كتاب عدن
(النازحون) خطر ماثل ولغم مؤقت مدمر سينفجر في الوقت المناسب
/ صالح شائف
تدفق النازحين وعلى النحو الذي تشهده عدن بدرجة رئيسية هو في جوهره مؤامرة كبرى وعمل ممنهج ومنظم وبقناع ( إنساني ) وليس عفوياً لأن الأغلبية لا تنطبق عليهم هذه الصفة؛ ويقابله مع الأسف تواطؤ مشبوه من جهات معنية كثيرة وبمسميات كثيرة؛ ويشكل ذلك تربة خصبة للخلايا النائمة والمتحفزة والفاعلة أيضاً على الأرض على تعدد وظائفها وأدوارها؛ ووجود هذه الأعداد الهائلة ( للنازحين ) وأغلبهم من المناطق الآمنة وغيرهم ممن يأتون وليس على حياتهم خطر في بقية مناطق الشمال؛ ناهيك عن النزوح ( السياسي ) والإستخباري وبأقنعة وحجج مختلفة.
فكل ذلك يشكل خطراً كبيراً على الجنوب وقضيته الوطنية ولغماً مؤقتاً مدمراً وسينفجر في الوقت المناسب وعلى نحو قد لا نتوقعه.
فالسكوت أو تجاهل هذا الوضع الخطير وعدم فتح وتحريك ملفاته المتعددة وبجدية أكبر وأسرع ووفقاً للضوابط والمعايير المعروفة بهذا الشأن؛ وإتخاذ الإجراءات الضرورية والمناسبة من قبل الجهات المعنية والملزمة للجهات والمنظمات التي تتعامل مع النازحين تفادياً لما هو أسوأ؛ وتقع المسؤولية الأكبر على الحكومة فهي المعنية بكل ذلك؛ وعليها تنظيم الأمر والتنسيق مع السلطات المحلية والأجهزة المختصة في عدن وبقية محافظات الجنوب ومنحها الصلاحيات الضرورية للقيام بما يلزم والتجاوب المسؤول مع ما ستقوم به السلطات المحلية في هذا الإتجاه والتي كانت قد بذلت جهوداً طيبة خلال الفترة الماضية دون أن تجد التجاوب المطلوب من الجهات المختصة في الحكومة؛ فالتحرك مهم جداً وقبل أن تتفاقم الأمور وتخرج عن السيطرة وتصبح تبعات ذلك كارثية وعلى أكثر من صعيد.