قنبلة جرثومية على اليمن!
د. مروان الغفوري
قرر نظام آل البيت، ولاية اليمن، منع اللقاحات بلا استثناء. قبل عامين منعوا لقاح كورونا، وبحسب تقرير أممي فقد طلبوا فقط عشرة آلاف لقاح (للعشيرة، بالطبع).
بالأمس عقدت حكومتهم ندوة رسمية بعنوان خطر اللقاحات على العالم، حضرها رجال دولتهم. وقف رجل منهم خلف دستة ميكرفونات معلنا ندمه لأنه كان من مناصري اللقاحات. قال إنه صام شهرين كاملين توبة إلى الله على أفعاله! لاحظ – يقول – أن أبناءه وأقاربه الذين لم يحصلوا على اللقاحات يتمتعون بصحة وذكاء أفضل من أطفاله الذين لقحهم. أمن خلفه الحاضرون، وغمرهم الرضا.
المعلومات التي وصلتني من المستشفى الجمهوري بصعدة تتحدث عن تفش ملحوظ ل “شلل الأطفال”، الحالات تصل بالعشرات إلى المستشفى، والرعب سيد اللحظة والمكان.
الأمراض الستة، أو الثمانية، القاتلة توطنت في صعدة. يقول تقرير أممي إن صعدة باتت أبرز مركز لوباء شلل الأطفال في العالم. قرر الهاشميون أخيرا إخراج الجراثيم من صعدة وتوزيعها على سائر البلاد.
منع اللقاحات يشابه إلقاء قنبلة جرثومية على السكان. اسمحوا لي أن أذكركم بأن كنائس أميركا ضجت، في خمسينات القرن الماضي، بالدعاء للشاب سولك، اليهودي مخترع لقاح شلل الأطفال، وصار الرجل إلى منقذ حقيقي للبشرية. تجاوزت الكنيسة عقدتها ولهجت بالدعاء لشاب يهودي. الوباء ليس مزحة.
ما لا أفهمه، حتى الآن، هي الأسباب التي تدفع آل البيت إلى خوض هذا الصراع الانتحاري مع اللقاحات؟ تجري أمور اللقاحات في إيران والعراق على نحو طبيعي.
لماذا تنفرد النسخة اليمنية من منظومة آل البيت بمقاومة اللقاحات؟ من يقاومون؟ لديهم خبراء ومتعلمون من داخل السلالة، لماذا يتواطؤون مع هذه جريمة الإبادة هذه؟ لمصلحة من يسمح لليمن بأن تنزلق إلى الكساح والشلل؟
ولماذا لا تصير هذه المسألة، إعلاميا، إلى وضعها الحقيقي: النظر إليها كما لو أنها قنبلة جرثومية ألقيت على البلد؟