كتاب عدن

من المنجزات الكبرى لثورة ١٤ أكتوبر.. للتذكير وحتى لا ننسى

/ صالح شائف
كانت الأوضاع التي ورثتها حكومة الثورة عند الإستقلال صعبة جداً وفي غاية التعقيد وفي مختلف مناحي الحياة؛ وكانت مهمة البدء بالتغيير وجدولة الأولويات والتطوير شائكة ومربكة لصناع القرار ولأسباب كثيرة ومن بينها وأهمها عدم توفر الإمكانيات اللازمة والضرورية لذلك؛ بعد أن ترك الإحتلال البريطاني وقبل رحيله خزينة شبه فارغة ما عدا القليل من المال الذي يلبي وفي الحد الأدنى مرتبات الموظفين وتسيير مؤسسات الخدمات التي كانت قائمة حينها وتحديداً في عدن عاصمة الجمهورية الوليدة؛ وتنصله عن تعهداته بدفع ٦٥ مليون جنيه إسترليني كتعويض لخزينة الدولة؛ ومع ذلك فقد حققت ثورة ١٤ أكتوبر المنجزات التاريخية والوطنية التالية :
( ١ ) تحرير الجنوب من مستعمر أجنبي أحتل البلد لمدة ١٢٩ عاماً عبر ثورة شعبية مسلحة دامت لأربع سنوات كاملة قدم في شعبنا التضحيات المستحقة لنيل حريته وسيادته.
( ٢ ) توحيد أكثر من ٢٣ سلطنة وإمارة ومشيخة كانت قائمة على إمتداد جغرافية الجنوب وبما يعنيه ذلك من تفكك وتمزق وصراعات؛ في إطار كيان وطني جنوبي واحد.
( ٣ ) إقامة أول دولة في تاريخ الجنوب المعاصر ووضعته على خارطة المجتمع الدولي؛ ونالت عضوية مجلس الأمن غير الدائمة عام ١٩٨٩م وكانت من أوائل الدول المستقلة حديثا التي نالت هذه المكانة الرفيعة؛ وهو مايعكس مكانتها وحضورها ودورها النشط على الصعيد الدولي.
( ٤ ) قضت على نزاعات الثأر التي كانت تشكل مصدراً دائما للفتنة وعدم الإستقرار ونزيف الدم بين القبائل والمناطق؛ ليسود بعد ذلك الأمن والوئام فيما بينها.
( ٥ ) تمكنت وبوقت قياسي من بناء نظام سياسي حديث؛ حقق قدراً كبيراً من العدل الإجتماعي وحكم المؤسسات وسيادة النظام وجعل الجميع دون تمييز تحت سقف القانون وأحكامه النافدة.
( ٦ ) تحرير الشعب من الجهل والأمية وتحقيق نهضة تعليمية غير مسبوقة؛ ليس في الجنوب فحسب بل وفي المنطقة بكاملها؛ وكان التعليم مجانياً في كل مراحله مثله مثل الخدمات الطبية التي كانت مجانية لكل السكان دون تمييز؛ ووصل بفضل هذه النهضة التعليمية عدد الخريجين من حملة الشهادات العليا عام ١٩٩٠م إلى ما يقارب ٢١ ألف خريج في مختلف المهن والتخصصات المدنية والعسكرية؛ بعد أن كان عددهم يوم الإستقلال لا يتجاوز عشرات الخريجين وليس من بينهم امرأة واحدة.
( ٧ ) بلغ عدد موظفي الدولة وفي كل المؤسسات المدنية والعسكرية وقطاع التعاونيات الزراعية والسمكية والخدمية ومزارع الدولة وغيرها عام ١٩٩٠م وكانت بالمئات إلى أكثر من ٤٢٥ ألف موظف تقريباً؛ و؜كانت نسبة المرأة لا تقل عن ٢٠٪؜ من قوام الموظفين؛ في حين كان عدد الموظفين من مدنيين وعسكريين عند الإستقلال في ٣٠ نوفمبر ٦٧م أقل من ٢٥ ألف موظف وفقا لتقديرات الجهات المختصة للدولة قبل عام ١٩٩٠م .

وهناك الكثير مما تحقق لشعبنا من مكاسب إقتصادية وإجتماعية غيرت نمط حياته نحو الأفضل ولسنا هنا بصدد تعدادها لأنها كانت ملموسة وعايشها شعبنا الجنوبي العظيم؛ وهو اليوم يمضي بثبات نحو إستعادة دولته الوطنية الجنوبية كاملة السيادة التي بها وعبرها سيعيد بناء ما دمرته عصابات صنعاء ومارست أبشع صور الإحتلال الهمجي المتخلف ضد الجنوب ونهبت ثرواته وخيراته وحاولت بكل السبل طمس هويته وتاريخه.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى