عندما يكون حكام بلادك من دولة شقيقة!!
همس اليراع
عندما يكون حكام بلادك من دولة شقيقة!!
د. عيدروس نصر….
عندما تم الاتفاق على تعيين معين عبد الملك رئيسا للوزراء قبل وبعد حكومة المناصفة لم يعترض عليه أحد من الجنوبيين، بل بالعكس كانت هناك اتهامات للمجلس الانتقالي أنه هو من أخرج بن دغر من رأس الحكومة وأتي بمعين بديلا له، مع علم الجميع أن الذي أقال بن دغر وأحاله إلى التحقيق هو الرئيس عبد ربه منصور الذي لم يكن ليتخذ قراراً دون مشاركة نائبه علي محسن، لكن هذا ليس موضوعنا.
ومضت السنوات منذ تعيين معين والبلد لم تلق معيناً يعينها على شرور معين ومفاسده، ونحن هنا نتحدث عن الجنوب الذي يحكمه معين وزملاؤه لأن لا سلطة لهم على قرية أو حارة في أي من المحافظات الأربع عشرة الشمالية، وهذا أيضا ليس موضوعنا.
بعد التئام مجلس النواب في سيؤون أبريل 2019م وانتخاب الزميل سلطان البركاني رئيسا له تعززت (الشراكة) وكان قد رفض الزملاء الشماليون انتخاب الزميل محمد الشدادي رئيسا للبرلمان بحجة إنه لايمكن أن يكون رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية من الجنوب، ومع ذلك لم يعترض الجنوبيون على انتخاب سلطان البركاني لموقعه هذا
وبعد مشاورات الرياض ونقل السلطة إلى المجلس الرئاسي صفق كل المشاركين في المشاورات لتعيين الدكتور رشاد العليمي رئيسا للمجلس ولم يعترض جنوبي واحد، ولم يقل أحد أنه لا يجوز أن يكون رئيس البلاد ورئيس البرلمان ورئيس الوزراء من الشمال، لا وبل من محافظة واحدة كما قيل عن الزميل محمد الشدادي والر ئيس عبد ربه منصور، رغم وجود من الشمال الشقيق.رئيساً للوزراء حينها وما يزال حتى اليوم.
اليوم يحكم الجنوب رئيس جمهورية ورئيس برلمان ورئيس وزراء ونصف الحكومة و5/8 من مجلس الرئاسة، وثلاثة أرباع الدولة العميقة، من شركاء غزو الجنوب في 1994م وأتعجب لمن يتساءل عن أسباب الانهيار المعيشي والخدمي والأمني والأخلاقي والتربوي والصحب الذي يعيشه الجنوب!
عند ما يكون حكامك من دولة شقيقة، لكنهم ليسوا أشقاء مخلصين وحريصين على حقوقك ولا أوفيا في القيام بواجباتهم نحوك، بل هم منذ حوالي 3 عقود أتوا إليك غزاة واجتاحوا البلاد وهمشوا العباد ودمروا الدولة ونهبوا الأرض والخيرات والثروات، فلا تتوقع منهم خيرا، إنهم إنما جاءوا ليواصلوا العدوان المسلح الذي شنوه في العام 1994م و2015م ولكن بوسائل غير عسكرية بيد إن أثرها التدميري أكثر من كل المتفجرات والمفخخات والمجنزرات وقاذفات الصواريخ والعبوات الناسفة
منذ مجيء معين عبد الملك إلى رئاسة الوزراء لم يتغير أي واقع إلا إلى الأسوأ، فلا خدمات الماء والكهرباء والصرف الصحي تغيرت ولا الخدمات الطبية تحسنت ولا رواتب الموظفين والمتقاعدين ورجال القوات المسلحة والأمن في حينها أتت، ولا برهن الرجل حتى أنه موظف حكومي من الدرجة العاشرة، وليس رئيس أو وزير أو حتى مدير عام.
وماذا أقول عن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، وهم لا يخجلون حينما يخدبون ويدلون بالتصريحات الصحفية والمقابلات الإذاعية والتلفزيونية دون أن يشيروا إلى الواقع في الجنوب، حتى ولو أسموه المناطق المحررة.
سأتغاضى عن أقاصيص الفساد التي تزكم الأنوف والمتعلقة بمعين عبد الملك أو سواه، ونتحدث بلغة العامة العادية جداً، فأبناء الأرياف كانوا يقولون “ما يفهم رطني إلا ولد بطني” والإمام الشافعي قالها بالفصحى “ما حك جلدك مثل ظفرك” وحكام الجنوب اليوم ليسوا من بطن الجنوب ولا ظفر من أظفاره، وبالتالي فهم لا يفهمون رطن أبناء ولا يحكون لهم جلودهم وعيونهم على أهداف غير أهداف الجنوبيين ومواطنين عير المواطنين الجنوبيين ونواياهم تتصادم مع نوايا الجنوبيين.
ولن أتحدث عما يتناوله وسائل الإعلام عن الملايين التي يراكمها أبناء المسؤولين من الأموال العامة التي تقع تحت سلطة هؤلاء فقد درجت غلى ألا اتهم أحد بناءً على تسريبات غير مؤكدة رغم أن التسريبات هي المصدر الوحيد لكل من يبحث عن الحقيقة حينما يكون أكثر الناس فسادا هم أكثر الناس سخطا ولغنا وتأففا من الفساد.