الشقاع نهرٌ من العطاء والإبداع الذي لا ينضب
فبراير 14, 2022
أ.د. مهدي الحاج عميد كلية الصيدلة الأسبق/ جامعة عدن
رحل عنا دون وداع النابغة العلمية الباحث الأكاديمي المتألق الأستاذ الدكتور/محمد الشقاع مساء يوم الجمعة الماضية، ذرفنا دمعات على روحه الطاهرة، فاكهة كلية الصيدلة وجامعة عدن وباحثها الأكاديمي المتميز، عاش عزيزاً منهكاً مظلوماً وغادرنا شامخاً مظلوماً لكن سينصفك رب العالمين يامن بكى على رحيلك الصديق والكتاب والطالب والقلم.
رحلت عنا يامن كنت نهراً لا ينضب، واسع العطاء في كل المجالات العلمية والأدبية، فأنت من المعادن النفيسة أصيلاً لا يتغير مهما تغير الزمان والمكان، تحترم مرؤوسيك وزملائك وطلابك وكل أفراد المجتمع، رحلت عنا يا أعز الناس وأطيبهم وأصدقهم وأنبلهم وأخلصهم وأوفاهم، الشخصية الراقية ذات الكاريزما الخاصة التي لا يملكها أحد.
رحلت عنا أيها الرجل البسيط المتواضع الباحث المتألق المبدع النابغة الأكاديمي البارز الأديب الشاعر ذو الحس المرهف المحاضر بأسلوبه الراقي المتميز السلس كانسياب مياه الأنهار الصافية، رحلت عنا فجأة دون استئذان ودون وداع، ولو علمنا بانك سترحل لزرناك وعانقناك عناقاً أبدياً.
رحلت عنا أيها الهامة العلمية الباسقة في هذا الزمن الصعب، وخسرت برحيلك جامعة عدن وكلية الصيدلة بمنتسبيهما أحد ركائزها الباحثين بل ركنا أساسياً صلباً من أركانها، فكنت رحمك الله يامن رفعت سمعة كلية الصيدلة وسمعة جامعة عدن دوماً بأبحاثك العلمية الرصينة، كما خسرك طلابك الذين يحبونك حباً جامحاً لعلمك الغزير وتواضعك الجم، نجدهم دائماً يتسابقون للحاق بمشروع التخرج تحت إشرافك، وسيفتقدك زملائك من الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة لتوجيهك لهم علمياً وأكاديمياً وتعليمهم أبجديات البحث العلمي وكتابة الأوراق العلمية، وسيفتقدك الموظفون لروحك المرحة ودماثة خلقك.
الأستاذ الدكتور/ محمد الشقاع الباحث العملاق الأول على قمة الباحثين إلى جانب الاستاذ الدكتور/محمد الفاطمي، واجهتما الكثير من المعاناة والتحديات في كلية الصيدلة إلا أنهما أثبتا وجودهما كأساتذة أجلاء وعلماء نفتخر بهم لرصيدهم الوفير من الأبحاث العلمية التي تفوق الخمسين بحثاً منشورة في المجلات العلمية الدولية الرصينة، نعم هما نابغتان في طي النسيان، ولذا فهما يعاقبان في وطن يعاقب فيه كل النوابغ والأذكياء وكأن هذه البلد للأسف لا تقبل أمثال هؤلاء الباحثان الفذان، وإنما تهملهما بقسط وعنوة، واهتمامها فقط بالمنافقين والجهلة والسماسرة، أما العلماء والباحثون الذين يرفعون رأسها إلى عنان السماء فهم مهمشون، نعم إنها الحقيقة، يا أسفاه متناسيين إنه بالعلم تبنى الحضارات وتتطور الأمم.
لقد بحت أصواتنا بالمناداة بأن يهتم مسؤولي جامعة عدن وكل جامعات اليمن وعمادات الكليات والحكومات بالباحثين والأكاديميين المميزين ويكرموهم وهم أحياء وليس بعد وفاتهم ولكن لا حياة لمن تنادي..، فبعد وفاتهم يكتبون التعازي وما أسهلها وأرخصها ولا قيمة لها عند من إلتحف التراب.
نقترح على رئيس جامعة عدن بأن تسجل قاعة باسم هذا الرمز الأكاديمي البارز ا.د.محمد الشقاع فهذا أقل شيء يقدم لهذا الإنسان المحاضر الباحث الذي أفنى عمره خدمة لكلية الصيدلة ولجامعة عدن ولطلابه ولزملائه وللعملية التعليمية برمتها ورفع سمعة كلية الصيدلة وجامعة عدن عاليا بأبحاثه العلمية الرفيعة القيمة الرصينة.
رحمة الله تغشاك أخي وصديقي وزميلي الأستاذ الدكتور/محمد أحمد الشقاع طبت سلاماً في مرقدك الأبدي وإلى جنة الخلد بأذن الله.