تقارير

اليمن هويات لاهوية !!

مايو 10, 2015
عدد المشاهدات 2327
عدد التعليقات 0
اليمن هويات لاهوية

كتب : معتوق صالح

اكدت التطورات الاخيره في اليمن بعد انقلاب صالح وشركاءه الحوثيين على السلطة و قبل وبعد سيطرتهم على صنعاء ، ان اليمن مجرد اسم لجغرافيا تقطنه شعوب عده لاشعب واحد ، وكشفت الاحداث غياب الانتماءالوطني الموحد لليمنيين ، فالشعب الممتد من صعده الى عمران وصنعاء او مايعرف موطن حاشد وبكيل ، لم يكترث كثيرا بالانقلاب باعتباره حدث في اطار موطنه الاصلي وموجه الى سلطة يقف على رأسها غرباء من شعوب أخرى ، ومع تمدد قوات صالح والحوثي وبداية  الهجوم على المناطق ، اعتبرت كل منطقة او محافظه ان اي اعتداء على اي منطقة اخرى لايعنيها ، ووقفت متفرجة بانتظار دورها رغم وجود سلطة واحده للدولة ووجود وطن واحد بالافتراض  ، فعندالهجوم على رداع ظلت المنطقة تواجه  الغزاة لوحدها ، وعندما تم التمدد نحو عدن ومرورا  بلحج وانطلاقا من صنعاء وذمار واب وتعز،  صدرت تصريحات في محافظة تعزباهمية وحدة شعبها وقواه السياسية  لجنيب  تعز للصراع  باعتبارها واحة للثقافة والعلم  والفنون  ورمزا للمدنية رغم اعلان دعمها لمخرجات الحوار واهتمامها بقضية الاقاليم اكثر من ايمحافظة اخرى ، وظل شعب حضرموت وشعب المهرة حتى اليوم  خارج المواجهة  وعلى موقف الحياد  باعتبار ان الصراع هو يمني بالاساس ،مع ان قليمهم المرتقب واقليمي الجند و سباء وتهامه هي اكثر الشعوب التي جاءات  مخرجات الحوار لمصلحتهاعلى حساب شعوب أخرى ، ويالمثل ظلت الجوف في موقف الحياد حتى الامس  ، اما  قلب شعب سبأ مارب فقد طالت فترة التسخين  في مرابعه شهورا عده و كأنه غير معني بمايجري في الجنوب حتى بادر الحوثي بالهجوم .
هذاالواقع  يقدم تفسيرا علميا  لتركيبة المجتمعات  اليمنية ،  وهوياتها الوطنية المتعددة، وربما يجد المرء فيها ا لاسباب المنطقية المنتجه  للصراعات المتتالية ومحاولة  كل شعب ان ينتصر لنفسه منفردا بمعزل عن اي رابطة وطنية  موحده ، فصنعاء وماحولها  يستنكرون قصف التحالف للجبال ومخازن الاسلحة والمنشاءت العسكرية  وتأثيرها على زجاج منازلهم ، ولكنهم لايظهروا  اي مشاعر تجاه سكان عدن  ومايجري من قصف لمنازلهم بشكل متعمد وحصارا من قوات صالح والحوثيين  وكذا الحال تجاه بقية مناطق الجنوب ، فالرابطة الوطنية بالتعسف القسري تقول ان الضالع محافظة مركبة ،ومع ذلك فأن العدوان على  الضالع القديمةاو الاصلية ينطلق من الضالع الشمالية ، و سيأتي من يقول في الغد ان اليمن شعب واحد ، ويطالب بالحفاظ على الوحدة المقدسة  رغم ان السلوك المطبق يؤكد انه لاتوجد هوية وطنية واحده بل هويات متعددة وربما ان الاعتراف بهذه الحقيقة سيقرب الحل  لو تم الاعتراف بحق كل شعب ان يقرر مصيره بنفسه وان  يدخل في تحالفات مع شعوب اخرى  بالاستناد الى معيار التقارب الاجتماعي قبل الجغرافي .عوضا عن الاستمرار في دورات متتابعة من الصراع  تكون فيها الوحدة عنوانا للموت ليس الا .

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى