مقالات

كيف تصبح عظيماً ويخلدك التاريخ؟


فاطمة المزروعي
كل الأعمال العظيمة التي مرت علينا كان خلفها رجال عظماء، كبرنا على قصصهم.. الأنبياء والعظماء والمخترعون والمستكشفون والناجحون وغيرهم، انبهرنا بهم وتمنينا أن نصبح عظماء مثلهم، ولكن من أجل أن تصبح عظيماً فإنك تحتاج إلى الكثير من الأمور حتى تحقق النجاح؛ جهد وصبر وخطط وقيم والتزام.. الخ، فالنجاح لن يأتي بالكسل والتسويف والجهل واللامبالاة.

إذا أمعنا النظر في سيرة القادة والعظماء الذين ألهموا البشرية سوف نجد لديهم الكثير من القيم والأخلاق والأهداف والتضحيات، فهؤلاء كانوا علامة فارقة في حياة الأفراد والشعوب والمجتمعات، نظرة إلى مقولاتهم وخطاباتهم ووصاياهم نجدها دوماً تحمل الحكمة والصبر والقوة والإصرار والقيم النبيلة والحث على التسامح والأمل، فهؤلاء العظماء الذين عرفتهم طيلة حياتك يتحلون بالإيمان ولديهم رسائل نبيلة يمكن تلخيصها بالرغبة نحو البناء والتقدم والدعوة للسلم والتسامح بصفة مستمرة.

أعظم الأمثلة، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، تميز برجاحة عقله وكمال ذَكائه، وقوة البديهة، والمعرفة والعلم، والتواضع؛ والزهد، كان صلى الله عليه وسلم متواضعاً، يخيط ثوبه بنفسه، هذا هو بعض خُلقِ رسولنا الكريم وأدبه الإلهي الذي أدَّب الله به رسوله، قال أبو بكر رضي الله عنه وهو يُحدِّث الرسول صلى الله عليه وسلم: لقد طفتُ العرب وسمعت فصحاءهم، فما رأيت، ولا سمعت مثلك أحداً، فمَن أدَّبك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أدَّبني ربي فأحسن تأديبي».

كما عفا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في فتح مكة عن أهلها فقال: ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ فقالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال صلى الله عليه وسلم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».

لقد استطاع سيد البشر بالتسامح والعفو أن يملك القلوب، ورغم الأذى الذي تعرض له طيلة فترة رسالته ونبوءته ولكنه سار بأخلاقه وقيمه وزهده وتواضعه.

وأسوق لكم أيضاً، مثالاً لرجل عظيم استطاع أن يملك قلوب العالم إنه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تميّز بحبه للسلام وحكمته وتواضعه ورفضه الخلافات والحروب، وكان نهجه لغة الحوار والعقل والتسامح والعفو، وكانت له مواقف لا يمكن أن ننساها في عدة محطات لحقن الدماء في العالم، وضرب، رحمه الله، المثل والقدوة في الحاكم الإنسان.

لقد أسس مجتمع دولة الإمارات على التسامح والمساواة والعدالة الاجتماعية والإنسانية ورسخ قيم الانتماء ومحبة الناس في نفوس أبنائه وكان يصر على أواصر الوحدة بينهم واحترامها، واليوم الإمارات من أعظم دول العالم بفضل نهجه رحمه الله.

نستحضر كلمة للوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يقول فيها (لولا التسامح ما أصبح صديق مع صديق، ولا شقيق مع شقيق، فالتسامح ميزة).

نعم إن التسامح أول الطريق حتى تصبح عظيماً؛ فالنجاحات العظيمة لن ينالها إلا من كانت لديه رؤية ثاقبة وشمولية، ولديه استراتيجية واضحة وتشمل حدوده الشخصية والآخرين بالنفع والخيرات كما لا ننسى الأمل لمواجهة المواجع والهموم حتى تنقلك إلى الضفة الأخرى بكل نجاح وتميز.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى