كتاب عدن

عام الارادة لا عام اليأس


أحمد حسن عقربي

ها هو العام الجديد يطل علينا ومع كل احتفال بعيد السنه الجديدة درجنا على تبادل التهاني والتبريكات والتمنيات بالسعادة ونرسم لا نفسنا خططاً وأحلاماً لتنفيذ طموحاتنا الشخصية والعامة المشروعة ونتعهد دائماً أن نحترم انفسنا وأن نقيم سلوكنا ونعالج منغصاتنا وننأ بأنفسنا عن ديدان الحقد التي اصبحت للأسف ترعى في صحراء أفئدتنا وأن نبدأ حياة جديدة يملؤها الاْمل والحب والتسامح لتحقيق السعادة والعيش الكريم للجميع حتى لا يكون المواطن مغترباً في وطنه.

لكن هل هذه الاحلام التي نعلّل بها أنفسنا مع اطلالة كل عام جديد ستتحقق؟ قطعاً سنجيب بالنفي بحكم العادة والتجربة التي جعلت هذه الاحلام لا تخرج عن إطار أحلام اليقظة وسرعان ما ينتابنا اليأس فينطبق علينا قول الشاعر العربي القائل
أعلّل نفسي بالآمال ارقّها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
ومع الأسف أصبحت هذه العادة تحل فينا محل العقل في حين هي طارئة غريبة علينا كما يقول الشاعر الفرنسي ( سولي بردوم ) خلافاً لقول شاعر العربية المتنبي القائل : (( لكل أمرئٍ من دهره ما تعودا ))
فيلتقي مع الفنان المصري الساخر عادل أمام الذي يسخر من هذا السلوك بعبارته المشهور ة (متعودة – متعودة دائماً )واصبح البعض يتندّر على السعادة التي ننشدها اليوم أشبه ما تكون بضجعة الموت أو رقدة يستريح الجسم فيها كما يقول فيلسوف الشعر العربي ( المعري ) ، صحيح أن السعادة مرتجى كل مواطن في العيش والحياة الكريمة وتمنياته مشروعه ، في علم يفقهه أو مجد يناله او ثراء يملكه أو تقلد وظيفة مرموقة وصل اليها بكفاءة ودون واسطة ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ومع ذلك لن نيأس وسنظل نطرق باب الأمل لا من باب اليأس وإنما من باب التبصير بالمعوقات التي تحول دون تحقيق هذا الحلم الجمعي المشروع ونحث على شحذ الهمم وتعزيز الإرادة للقضاء عليها ، وهذا الأمر لا يتأنى الا من خلال وضع النقاط على الحروف وتوخى جرأة النقد الموضوعي والنظر الى الامور بنفاد البصيرة لا بالمعالجات العشوائية غير المدروسة وعلينا أن نقر ونعترف بشجاعة أخلاقية من واقع معاناة الناس قد بلغ سيل الزبى , ونتسأل ايضاً من منّا ينكر متاعب الحياة الذي يعيشها المواطن اليوم التي لا ينكرها الاّ من كان منافقاً بعد ان اصبحت لا تخف على أي عين مهما رمدت او أصبحت الشغل الشاغل للمواطن والهم الدائم وتحتم على ضميرنا الداخلي نحن الصحفيين ان نصر ولا نتردد قيد انملة في التذكير الدائم بها وتدني الخدمات الاجتماعية فيها وغلاء الاسعار وشحة الرواتب وسقوط الفئة الوسطى من شريحة الموظفين الى مستوى الطبقة المسحوقة إذ وصل حال واقع المواطن الى حافة الفاقة والمجاعة ناهيك عن تفشي ظاهرة الشحت التي باتت لا تستثني حتى الاسر العدنية العزيزة فضلاً عن السلوكيات والثقافة الغريبة والدخيلة على مجتمعنا وظهور الجرائم الخطيرة المركبة التي تتعارض مع تقاليدنا وقيمنا الدينية والوطنية والانسانية وظاهرة تعاطي المخدرات والحشيش والشمة وغيرها من الآفات الضارة التي تستهدف شبابنا وتجهيل الاجيال أغلى راس مال في التنمية البشرية و الشاملة .

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى