كتاب عدن

الإنتقالي بين النشاط الخارجي والحوار الجنوبي الداخلي !

نوفمبر 18, 2021

الإنتقالي بين النشاط  الخارجي والحوار الجنوبي الداخلي !

/ صالح شائف

أياً كانت النجاحات التي يحققها المجلس الإنتقالي الجنوبي على صعيد علاقاته السياسية والدبلوماسية إقليمياً ودولياً؛ وهي على درجة كبيرة من الأهمية لجهة كسب المزيد من التأييد والإعتراف بقضية الجنوب الوطنية؛ أو على صعيد التنسيق والتفاهم مع أطراف وقوى وطنية مناهضة للمليشيات الحوثية على الساحة اليمنية؛ بهدف تفعيل المجابهات العسكرية المشتركة ضدها كعدو مشترك يهدد ويستهدف الجميع؛ والتي نأمل أن تكون بحسابات دقيقة سياسياً وعسكرياً وتتطلبها مصلحة الجنوب العليا في هذه المرحلة.

 أن العنصر الحاسم والأهم الذي ينبغي أن تعطى له الأولوية المطلقة لتعزيز دوره وحضوره  الوطني وتعاظم مكانته بين الناس؛ يتمثل اليوم بقدرته على ترتيب البيت الجنوبي من الداخل وتهيئته وإعداده وعلى أكثر من صعيد للإستحقاقات الوطنية المرتقبة؛ والمتمثلة بدرجة رئيسية بنجاحه في تفعيل الحوار وشموليته مع القوى والأطراف والشخصيات الوطنية والمجتمعية الجنوبية على تعدد وتباين رؤاها ومواقفها؛ بما فيها تلك التي تحمل قناعات سياسية هي على تضاد مع الموقف العام للغالبية العظمى من شعب الجنوب المطالب بحريته الكاملة وإستعادة دولته الوطنية كاملة السيادة؛ تجسيداً للمسؤولية الوطنية نحوها وعلى قاعدة بأن الجنوب سينتصر بكل أهله ولأهله جميعاً؛ وعلى قدرته كذلك في تجاوز الثغرات والمصاعب والتحديات التي تجابهه على هذا الطريق وبأكثر من صورة.

وأخذاً بعين الإعتبار للفترة التي أمضاها فريق الحوار الخارجي وهي قرابة أربعة أشهر؛ ورغم الجهود المخلصة التي بذلها أعضاء الفريق في لقاءاتهم التشاورية؛ إلا أنها لم تستكمل بعد ولم تعرف نتائجها على وجه الدقة حتى الآن ( سلباً وإيجاباً ) ؛ وهو ما يتطلب بذل المزيد من الجهود الإستثنائية وتذليل أية صعوبات تعترض عمل الفريق وهي كثيرة دون شك؛ ضماناً لنجاحه في هذه المهمة الوطنية النبيلة؛ وتجنباً لإطالة أمد الحوار؛ وهو ما نبهنا له منذ البداية وبينا خطورة السقف المفتوح للحوار في ظروف تستدعي الحاجة إلى إتمامه بأقصر وقت ممكن.

كما يتطلب الأمر وبصورة ملحة وبإرادة قوية وصادقة لإستكمال الحوارات على صعيد الداخل وبموقف جاد ومسؤول؛ يتجاوز الطابع التشاوري و ( البروتوكولي ) في اللقاءات والذهاب  إلى ماهو أعمق وأشمل في جوهر ومضمون الحوارات التي تفضي بالضرورة إلى توافقات وطنية حقيقية بشأن المسائل والرؤى المطروحة من قبل الجميع؛ وبما يضمن ويوحد الموقف الوطني الجنوبي؛ ويجعله أكثر قدرة وتماسكاً في مواجهة التحديات والمخاطر الجدية وغير المسبوقة التي تستهدف الجنوب ومستقبله .

وهو ما يتطلب بالضرورة توفر القناعة الكاملة من قبل الجميع بأهمية ذلك وطنيا وتاريخيا؛ وعلى قاعدة التنازلات المتبادلة التي تمليها المرحلة وتشترطها عوامل بناء وتعزيز الثقة المتبادلة؛ إنتصارا للمستقبل وصونا للتضحيات العظيمة التي قدمها الشعب الجنوبي العظيم في سبيل حريته وكرامته ومستقبل أجياله. 

الأمر الذي يفرض على قيادة الإنتقالي وعلى بقية القوى الجنوبية الأخرى؛ مغادرة الحالة القائمة على صعيد النظر والتعامل مع آلية وأهمية الحوار وسرعة إنجازه كضرورة وطنية وليس ترفاً سياسياً؛ نحركه متى ما نريد أو نوظفه لأغراض آنية ودعائية وستكون نتيجة ذلك مخيبة للأمل وخسارة كبرى سيدفع ثمنها الجميع !.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى