ثقافة الكراهية
يونيو 25, 2018
صالح علي الدويل باراس
على خلفية اغتيال ممثل يمني في الضالع ظهرت أصوات تدفع بثقافة الكراهية جنوبا ، مع ان القتل غير مقبول ، لكنه اذا تم بدون أية دوافع أخرى إلا الكراهية فانه رسالة لمن نظموا تلك الاحتفالية بأنهم اختاروا التوقيت الخطأ والمكان الخطأ اذا احسنا بهم الظن!! فالحالة في الجنوب أعمق، هذا ان لم يكونوا يريدون لها هذه النهاية مسبقا!!، وهي رسالة للهلال الأحمر الإماراتي أن لا يجعل من القوى الكارهة للجنوب مستشارة له ثم تجعل تلك القوى منه حصان طروادة لتنفيذ مآربها سواء ضد الإمارات أو ضد الجنوب .
الفكر الشاذ المتطرف ليس في الجنوب ولو كان فيه فإن المقيمين واللاجئين اليمنيين اليه بالملايين ولم يتم الاعتداء لا على ارواحهم ولا اعراضهم ولا أموالهم بل تتعامل مهم الحواضن الجنوبية بكل احترام وحماية.
لا نكرههم لانهم يمنيين فذلك ليس من ثقافتنا ولا من اخلاقنا، نكرههم لانهم مازلوا محتلين أو حواضن احتلال أو أنصار احتلال وهذا حق مشروع وسلاح يجب أن لا نتخلى عنه حتى تزول اسبابه.
الشرخ في الجنوب عميقا والحروب تخلف آثارا بالغة الخطورة وجروحا غائرة .
ورغم ذلك فثقافة الكراهية لم تصدر عن الجنوب العربي ولم تؤسس لها ثورة الحراك السلمية في الجنوب ولا غذاها ورعاها تعليق لجنوبي على حائط فايس بوك أو مقال في صحيفة .
ثقافة الكراهية في الجنوب هي رد فعل لسلوك المنتصر اليمني على الجنوب منذ عام 1994م .
ثقافة الكراهية اسست لها الفتوى بتكفير الجنوب ، والفتوى أشد تعميقا لثقافة الكراهية لأن الفتوى دين وليست مقال رأي ، ..
من الذي اصدر الفتوى بالتكفير؟ هل صدرت عن علماء / حزبيين من الجنوب العربي ضد أهل اليمن أم من علماء,/ حزبيين من اليمن ضد أهل الجنوب العربي؟
ومن الذي تلقاها وعمل بها وتعبد لله بها أهل الجنوب العربي أم أهل اليمن ؟
لماذا عندما اجتاح الحوثي صنعاء لم يوصم العلماء الذين كفروا الجنوب الحوثي حتى بالصفوية إلا بعد بعد عمليات التحالف ؟ لماذا طلبوا من أنصارهم عدم مقاومته حقنا لدماء المسلمين ؟ كيف كان مسلما محقون الدم فصار صفويا؟
وايهما اشد تعميقا للكراهية فتوى مرجع سلفي يمني هو محمد الإمام بتكفر استقلال الجنوب ام تغريدة لجنوبي مقهور جنوبي على حائط في تويتر أو الفايس أو في مجموعة وات سب؟
والانكى ان هذا الشيخ السلفي يعقد صلح وسلام مع الحوثي الصفوي بينما من طالب باستقلال الجنوب كافر!! الفتوى دين وهم بذلك يؤصلون دينيا لثقافة كراهية الجنوبي .
أيهما أشد تعميقا للكراهية مقال على حائط فايس بوك لجنوبي أو أن يصرح علي محسن الأحمر الرجل الثاني في الدولة بأنهم اداروا الجنوب بالاستعمار.؟
أيهما أشد تعميقا للكراهية وصنع للعنصرية هتاف سلمي ” ثورة ثورة يا جنوب ” أو ماقاله الشيخ الأحمر بعودة الفرع للاصل أو قول لآخر أن أرض الجنوب يمنية أما شعبها فهنود وصومال. هل من عنصرية أبلغ من هذه ؟
الكراهية سلاح مهم في الحروب والثورات ومن يتخلى عن كراهية عدوه قبل تحقيق هدفه فانه يتخلى عن اهم سلاح في معركته، ومن يطالبني وانا محتل مقتول مغتصب أن أتخلى عنها فليراجع نفسه، فنشر المحبة والسلام عملية متبادلة وعندما تطلبها من طرف مغلوب مقتول محتل دون آخر فإنك تقدم له وثيقة استسلام.
ثقافة الكراهية مرتبطة بالاحتلال ، كرهنا بريطانيا حين كانت محتلة ولما زال احتلالها زالت كراهيتها. وهكذا الحال مع الاحتلال الحالي .
هل جاءوا في حرب 1994م وهم يحملون باقات ورد أم جاءوا يحملون الموت والخراب ؟ هل من ثقافة للكراهية اقوى من الحرب وانهار الدم ؟ هل انتفت شروطها ؟
هل جاءوا في الحرب الأخيرة يحملون لنا حمائم السلام أم جاءوا يحملون الموت والخراب؟
قد يقول البعض أن هذا انقلاب على الجميع ، وذلك غير صحيح فاكبر احزابهم الوطنية وقف مع زعيمه في اجتياح الجنوب وأي تغيير ليس من أجل الجنوب بل من أجل مصالحهم، والبقية بعد عمليات التحالف انقسموا ما بين ” الصلاة خلف الإمام علي اتم، ومأدبة معاوية ادسم “، فلو كان على الجميع فلماذا سلمت كل القوى الشمالية عاصمتهم للانقلاب ؟ اين جيوش الوطن ؟ ولماذا حاربت مع الانقلابيين ؟ ولماذا جيوشهم في الجنوب استقبلته ولم تحاربه بل حاربت معه ؟ لماذا طلبت بعض الأحزاب من انصارها عدم محاربته في صنعاء حقنا لدماء المسلمين ؟ لماذا مرت جحافله في كل محافظاتهم ومدنهم متجهة للجنوب
و” لم تقرح عليهم طماشة ” !!
هل هذه هي ثقافة التسامح والمحبة المغروسة في ثقافتهم ؟
فليراجع بعض مثقفينا واعلاميينا انفسهم، فالمراجعة لاتعني جلد الذات الجنوبية بلا مبرر
فالماثور الشعبي يقول :
” لا حق الا بشح ”
صالح علي الدويل