شؤون محلية

صحيفة لندنية: أزمة اليمن في حاجة إلى مبادرة عمانية تتجاوز مجرد الوساطة


عدن اوبزيرفر-العرب


صنعاء – تقول أوساط سياسية يمنية إن الأزمة في اليمن في حاجة إلى مبادرة عمانية، وليس مجرد وساطة ونقل رسائل بين أطراف النزاع، حيث أن ذلك أثبت على مدار الأشهر الماضية عقمه في تحقيق اختراق على مستوى تجديد الهدنة المنتهية منذ أكتوبر والتي كانت تستهدف تهيئة الأجواء لتسوية سياسية تقود إلى سلام دائم في البلاد.

وتوضح الأوساط أن مجرد الركون إلى العمل على تذليل النقاط الخلافية المطروحة بين أطراف النزاع لن يقود إلى أي تطور، حيث أن تلك الأطراف كانت واضحة لجهة مطالبها وردودها، وبالتالي فإن هناك حاجة ملحة إلى طرح رؤية سياسية جديدة ومن خارج الصندوق لحل الصراع، خلاف ذلك فإن الأمور ستنساق نحو عودة العنف، وبشكل غير مسبوق.

وتبذل سلطنة عمان جهودا لتذليل الخلافات بين السلطة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها من جهة، وبين جماعة الحوثي الموالية لإيران. وآخر تلك الجهود إيفاد مسقط لوفد لها إلى العاصمة صنعاء الأسبوع الماضي حيث التقى الوفد بزعيم الحركة عبدالملك الحوثي، وأيضا بقيادات المجلس السياسي الأعلى للحركة.

وتضاربت الأنباء بشأن حصيلة هذه الزيارة التي بدأها الوفد العماني الأربعاء الماضي واختتمت الأحد، حيث صرحت قيادات حوثية بوجود تطورات إيجابية، لكنها أشارت إلى أن الوفد لم يحمل أي جديد أو تغيرا على مستوى مواقف التحالف العربي أو السلطة الشرعية في اليمن، وهذا ما يقود إلى التصعيد.

وقال كبير مفاوضي الحوثيين والناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام في تصريحات لقناة “المسيرة” في وقت سابق، إن “الوفد العماني التقى زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي ومسؤولين آخرين، وكانت اللقاءات مثمرة وقدمت تصورات للأفكار المطروحة في المفاوضات”.

وأضاف عبدالسلام أنه “منذ انتهاء الهدنة أجرى الوفد الوطني (الحوثي) نقاشات مكثفة مع أطراف عدة، من بينها لقاءات مباشرة مع الطرف السعودي والأمم المتحدة في مسقط”.

وبشأن مطالب الحوثيين، قال كبير مفاوضي الحوثيين “إن الملف الإنساني، وفي مقدمته صرف الرواتب وفقا لميزانية النفط والغاز 2014، لا تزال أولويتنا في المفاوضات”، لافتا إلى أن “الحديث عن وقف إطلاق نار دائم يجب أن يقابل بفك حصار دائم، وصرف رواتب بشكل دائم”.

ولفت عبدالسلام إلى أن قواتهم في حل من أي التزام بشأن وقف إطلاق النار قائلا “قواتنا في الميدان فرضت قواعد اشتباك جديدة، وعلى الطرف الآخر (التحالف والحكومة) إدراك حقيقة أننا دخلنا مرحلة جديدة، وحاليا لسنا أمام أي التزام في ما يتعلق بوقف إطلاق النار”.

وحذر القيادي الحوثي “من أي إجراءات اقتصادية تستهدف الوضع في اليمن قد تقلب الطاولة وتعيدنا إلى نقطة الصفر”، مشددا “لا يمكن أن نذهب إلى الحوار السياسي في ظل أجواء معقدة وشائكة وأزمات إنسانية واقتصادية”.

سلطنة عمان تبذل جهودا لتذليل الخلافات بين السلطة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها من جهة، وبين جماعة الحوثي الموالية لإيران

وفي وقت سابق، تحدث نائب رئيس حكومة الحوثيين بصنعاء (غير معترف بها) جلال الرويشان أن “الوفد العماني حمل أفكارا تتعلق بمسألة الرواتب وتشمل مليونا و300 ألف موظف”، مضيفا “قد تحصل خطوة جيدة في إطار الموافقة على صرف الرواتب، وما زال هناك بعض نقاط الخلاف في هذا الملف”، وفق ما نقلت وسائل إعلام حوثية.

ويرى مراقبون أنه من غير الممكن الجزم حاليا بمصير المفاوضات التي ترعاها عمان، مشيرين إلى أي تغيير في موقف الحوثيين هو مرتبط بالأساس بإيران، وأن الأخيرة ما تزال مصرة على رؤيتها في إبقاء الأزمة مفتوحة.

وترتبط عمان بعلاقات جيدة بمعظم أطراف الصراع اليمني، ويراهن عليها للعب دور متقدم في تحقيق اختراق، خصوصا وأنها سبق أن ساهمت في حلحلة ملفات لا تقل تعقيدا.

وتعثرت جهود أممية ودولية لتمديد اتفاق هدنة إنسانية بالبلاد بدأ في الثاني من أبريل الماضي وانتهى في الثاني من أكتوبر الماضي.

ويعاني اليمن حربًا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، قبل أن يتدخل تحالف عربي بقيادة السعودية في العام 2015 دعما للسلطة الشرعية.العرب اللندنية

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى