مؤتمر الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين الأهمية والدلالات
عادل الحنشي :
أن الإعلام بوسائله المختلفة المرئية والمسموعة والمقرؤة أيقونة العصر الحديث وسلاح فتاك كيفما سخره الإنسان وتحكم به ايجابا اوسلبا كما يقال “سلاح ذو حدين”
عرفت العاصمة الجنوبية- عدن التلفاز والإذاعة والصحف في خمسينيات القرن العشرين كأول تلفاز وأذاعة في الجزيرة العربية
ومالبث هذا الموروث الإعلامي الثقافي والتنويري الذي تفردت به العاصمة عدن أن تعرض إلى أخبث سياسة تدميرية ممنهجة من نظام الإحتلال اليمني بعد الوحدة أو”الوحلة” المشوؤمة من خلال اقصاء الكوادر الإعلامية الجنوبية من وظائفهم وتجريف المكتبات التلفازية والإذاعية واخفاء كل مايمت بصلة لدولة الجنوب حتى وصلت الوقاحة والخسة بنظام الإحتلال اليمني اللعين إطلاق اسم 22مايو على قناة عدن التلفازية بعد الوحدة على الرغم أنها تعمل بكادر شمالي 100% الهدف من ذلك طمس شي اسمه عدن .
مع كل هذا الركام والتدمير الذي تعرض له قطاع الإعلام في الجنوب سعى المجلس الانتقالي الجنوبي منذ إعلانه في 11مايو2017م إلى النهوض بهذا القطاع انطلاقا من إداركه للأهمية التي يكتسبها الإعلام في العصر الحديث.
وعمل المجلس الانتقالي الجنوبي على وضع قطاع الإعلام جزءا أساسيا من هيكله التنظيمي والاداري من خلال الدائرة الإعلامية بالأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي وانشاء الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي
وافتتاح قناة عدن المستقلة وعددا كبيرا من الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية وانشاء قطاع التدريب والتأهيل ومركز التدريب والتأهيل الإعلامي
واسندت تلك الدوائر والهيئات والقطاعات الى كوادر وكفاءات إعلامية ورجال صحافة جنوبيين جلهم من الذين همشوا واقصوا من وظائفهم إبان حكم الإحتلال اليمني
وتم تاهيل عددا كبيرا من الإعلاميين الشباب في وسائل الإعلام المختلفة.
وتوجت كل تلك الجهود والعمل الدؤوب بالحدث التاريخي الكبير والانجاز العملاق بانعقاد المؤتمر الأول للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين الذي تفصلنا عن انعقاده ايام قلائل في العاصمة عدن.
وهنا يضاف إنجازا ضخما وعظيم إلى سجلات المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلا بالرئيس القائد اللواء عيدروس الزبيدي إضافة إلى النجاحات التي تحققت في مختلف الجوانب العسكرية والسياسية والإدارية والتي تشكل في مجملها نواة أو بذرة على طريق قيام الدولة الجنوبية كاملة السيادة على ترابها الوطني.
يارفاق القلم وزملاء المهنة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين لقد ايليتم بلاء حسنا في مختلف المراحل والظروف وتصدرتم باقلامكم الشريفة اروع الملاحم البطولية في الدفاع عن شعبكم وقيادتكم السياسية وانتصرتم للتضحيات الجسيمة التي قدمها شعب الجنوب دفاعا عن كرامته وارضة وهويته
انكم اليوم على أعتاب مؤتمركم التأسيسي الأول الحلم الذي ظل يروادنا طوال السنوات الماضية لقد أصبح اليوم حقيقة
انني أدعو كل الإعلاميين الجنوبيين بمختلف توجهاتكم السياسية والثقافية والفكرية للاصطفاف والتماسك والمشاركة الفاعلة في نجاح هذا الحدث الكبير الذي سيحضره رجال صحافة وإعلاميون عرب وأجانب من بلدان مختلفة
كونوا عند مستوى وحجم هذا الحدث التاريخي لترسلوا من خلاله رسالة للعالم أجمع أن هنا شعب عظيم جبار يسعى لاستعادة دولته التي لاتستطيع أي قوة في الكون أن تمنعه عن قيامه
وختاما أدعو الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين إلى دعم جهود اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي بذلت جهودا مضنية من التحضير والتنظيم لانعقاد المؤتمر الذي سيتمخض عنه قيام كيانا نقابيا جنوبيا يدافع عن شعب وينتصر لتضحياته ويحقق تطلعاته المشروعة كبقية شعوب الأرض