عن الذوق العام لمجتمعنا المحافظ في دولة الكويت”.

وتابع الخليفة “وجدنا أن هناك تعمداً في استخدام هذه الألفاظ الخارجة كنوع من جلب الإثارة والجذب للعمل بشكل واضح، وما قامت به وزارة الإعلام من إجراء صحيح، لأن وزارة الإعلام هي الجهة الحاضنة والمسؤولة عن أي مسلسل أو عمل إعلامي أمام الشعب الكويتي، ومن الناحية السياسية أمام مجلس الأمة الكويتي”. وأشاد يوسف الخليفة بإجراءات وزارة الإعلام الكويتية “نؤيد قرار وزارة الإعلام بإحالة طاقم المسلسل على النيابة العامة، فلو لم تكن هناك إحالة سيترتب عليها تقصير وزارة الإعلام في مهامها”.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى