كتاب عدن

المُطبل المأجور.




سمية الفقيه



يشحذ كل طاقاته الكلامية واللفظية والصوتية لمدح ود الغير ،يستميت بقوة للدفاع و تلميع الغير، طبعًا ،الغير هذا، قد يكون إما فاسد أو ناهب او لص أو سياسي كاذب أو مجرم يدعي البراءة، و أهم أهم شيء عنده أن من يطبل لهم يدفعون له بسخاء

المُطبل المأجور،كائن مؤدلج يوجهونه كما يشاؤن ويملون عليه ما يريدون وما عليه إلا السمع والطاعة و كله بحسابه..

مؤلم جدًا حينما يسترخص المرء نفسه و يبيع في مزاد علني المبادئ والقيم والولاء لوطنه ويصبح مجرد تابع ورهين لمن يدفع اكثر…

تكاثروا خلال سنوات الحرب وكل طرف يأحر له قطيع من المطبلين لتلميع كل مخرب وكل من اوصلونا لهذا الدمار.
فمثل هؤلاء كم اوغلوا في اوساط المجتمع وكم اعلوا من شأن كل صغير وكم أهانوا الهامات ومجدوا كم من فاسد وكم وكم وكم وبالتالي ما الفرق بينهم وبين قاتل مأحور؟
ربما يقتل القاتل روحا بينما المطبل المأجور يسمم عقولا ويغتال افئدة وبصائرا..

السياسي الفاسد،المدير المرتشي،التاجر اللص…الخ،كل هؤلاء يستأحرون لهم مطبلين يروجون لانحازاته الوهمية، ليكون لهم جمهورا يناصرونهم ويأزرونهم لتجميل قبحهم وتحويل الخطأ لصواب والباطل الى حق يزيفون الحقائق ،يكذبون ،ويكذبون ويكذبون حتى صار الوطن فوضى كبيرة ومتاهة يريد الزيف ان ينتصر فيها بالقوة وبأفواه واقلام كهؤلاء المطبلين ولكن هيهيات فالناس تسمع وترى وامتلكت من الوعي ما يمكنها من التفريق بين الزيف والصواب.

وكفاكم زيفا وتطبيلا أيها المأجورين!

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى