كتاب عدن

متى سيعتدل العقل الجنوبي ؟؟



قاسم عبدالرب عفيف

لم يحدث في تاريخ الجنوب ان توحد الشعب على قضبة مثل ما هي قضية استعادة الدوله الجنوبية ونحن نتحدث عن الشعب الذي خرج عن بكرة ابيه في الساحات غير ابه بالقمع الوحشي الذي مارسه نظام تحالف صنعاء العسكري القبلي.
من وقت مبكر وعند بدء الحراك الجنوبي لم يتمكن العقل الجنوبي بتشكيل كيان كالجبهة الوطنية او كيان الائتلاف للحراك لكي يجمع كل المكونات الجنوبية كجبهة وطنية عريضه تنبثق عنها قيادة جنوبية موحدة واضاع العقل الجنوبي فرصة اختيار قيادة توافقية تقود العمل السياسي والزخم الكبير الذي يسنده شعب الجنوب وطلعت زعامات عديده وكل ذهب في مجراه الخاص وتنازع الجميع على الريادة وكانت ساحة المعركة هي الساحات والتي كادت بعضها ان تتفجر لولا لطف الله والمستوى الراقي لثقافة الجماهير الحنوببة الحصن القوي التي تحافظ على سير المجرى العام نحو استعادة الدولة وحتى بعد ان لاح في الافق خطر سيداهم الجنوب وطبول الحرب تقرع وجيوش تتجهز نراها تتجه جنوبا لم يلتقط العقل الجنوبي تلك اللحظة لتشكيل قيادة ميدانية للجنوب تمسك زمام الامور سياسيا وعسكريا خاصة وقد تشكل مجلس عسكري جنوبي رديف للقيادات السياسية المبعثرة الا انه سرعان ما تم احتواء ذلك المجلس بوعود فارغة المعنى انجرفت بعض قياداته دون اخذ الحيطة والحذر من مكر التاريخ والجغرافيا المهم ان العقل الجنوبي ظل يحلق في الهواء واضاع فرصة تاريخية اخرى لتوحيد صفوفه لمواجهة المعتدي الجديد ولو تم توحيد المكونات ومع وجود المجلس العسكري كان سيكون للجنوب شأن كبير لانه القوة الوحيده المنظمة الذي ستكون موجوده على الارض يستطيع ان يقود المقاومة الجنوبية تحت قيادة سياسية وعسكرية واحده كان سينهي فوضى القيادات التي تناسلت بالمئات وحصلت على بيئة تشجعها على التحليق منفرداً لغرض في نفس يعقوب كل ذلك كان سيرفع اسهم الحنوب وسيضطر معه الاخرون التعامل معه كامر واقع لكن مع الاسف لم يحضر العقل الجنوبي ولاننا لم نكن موحدين كان تلك النتيجة التي عشناها بعد التحرير حتى اليوم

كادت قضية الجنوب ان تضيع وتسرق امام اعيننا نهض الجنوب من جديد واتت اللحظة التاريخية ليتشكل كيان جنوبي تحت مسمى المجلس الانتقالي الجنوبي وكانت لحظة الضرورة التي لمع فيها العقل الجنوبي وسط العواصف المحيطة وبعدها فرض على الانتقالي ان يدخل في اتفاقات مع شرعية الدولة العميقة عبر مفاوضات ماراثونية في الرياض … هذه الاتفاقات والشراكة قيدته ولا يستطيع ان يصدر او يتخذ قرارات ذات استقلالية لانه ملتزم امام الاقليم والعالم وفي نفس الوقت يشاهد الظلم يمر امام عينيه تجاه الجنوب ولم يستطع ردعه وخاصة حول الخدمات والمرتبات وغير ذلك لان القرار المالي والاداري وتعيين ونقل الكادر بيد الدولة العميقة التي تتعمد ممارسة الظلم لثلاثه امور اولاً تريد ان تحرق المجلس الانتقالي المفوض من قبل الجنوب امام حاضنته الجنوبية والامر الثاني تمارس احقاد دفينه ضد الجنوب والتي لم تتحرر من هذه العقلية القبلية الطائفية تجاه الجنوب وهو ارث تاريخي يتوارثه الاجيال جيل بعد جيل والامر الثالث هو منع الانتقالي من ادارة الجنوب الذي قد كان بداء خطوات عملية في تحقيقها ودخل في شراكه فضفاضه اثبتت التجربة بانها لم تراكم اي فايدة يجنيها الجنوب من وراء ذلك وخاصة وان الاتفاقات التي وقع عليها بالرياض لم ينفذ منها اي بند وانما ازداد الوضع بالجنوب سوءا وبالمقابل عندك مديريتان تحررتا من الشمال يتم ادارتهما من قبل ادارة شماليه محليه بشكل مستقل دون ان يعترضهم احد او وضع لهم خط احمر. لا الشرعية ولا التحالف ولا العالم.
اليوم يعاني الجنوب من التهميش ويحارب بالخدمات ويحارب بالمرتبات واضافة الى الحروب الاخرى منها الارهاب الذي اثبتت الوقائع بانه جزء من الدولة العميقة واليوم اضيف حرب النازحين الذي لا توجد حرب في مناطقهم وما يجري على ارض الواقع عملية توطينهم بالملايين في ارض الجنوب وتدير الحكومة هذا العمل بشكل مباشر وتحت سمع وبصر التحالف والامم المتحدة.

الآن الشمال مع الحوثي بتخاذل القوى السياسية اليمنية التي تمثل الشرعية وايضا بدعم دولي واقليمي
والجنوب يسلم للشرعية الشماليه بدعم اقليمي ودولي واضح وكأنه لا يوجد في الجنوب شعب يستحق الحياة بكرامة ويحكم نفسه بنفسه اسوة بغيره من الشعوب على هذه الارض او حتى اسوة بمارب وتعز .
ستظل المعادلة مختلة طالما الرئاسات الثلاث شمالية ومن محافظة واحده وسيظل الجنوب مهمش في كل شيىء وسيزداد وضعه سوء ومن حق الجنوب ان يدير نفسه بنفسه ومن حق الجنوب ان تكون رئاسة الوزراء من نصيبه كاستحقاق سياسي حتى تعتدل المعادلة السياسية بين الجنوب والشمال.

الان ما هي اولوياتنا كجنوبيبن ؟؟

من اهم الاولويات اعادة التوازن السياسي في ادارة الدولة واذا كان هناك شراكه بين الشمال والجنوب على الاقل ان يمنح الجنوب حق ادارته الذاتية وان يحصل على استحقاق سياسي موقع رئاسة الوزراء فورا .

تأتي وحدة الجنوبيين كاهم اولوية سياسية يعمل من اجلها كل الجنوبيين الشرفاء وهي مربط الفرس لنجاح مشروعنا الجنوبي ولمصداقية ما نقول لابد من ترجمة ذلك بخطوات عملية ترسم على ارض الواقع والوقت لا يسعفنا ولابد من العمل بجد واخلاص ودون تاخير او تسويف وعلى العقل الجنوبي ان يخرج من عباءة الماضي وينفتح على الجميع وبرايي هناك عدد من الممارسات لابد من القاء الضوء عليها ومهمة العقل الجنوبي تجاوزها هي التالي


اولا بعض الجنوبين مع الاسف يعرقل توحيد الصف ويريد ان يعرف اولا موقعه في السلطة والا لديه خيارات اخرى ويعلنها صراحة وهو الارتباط بقوى الشمال الذي لا زالت تغازل الجميع وكل واحد على حده لافشال مشروعنا الجنوبي.
ثانيا البعض يعتقد انه وصل الى الموقع القيادي ولا يمكن ان يتنازل عنه ويريد من الاخرين ان يكونوا تابعين له ومش داري ان الشرعية الشمالية وغيرهم يراقبوا المشهد بين الاطراف الجنوبية وبعمقوا الهوة بينهم وبين اخوته الحنوبيين الاخرين وتزيد الفرقه والتباعد وهذا لا يخدمهم ولا يخدم القضية الجنوبية.


ثالثا والبعض الاخر يشترط ان يكون له نصيب الاسد في الجنوب ويضع شروط تعجيزية ويعلن بانه اما ان يكون كيان ذات استقلالية كاملة او سيكون جزء او اقليم ضمن يمن واحد وهو عذر اقبح من ذنب ويتجاهل رغبة جماهير منطقته التي خرجت تطالب باخراج المنظومة العسكرية والامنة التابعة للدولة العميقة والجاثمة على الارض لعقود كثيره وتحرس استثمارات عصابات صنعاء في نهب الثروة الجنوبية.
رابعا البعض يعرض مشاريع على الشماليين والاقليم والعالم لا تتناسب مع حجم تطلعات شعب الجنوب وتضحياته وهمه الوحيد ان يقدم نفسه لكي يرضى عنه الشماليين والاقليم والعالم.
خامساً البعض تجده يرفع شعار استقلال وتحرير والخ وعندما يلوح له بالافق وظيفة بالشرعية يذهب ويعلق الشعار مؤقتا وعندما يفقد الوظيفة يعود للبحث عن الشعار ويرفعه مجددا وصاحب هدا الحال لديه انفصام في شخصيته
ومن اهم الاولويات التركيز على بناء مؤسسات الدولة المحلية المدنية والامنية والعسكرية على اسس علمية ووطنيه في اطار كل محافظه وربطها ببعضها البعض لتحقيق التكامل العسكري والامني والاقتصادي والاجتماعي.

ومن اهم اولويات الجنوب محاربة الفساد وعصابات التعدي على اراضي الدولة اذا اردنا ان نستعيد دولتنا علينا تجاوز الانانية السياسية المعشعشة في عقول بعض النخب الجنوبية ولن ياتي الجنوب الا بلحمة الجنوبيين ووحدتهم ومشاركتهم جميعا في صنع الحاضر والمستقبل الذي سيصبح ملك كل الجنوبيين قاطبة شعب الجنوب يستحق قيادة بحجم صموده وتضحياته ويعرف من يعمل من اجله بصدق واخلاص ومن يستخدمه رافعه لتحقيق اعراضه الشخصية.

تكرار اخطاء الماضي لن نجني منه الا مزيد من الالام والاذلال لشعب الجنوب وما على الجميع الا اعادة فرمتت عقولهم لكي تستوعب متطلبات المرحلة الحالية والقادمة وعلى من يجد صعوبه في تغيير عقله عليه مغادرة الحياة السياسية بهدوء حتى لا يكون سبب في هزيمة الجنوب هذه المرة فالتاريخ لا يرحم.
قاسم عبدالرب العفيف

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى